أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - الزهايمر رمضاني














المزيد.....


الزهايمر رمضاني


عماد ابو حطب

الحوار المتمدن-العدد: 7570 - 2023 / 4 / 3 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


منذ أن بدأت في خوض تجربة الز هايمر كنت مرعوبا من ان أفقد القدرة على التمييز بين الواقع والذاكرة المخرومة التي تتساقط من ثقوبها الأحداث ثم بعد ذلك الأشخاص ولاحقا التواريخ،كنت كلما خرجت من البيت أضع ورقة صغيرة فيها اسمي وعنوان سكني ورقم هاتفي الجوال،وكنت احيانا اربط الورقة في ابهامي وفي معظم الأحيان انسى اين وضعتها.الآن مرت أشهر عدة منذ أن ترافقت اعراض الز هايمر مع اعراض النوبات الاختلاجية الناجمة عن موات خلايا عدة في الدماغ بعد الجلطات المتعاقبة..فبت امشي في الشارع كمن يمشي على بيض،وفي مرات عدة كروبورت آلي يرقص ويهتز فجأة مما يجعل الآخرين يوسعون الطريق امامي،ويجعل سائق الحافلة يوقفها أمامي مباشرة لاصعد اولا وحينما احاول البحث عن تذكرة الركوب يبتسم ويشير لي أن أمضي لاستريح،والأمر ذاته يتكرر مع الكونترول الباحث عن الراكبين بالأسود دون بطاقات. وكما تقول جدتي:" شو النا بهالخريفة الماعطة"،المهم اسكن انا مقابل المركز الإسلامي،الباب مقابل الباب،يفصل ما بيننا شارع صغير،وحتي لا يباغتني الز هايمر بمفاجأة تهدر دمي،قمت منذ أسابيع بكتابة لوحة على باب البيت من الداخل مضمونها:"لا تنسى يوم 23.03 او 22.03 ،حتى لا اقف على باب العمارة واشعل سيجارة،وأصبح هدفا لأصحاب اللحى الطويلة والجلاليب الافغانية القصيرة.وزيادة في الحيطة وضعت ذات الملاحظة على هاتفي ليذكرني ببدء الشهر الفضيل.تصادف يوم 23.03 مع يوم اضراب في المواصلات العامة ،وفيه يتحول الشارع أمامي إلى ما يشبه كهوف تورا بورا لا المان فيه ،وعادة لا اخرج من غرفتي حتى لا اسمع تعليقات سمجة أو متنمرة،إلا انني كنت بحاجة لشراء السجائر ،ما ان فتحت الباب إلا وكانت جارتي الحيزبون بوجهي،ابتسمت وقالت:"الم تسمع الخبر سيتم رفع آجار البيت ومن يرفض سيتم قطع التدفئة عنه بسبب إنقطاع الغاز نتيجة لغزو اوكرانيا، صرخت قائلا:scheisse,فأنا بدون رفع الآجار أقع في مطلع كل شهر في "حيص بيص ".ما ان لمحت الحيزبون ردة فعلي حتى قهقهت وقالت:" أخيرا تمكنت منك،لا تقلق انها كذبة نيسان مبكرة ".لعنة الله علي هذه الجارة،عدت ادراجي،وما أن اغلقت الباب حتى رأيت اللوحة والملاحظة حول 23.03،مزقتها والغيت الملاحظة من هاتفي،لعنت الز هايمر الذي جعلني أنسى لماذا كتبتها.انا الآن أشعل سيجارة الساعة الثانية ظهر يوم الجمعة..لا أدر لماذا المركز أمامي ممتلئ عن بكرة ابيه؟ وكل من يخرج منه ينظر لي شذرا ويدمدم شاتما.

* النص لا علاقة له بوضعي الصحي .
**نصوص من مجموعة جديدة قيد الإعداد بعنوان فهود المجاري



#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وطن المنفين
- عودة مؤقتة
- توحد
- فهد المواخير
- أفكار شاحبة
- متاهات في ظل التباعد الاجتماعي
- حقيقة مناضل دون رتوش
- تفاؤل 2023
- الضرسان بيلبقله
- سراب العمر
- حين اضئت بدلا من شجرة الميلاد
- اعدام الحب
- مناكفات عائلية
- صاروخ يزيل غشاوة القلب
- اشتاتا اشتوت/١
- اشتاتا اشتوت/٢
- صور غبية
- اندمج بعيدا عنا
- انت لست لاجئ..انت...!
- أحضان وطن


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد ابو حطب - الزهايمر رمضاني