أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عن احتجاجات الشوارع الاوروبية














المزيد.....


عن احتجاجات الشوارع الاوروبية


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 7572 - 2023 / 4 / 5 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تغيرت الشوارع الاوروبية بعد العملية العسكرية الروسية في اوكرانيا وتصاعد قرع طبول حرب يقودها حلف الناتو، وتديرها الولايات المتحدة الامريكية صراحة وبلا التباس. حيث فرضت ادارة الحرب الامريكية على اوروبا المشاركة المباشرة في سياسات الحرب تحت اسم دعم اوكرانيا وتقديم المليارات لآلة الحرب فيها وتشريع ما تسميه بالعقوبات والاجراءات العدوانية ضد روسيا والضغط عليها وعلى من يتعاون معها، مبينة ظهور تحالفين واضحين، متصارعين ومستعدين لمواصلة حرب تتدحرج نحو اخطر انواعها واشدها تهديدا للبشرية. وبالتاكيد تولد تداعيات على مختلف الاصعدة وتنعكس على حياة المواطنين عموما. ولهذا تدافعت موجات من الغضب على هذه السياسات في الشوارع الاوروبية، متنوعة من الاضرابات والتظاهرات المحدودة الى الاحتجاجات الشعبية الواسعة، تقودها النقابات وقوى يسارية في المعارضة للاحزاب الاوروبية الحاكمة، والتي اغلبها من اليمين التقليدي او اليمين الوسط.
وسائل الاعلام بكل انواعها، لا سيما الفضائيات منها، تكشف صورها مباشرة وتعلن عنها كما هي في واقع الشوارع الاوروبية وامتلائها بالمحتجين وشعاراتهم والرايات التي تعبر عنهم والتي تنوعت اشكالها وفئاتها الاجتماعية. واغلبها جاءت رد فعل سياسيا وانعكاسا للازمة الاقتصادية التي ضربت اوروبا بعد تلك المواقف والسياسات التي تزعم محاصرة روسيا والتخلي من صادراتها اليها، لاسيما الطاقة والغذاء..فاثرت عكسيا في الحياة الاقتصادية في الغرب عموما، وتراجعت القدرة الشرائية لدى مواطني البلدان التي اشتركت مع الادارة الامريكية في مواقفها وقراراتها ضد روسيا وحلفائها.
وحتى التظاهرات التي خرجت تحت شعارات السلام في اوكرانيا ووقف الحرب والانحياز لموقف الناتو، والتي تدعمها الحكومات الغربية ومن يؤيدها من الاحزاب والنقابات والبرلمانيين، رفعت شعارات تطالب بزيادة الاجور وتحسين الاوضاع الاقتصادية للعاملين في مؤسسات الدولة واعادة النظر بسياسات دعم الحرب والعقوبات والمقاطعة التي حملت الحكومات قسطا من اضرارها المتفاقمة على حياة المواطنين اليومية.
شاركت اغلب نقابات العمال في أوروبا وقوى اليسار الاوروبي في اوسع الاحتجاجات مدافعة عن حقوق اعضائها في العمل والأجور، وأكثرها في قطاعات حساسة كقطاع الطاقة والموانئ والطيران، وامتدت الى نقابات عمال النقل والمواصلات العامة والعاملين في الصحة والتعليم وغيرها مما حكم الشارع الاوروبي في الحياة اليومية لاغلب العواصم الاوروبية وكشف التفاوت والنزاعات المخفية بين الفئات الراسمالية المتحكمة بالسلطات والقواعد الشعبية المنتجة للخيرات او الداعمة للتطور والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
عكست ذلك طريقة تعامل الحكومات الاوروبية مع الاحتجاجات السلمية، ومن بينها الحكومتان، الفرنسية والالمانية، مدعيتا مثال الديمقراطية في العالم، حيث مارستا القمع الوحشي للمتظاهرين ومنعهم من التعبير عن سوء حالهم وغلاء معيشتهم وعن آرائهم والمطالبة بحقوقهم، وقد فضحت وسائل الاعلام هذه الممارسات الوحشية وعرت ديمقراطية حكومات الغرب امام العالم.
اثار اعلان تزويد اوكرانيا بانواع اخرى من الاسلحة، كالدبابات والصواريخ والطائرات موجة غضب اضافية، حيث اندلعت احتجاجات في اكثر من مدينة اوروبية، خاصة التي توجد فيها مصانع للاسلحة، مثل مدينة ميونخ، معارضة بشدة نقل الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للحرب وطالبوا بحل دبلوماسي للأزمة والكف عن تصعيد الازمة واستمرار اشعالها.
صب زيت الممارسات الحكومية العنفية ضد المحتجين على الرد عليها بما يقابلها ورفع الصورة الى مواجهات عنف بين قوى امنية مدججة بالسلاح ومدنيين يضطرون الى المقاومة بكل الاساليب المتاحة لهم، من حرق اطارات وغلق شوارع، الى مهاجمة مؤسسات الامن وحرقها واشباه ذلك مما يدفع الى نقل مشاهد عنف ترتفع وتيرتها كل مرة، وتضع المسؤولية من جديد على عاتق الحكومات وقراراتها وتبعيتها لسياسات مفروضة عليها ولا تعكس خيارات شعوبها واراداتها الوطنية. وهو ما يستدعي النظر اليه من زوايا الاسباب الحقيقية لما يجري وما يؤدي الى استمرار الاحتجاجات في الشوارع الاوروبية خصوصا.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعموري والاسطورة في السرد العربي
- المشهد السياسي في العراق: من الانسداد الى التدوير..
- قراءة في مذكرات محسن الشيخ راضي ج2
- الشيخ الماشطة ورواد التنوير في العراق
- نهج الانصار*
- عبد الفتاح ابراهيم والحركة الديمقراطية في العراق
- عند البحيرة استعيد الذكرى
- دم بشت آشان*
- عن بطل من الزمان العراقي..*
- مكتب الاعلام وسيول الربيع*
- هدتنا الكورونا
- عيد الحزب*
- العملية السياسية في العراق: مرحلة التفتيت والانسداد
- المشهد السياسي في العراق: خطوة الى الامام .. خطوة الى الخلف
- قراءة في كتاب: هذا هو العراق
- هل يتجاوز العرب هذه المقدمات؟!.
- في وداع شقيقة الروح
- عن الانتخابات والاحتلال في العراق
- إدارة الرئيس بايدن وتحديات العراق
- الانتخابات العامة وهدف الحرب الأهلية في البلدان العربية


المزيد.....




- راكبة تلتقط بالفيديو لحظة اشتعال النار في جناح طائرة على الم ...
- مع حلول موعد التفاوض للمرحلة الثانية.. هل ينتهك نتنياهو اتفا ...
- انفصال قطعة كبيرة من أكبر جبل جليدي في العالم!
- 15 قتيلاً على الأقل خلال انفجار سيارة في مدينة منبج في سوريا ...
- روسيا تعلّق الطيران في عدة مطارات عقب هجوم أوكراني بالطائرات ...
- عواقب وخيمة لوقف أمريكا المساعدات الخارجية.. فمن سيعوضها؟
- الصفائح الجليدية في القطب الجنوبي أكثر قدرة على الصمود
- انتشال رفات 55 شخصا ضحايا اصطدام طائرة الركاب بمروحية عسكرية ...
- لبنان .. تغيير أسماء شوارع وساحات تذكر بالنظام السوري السابق ...
- الرئيس الجزائري: أبلغنا الأسد رفضنا للمجازر بحق السوريين


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - عن احتجاجات الشوارع الاوروبية