كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 08:58
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمر معظم الاحزاب والكيانات الشيعية السياسية في العراق بمرحلة مصيرية متأرجحة وفي غاية الخطورة، ومن المرجح أن تؤثر تداعياتها على مستقبل تلك الكيانات، وعلى استمرارها ومقومات بقاءها من عدمه. فقد وصلت الخلافات إلى طريق مسدود، بينما تقوقع بعض القادة في مكاتبهم مفضلين الاستمتاع بمكاسبهم، وتوجهاتهم الشخصية في التعالي على بعضهم البعض. والطامة الكبرى ان هذا التعالي يُمارس الآن بأبشع أساليب التمييز المناطقي ضد ابناء الجنوب، الذين يطلقون عليهم (الشروگية)، ويستخفون بهم احياناً فيسمونهم (المعدان). .
والأغرب من ذلك كله ان التناحر الشيعي الشيعي سجل في المرحلة الراهنة أعلى درجات الخصام والكراهية، حتى وصل إلى مراحل كسر العظم، وتغلغل في تنظيماتها فتحول العداء إلى تدمير الحزب لاعضاءه، وإعلان الحرب على الناشطين منهم، أو التخلي عنهم ورفض دعمهم، واستبعادهم من المشهد السياسي. .
فالظروف المربكة التي تمر بها القوى الشيعية الآن أسوأ مليون مرة من الظروف التي مرت بها الدولة الشيعية قبل انهيارها في مصر. .
ومن المؤشرات المحزنة ان معظم القوى السياسية الشيعية منشغلة هذه الأيام في تفعيل المحاور التالية:-
- إعلان الهجوم ضد نفسها بنفسها وبكل الوسائل المتاحة. .
- إنفراد كل كيان شيعي بتشويه صورة الاعضاء الذين ينتمون إليه، والإساءة إليهم. .
- قيام بعض الكيانات الشيعية بتسخير القضاء والاعلام للاطاحة برموز الشيعة واستبعادهم. .
- فقدان التواصل الجماهيري بين عامة الناس والاحزاب، وبين اعضاء الأحزاب، وبين القواعد والقيادات. .
- مواصلة التظاهر بالشعائر والشعارات التي لم تعد تؤثر على العقل الجمعي، بل تحولت إلى مثلبة ينتقدها الناس ويسخرون منها. .
- اعلان الحرب على التيارات الشيعية المدنية، ومضايقتها وتشويه صورتها واتهامها بالانحراف عن المذهب. .
ومن خلال متابعتنا للأحداث لم نر أي مبادرة إصلاحية لتصحيح المسارات المتقاطعة. وكُلُّ حِزْبٍ بمَا لَديْهِمْ فَرِحُونَ. . .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