أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - الدولار لن يبقى سيّد العالم














المزيد.....


الدولار لن يبقى سيّد العالم


عزالدين بوغانمي
(Boughanmi Ezdine)


الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 11:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الانهيارات المصرفية داخل الولايات المتحدة، في الآونة الأخيرة أدت إلى انهيار البنك السويسري، الذي هو مؤسسة عمرها 167 سنة. وهذا يعود إلى أن المستثمرين في كل العالم فقدوا الثقة في الدولار بسبب عقوبات تجميد الأرصدة التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية على خصومها في العالم.

التجأت السلطات السويسرية إلى البنك الأهلي السعودي -أحد كبار المستثمرين- فرفض تقديم أي تمويل إضافي لبنك "كريدي سويس". فلم يبقى لها سوى الإعلان عن قرض ب 50 مليار فرنك سويسري (54.2 مليار دولار) من البنك الوطني السويسري. ومع ذلك لم ينجح "كريدي سويس" في استعادة ثقة المستثمرين، فتدخلت السلطات السويسرية لبيعه إلى "يو بي إس" مقابل 3 مليارات فرنك سويسري.

يعني هنالك تصاعد في منسوب اضطرابات أسواق المال العالمية، مرتبطة أساسا بميزان القوى الدولي الآخذ في التغيّر بتسارع ملموس، وبسياسات الولايات المتحدة المتعجرفة، التي تجبر الدول على التخلي عن الدولار، سيما هذا الانجرار الواسع نحو المنظومة المالية الشرقية الأكثر أمانًا.

إذن هنالك مخاوف جدية من اندلاع أزمة في القطاع المصرفي، ستضع هيمنة الدولار أمام تحدٍ مصيري، خصوصا في ظل المتغيرات الجيوسياسية واسعة النطاق، وبالتوازي مع صعود الصين، ومع العقوبات المفروضة على روسيا أخيراً وتبعاتها المختلفة، وغيرها من العوامل ذات الصلة...

دول الشمال الأطلسي تتخبّط في أزمة أُفول تدريجي، سيبدأ بآثار ضغط تحوّل القوّة نحو الشرق على مصير حلف الناتو. وربما مصير الاتحاد الاروبي نفسه بسبب التباين الشديد بين دوله، سواء على الصعيد المشاكل الداخلية، أو على صعيد مستوى حاجة أسواق هذه الدول إلى الغاز الروسي، أو على صعيد درجة الخضوع للأجندة الأمريكية، أو بالنظر لِجود بعض دول الاتحاد الأوروبي في الجوار الجغرافي الروسي، خلافا لبعد بعضها الآخر...

الجديد الذي يُعزّز ما ذهبنا إليه، هو اقتراح الرئيس الفرنسي ماكرون لِ"عقيدة اقتصادية جديدة للاتحاد الأوروبي، حتى تكون أوروبا قادرة على حماية نفسها.. ". ولعلّ زيارته إلى الصين تندرج في سياق البحث عن بدائل للدور الأمريكي. خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار الأزمة العميقة التي تتخبط فيها فرنسا الناجمة بالأساس على انجرارها في الركاب الأمريكي منذ اندلع النزاع في أوكرانيا. وأخذنا بالاعتبار المأزق الخاص بشخص الرئيس الفرنسي والانتقادات الشديدة الموجهة له على خلفية إقحامه لبلاده في محور صراع تبدو فيه فرنسا تابعة وخاسرة على جميع المستويات. وأن فرنسا منذ العهد الديغولي لديها رؤية أقرب إلى فكر الاستقلالية الاستراتيجية، فهي ترى نفسها قُطبًا مُستقلّا بذاته يجب أن يُعامل بِنِدّية إلى جانب أمريكا والصين. خصوصا وأن فرنسا هي القوة العسكرية الأكبر، في الاتحاد الأوروبي بعد خروج بريطانيا. وهذا، من وجهة نظر عموم الطبقة السياسية والنخبة الفرنسية بوجه عامّ، تترتّب عليه جدارة قيادة فرنسا للاتحاد الاروبي ضمن مصالحها هي لا ضمن مصالح الولايات المتحدة.

