أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الماضى الرائع والحاضر الكئيب .. وفنون الدعاية الحديثة !!














المزيد.....

الماضى الرائع والحاضر الكئيب .. وفنون الدعاية الحديثة !!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7577 - 2023 / 4 / 10 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاحظت فى الفترة الأخيرة تلميع مبالغ فيه للعصر الملكى بالذات ؛ وتلميع أقل لعصر السادات وعصر حسنى مبارك ، وكان الاستثناء - ولا اعرف لماذا - عصر عبد الناصر ..
( وربما يشير ذلك من طرف خفى إلى الأطراف السياسية المشتركة في تلك الحملة ) .
رافق ذاك انتشار كثيف للغاية لفيديوهات تروج أن عصر الملكية فى مصر كان مثال الأناقة والجمال والتطور !!
وكانت مصر فيه مثالا للغنى والتقدم وطيبة الناس ورقى أخلاقهم !!
فهل هذا نوع من الحنين الطبيعى للناس إلى الماضى ؟!
فالماضى - عند أغلب الناس - دائما جميل ، وكلما ازداد بعدا ازداد بهاء ، ونسيت مشاكله ، وأزيلت تضاريسه ، ونظر إلى الحياة بلغة الابيض والاسود .. فهؤلاء ملائكة وهؤلاء شياطين ..
الغريب أنه بأى مقياس من المقاييس فإن الحاضر افضل ألف مرة من الماضى ..
على الأقل من زاوية ما أتاحه العلم وتطور الحياة من وسائل هائلة في يد الإنسان العادى ..
لم يكن في يد الإنسان فى الماضى موبايل يتكلم به مع من يريد وفى أى وقت ، ويصور ويوثق به لحظات حياته الجميلة ، ويقرأ به اخر تطورات العلوم فى كل المجالات ، وكل تراث الإنسانية في عصورها المختلفة ..
كانت وسائل الراحة مثل الثلاجة أو التكييف مثلا - وحتى المروحة - قاصرة على علية القوم ، وكان اقتناء سيارة خاصة لمن هم تحت الطبقة المالكة والوزراء والباشاوات نوع من أحلام اليقظة شديدة الجموح ..
وكان السفر وتنقل الناس حتى إلى القاهرة أو الإسكندرية حدثا كبيرا في حياة الإنسان !!
وكان عدد الأطباء محدودا للغاية ، والمستشفيات واحدة أو اثنتين في كل محافظة ، وكذلك عدد المدارس ..
وحتى بالنسبة لأخلاق الناس وطباعهم .. فنظرة سريعة على كتابات كبار كتاب ذلك العهد مثل طه حسين أو توفيق الحكيم والعقاد ، أو كبار الصحفيين كمحمد التابعى والمازنى ، أو حتى لروايات نجيب محفوظ التى صورت ذلك العهد افضل تصوير كفيل بإظهار الحقيقة بيسر وبساطة ..
فالماضى لم يكن خيرا كله .. لا فى تقدم مصر وغناها ، ولا فى طباع الناس واخلاقهم ، ولا فى وسائل الراحة ..
فلماذا إذن هذا التركيز على روعة الماضى ؟!
رأيي أن الأمر أعمق من مجرد حنين إلى الماضى ، لكن للسياسة كلمتها الاولى فى هذا المجال ..
ورسائل السياسة فى ذلك يمكن تخمينها بسهولة ..
والهدف هو القول أن كل العصور السابقة افضل من العصر الحالى ، وكل ملوك مصر ورؤساءها - الملك فواد وابنه الملك فاروق والسادات ومبارك - كلهم افضل من الرئيس السيسي ..
هذا هو القصد .. وهذه هي الرسالة ..
وهو القصد والرسالة التى تنفق عليها أطراف معينة كثير من الجهد والوقت والمال لإيصالها لأكبر عدد من الناس ..
ولكن .. هل الماضى سيعود ؟!!
هل سيرحع الملك فؤاد أو ابنه فاروق أو الرئيس السادات أو مبارك ويترك هؤلاء - أو واحد منهم - قبورهم ويرجعون مرة ثانية إلى الحياة وإلى حكم مصر ؟!
ومادام أن ذلك مستحيل ، فالغرض هو مقارنة الناس الدائمة بين الماضى الرائع - أو الذى تم تصويره رائعا - وبين الحاضر الصعب والكئيب .. أو الذى تم تصويره كئيبا ..
الهدف هو تسخين الناس وزيادة سخطهم على حاضرهم ، تمهيدا لأخراجهم من بيوتهم في مظاهرات تصنع خلخلة في الوضع الحالي ، أو على الأقل زيادة منسوب السخط والغضب قبل سنة يرونها حاسمة ، وهى السنة القادمة ٢٠٢٤ ، وهى سنة الإنتخابات فى مصر ..
ليس هناك مشكلة فيمن يرى سياسة الرئيس السيسي سيئة ، أو يراها جيدة ، فلكل الناس الحق فيما يرونه ..
ولكن لفت نظري أساليب الدعاية الحديثة المستخدمة في إيصال رسائل سياسية معينة ، واستخدام الماضى لحرب الحاضر ..
حتى لو كانت تلك الرسائل مليئة بالأكاذيب وتشويه الحقائق ..
لكن فى السياسة لا شئ يهم .. المهم هو الوصول إلى الهدف والحصول علي الجائزة ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجيش والسياسة والاقتصاد .. فى إسرائيل ( 3 )
- الدين والجيش والسياسة .. فى إسرائيل ( 2 )
- الدين والجيش والسياسة .. في إسرائيل ( 1 )
- دول كبرى محتلة !!
- أغانى رمضان
- رئيس قسم الاقتصاد .. قصة عشرون عاماً
- القطاع الخاص المصرى
- هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟
- ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!
- سوريا ومحنتها .. إسرائيل وداعش والزلزال
- سنابل سوداء .. رواية جديدة لأديب مبدع
- حصر ومعرفة ما لدينا
- لماذا حالة الهيام بالقطاع الخاص الآن فى مصر ؟!
- خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!
- الرواية وعصرها ورسائلها


المزيد.....




- -سنتكوم- تنفي -بشكل قاطع- ادعاءات الحوثيين بشن هجوم على -أيز ...
- هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على منطقة بريانسك في روسيا
- تايوان تحاكي الحرب الفعلية في مناورات حربية سنوية
- اليونان تعتقل 13 شخصا بتهمة إشعال حريق غابات
- الحوثيون يعلنون استهداف سفن بميناء حيفا والبحر المتوسط
- مطالب داخلية وخارجية بخطط واضحة لما بعد حرب غزة
- الجيش الروسي يتسلم دفعة جديدة من مدرعات -بي إم بي – 3- المطو ...
- OnePlus تعلن عن هاتف بمواصفات مميزة وسعر منافس
- على رأسهم السنوار.. تقرير عبري يكشف أسماء قادة -حماس- المتوا ...
- طبيب يقترح عن طريقة غير مألوفة لتناول الكيوي!


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - الماضى الرائع والحاضر الكئيب .. وفنون الدعاية الحديثة !!