أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماسة الرمادي - النسوية والوحش














المزيد.....


النسوية والوحش


ماسة الرمادي

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 04:52
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


قدمت لنا ديزني صورًا نمطية متعددة عن المرأة ودورها في المجتمع حسب الإيديولوجيا للفترة الزمنية لأفلامِها،
وأشتركت جميع هذه الصور بقاسم مشترك واحد وهو الإنتظار،
فهناك من تنتظر لكي يأتي رجل لأنقاذها من سجن، او فقر او من شرور زوجة الاب وغيرها من أمثلة المرأة التي تنتظر.
خلال ذلك بدأت الحركات النسوية تعبَرعن غضبها من تنميط ديزني لصورة الأنثى في أفلامها،
فحاولت أن تكسر هذه الانماط عن طريق شخصية تجسَدت بفتاة بسيطة، تقرأ وتكتب وتفكر نوعًا ما..
فهذا الأمر كان ممنوع فيما سبق من افلامها وهو أن تستخدم البطلة عقلها بدلًا من جمالها،
ولكن في هذه النسخة استمرت شروط ديزني بأن تكون فتاتها جميلة جدًا وعليها أن تقع في غرام الوحش وشروطه السامة في السيطرة عليها،
وهي من تنقذه هذه المرة، بشرط أن تحبه مهما كلف الأمر.
ولا ضير بأن يتفاقم هوس هذا الوحش بحل مشكلته من خلال حبس الجميلة ومنعها من رؤية أهلها ومن كل شيء عندما ترفض الانصياع لهذا الطلب.
اهدت لنا ديزني دون أن تدري مجاز بسيط عن وضع النسوية القبيحة ومشلولة الحركة حسب صورتها في منطقة الشرق الاوسط
من وحش الذكورية العملاق التي لم تجد المكوث بقوالبه أمر مستحب،
ورفضت أن تقع بحب قبوره وأغلاله، فمنذ أن قررت بصوتها الناعم أن تقول كلمة لا على استيحاء امام سلسلة من قمع واجبار وقتل الجميلات على ايدي هذا الوحش!
تحولت إلى كيان قبيح في مخيلة وحش يخافه الجميع من شدّة قبحه، إلّا أنه أعطى لنفسه الحق بوصم المرأة التي ترفض ماسبق بالقبيحة!
فقد صنعت المنظومات الذكورية والانظمة الابوية امبراطورية وحوش قائمة على تحويل كائن شيئي من اللحم ووضعه بمرتبة
لا تزيد قيمتها عن قيمة اي قطعة خشب او بلاستيك في السوق تُباع بملبغ زهيد او العكس.
فيتم صنعها و وضعها في قوالب تجذب من يشتري.وحين تخرج هذه القطعة عن قالب المُشتري او يجد بها عيب لا يعجبه فلا مانع من أن يتم كسرها او استبدالها..
للأسف هذا مايحدث تمامًا مع نساء هذه الرقعة في واقعهن السوداوي، اللواتي تم اقناع الكثير منهن بأن هذا السواد هو اللون الوردي!
وما زالت النسوية مع الرفض الشديد لها من قبل وحش الأفكار للمنظومات الرجولية تعاني أيضًا من تقزّم فظيع في امكانياتها
بمطالبات لا تتعدى حق العيش للإناث اللواتي يتعرضن للقتل والحرمان تارة بسبب التكريم الوهمي لها
في كونها جوهرة يجب أن تُحبَس في علبة زجاجية، وتارة بسبب خطابات التراث والفكر القبلي المليئة بالتحريض والإنتقاص من كينونتها؛
لكون نوعها الجنسي الاجتماعي لا يتناسب مع شروط جنس اصحاب هذه الخطابات.
فالنسوية في قصة هذا المقال ليست الجميلة بل هي الفكرة القبيحة التي تحاول أنقاذ الجميلات من قبضة الوحش المحبوب
والتي تعتبر وحشيته حق يعود لطبيعته الفسيولوجية والبيولوجية.
وفي حال تم رفضها سنواجه عويل وانتحاب وهيجان مرعب من قبله؛ لأنه لم يجد لعبته المفضلة كما يريديها ويشتهي.
في النهاية سنحتاج أن يبدأ هذا الوحش بالوقوع في حب الخروج من جلدته والتفاهم مع قبيحته صاحبة الحق لكي تتحول هذه الصراعات
الى قبلة من المساواة توضع على جبين عصر جديد
يحترم وجود النساء وتُمحى به القوانين الظالمة لهن والتراث المظلم الذي التهم أرواح وأحلام الكثير منهن..
ولكن سنحتاج إلى ديزني بهذا الامر! لكي تصنع لنا فيلم مدّته ساعتين فنتأثر به ونصفق ونعود إلى منازلنا مفعمين بالأمل والتغيير القادم، حتى موعد جثة جميلة أخرى.



#ماسة_الرمادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساحة نملة


المزيد.....




- بين القابلة والطبيبة النسائية.. قيود اجتماعية تعيق وصول النس ...
- مقتل سيدة على يد شريكها.. إسبانيا تسجل أول ضحية للعنف ضد الن ...
- من تعدد الزوجات الى التطاول الجنسي على الأطفال
- “رابط متاح” التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بال ...
- بالصور| وقفة احتجاجية في ساحة الفردوس ضد تعديل قانون الاحوال ...
- رابط مُفعل للتسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 بالج ...
- ضجة فيديو ممرضة ترقص فوق رأس مريض.. شاهد ماذا كان مصيرها
- استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة كراميش بترددها الجديد 20 ...
- قافلة الاطفال الجرحى والمرضى وعائلاتهم تتجه الى معبر رفح للع ...
- فادي الخطيب يرد بـ”تصريحات كاذبة”.. ضبط رسائل تهديد في هاتفه ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ماسة الرمادي - النسوية والوحش