من جهة أخرى الولايات المتحدة التي تعلن بكلّ وقاحة أنها تسعى لإيقاف النجاح الصيني، تدرك أن التحالف الاستراتيجي بينها وبين أوروبا تضرر بشدة، بعد أن تكبدت جميع دول الاتحاد الأوروبي خسائر فادحة جراء مواقفها غير المحسوبة تجاه الحرب الأوكرانية. وتدرك أنها خربت العلاقات الأوروبية الروسية الوطيدة . وأن أروبا تعتمد بشكل حيوي على روسيا في إمدادات الطاقة والحبوب والسلع الاستراتيجية، وبالتالي فهي المتضرر الأول من الحرب ومن العقوبات. وعليه، بإمكاننا الجزم بأن الولايات المتحدة منزعجة جدا من هذه الهرولة الأوروبية نحو الصين. فقبل زيارة الرئيس الفرنسي إلى بيكين، كانت هنالك زيارة المستشار الألماني، وزيارات عدد من المسؤولين الأوربيون إلى الصين. ولا شكّ أن كلّ خطوة أوروبية في اتجاه الصين تمثّل خطوة ابتعاد عن السياسة الأمريكية. وأن الرّغبة القوية لدول الاتحاد الاروبي في إيقاف هذه الحرب المتفجرة في قلب أروبّا، تُقابلها رغبة قوية لدى الإدارة الأمريكية في إطالة أمد هذه الحرب.

هذا التّناقض الكبير في الأهداف، سيؤدّي، حسب رأيي، مع ضغط الشوارع المنفجرة في العواصم الأروبية، مع أزمة الدولار، مُضاف إليها ضغط التحوّل في موازين القوى الدولية، إلى انقسام حادّ داخل حلف النّاتو. ولن تبقى هنالك رؤية مشتركة بين الولايات المتحدة وبين الدول الرئيسية في الاتحاد الأر وبي، لا بخصوص الموقف من الحرب في أوكرانيا. ولا في القضايا الأخرى المتّصلة بالعلاقه بالصين.



#عزالدين_بوغانمي (هاشتاغ)       Boughanmi_Ezdine#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل التعدّد المذهبي والطائفي والثقافي هو سبب تخلّف العرب؟
- الإسلام الموازي وتكفير أهل الكتاب
- حول -الاستقلال- ودولة الاستقلال.
- بوصلة الشهيد!
- العالم بتغيّر
- الفساد هو الأساس المادّي لحكم الأقليات المافيوزية في تونس من ...
- ضدّ التّضليل، ضدّ تزوير الذّاكرة.
- المتعاونون الجُدُد مع نظام الإرهاب والفساد.
- العَلمَنَة مسار تاريخي، وليست قرارًا إداريًّا.
- أحزاب القبيلة وحُكم الأقلّيات
- الإسلام السياسي والاستعمار، مشروع واحد.
- أُفول اليسار التّونسي على يد قيادات اليمينيّة.
- في غياب تحالف شعبي ديمقراطي، لا خيار إلا الرئيس
- حركة النهضة سقطت بسبب جرائمها
- هذا ما حدث في تونس
- برقية إلى شباب اليسار التونسي
- أزمة الأحزاب السياسية في تونس
- التدخل الروسي في أوكرانيا: هل هو غزو للأخت الصغرى؟ أم مواجهة ...
- هل يمكن الحديث عن أزمة في الإسلام؟
- حضور حركة النهضة، يساوي غياب المشترك الوطني.


المزيد.....




- في إيطاليا.. استبدل المواقع السياحية المكتظة بوجهات أخرى لا ...
- معجزة بحرائق لوس أنجلوس.. كيف نجت هذه المنازل في حين تفحّم ك ...
- شرارات تشبه زخات الثلج.. شبكة CNN تحصل على فيديوهات تُظهر ال ...
- برلمان أوكرانيا يؤيد تمديد حالة الطوارئ العسكرية لمدة 90 يوم ...
- معارض للسعودية ومؤيد لحزب الله .. من هو الإمام الشيعي المدعو ...
- -تيك توك- تخطط لإيقاف خدماتها في الولايات المتحدة بدءًا من ا ...
- هل نرى تحالفا تكتيكيا بين أردوغان ونتنياهو قريبا؟
- رئيس إفريقيا الوسطى يصل إلى موسكو في زيارة رسمية
- والد شاب مصري في سوريا يتبرأ منه بعد بثه فيديوهات تحريضية ضد ...
- عملية مرتقبة للجيش الإسرائيلي قرب حدود مصر مع غزة؟.. الإعلام ...


المزيد.....

- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين بوغانمي - الدولار لن يبقى سيّد العالم