حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:46
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدول العربية مرتعٌ ديكتاتوريات الفساد والظلم، الفرص كلها للأقلية من أهل السلطة وأقاربهم، الفتات لمنافقيهم ومرتزقتهم، في مقابل ما يؤدونه، مجرد أدوات مهما توهموا أنهم كبار. الشعوب في فقرٍ وبؤسٍ، حياتُها بلا معني ولا هدف، أملُها في التخلص من واقعها تحطم علي صخور سلبيتها وخوفها وجبنها؛ تفرغَ كلٌ للصراع مع جاره في العمل والشارع والمسكن، أيسر من الكفاح ومخاطر تغيير القهر والخداع.
السياسة بلا أخلاق، لا تحتاج الحكماء عجزاً، لا تعترف إلا بالقوة، بالقدرة علي فرض الرأي والواقع. الكبار علي الساحة الدولية ينتقون من الخدم من يحقق أهدافَهم، يتحالفون مع شياطين الفساد من أجل مصالحهم، مالهم وقضايا الشعوب، شعوبٌ خنعت فاستحقت ما هي فيه. تعلو أصوات البائسين فكراً وأُفقاً بحماية الولايات المتحدة الأمريكية لشياطين الديكتاتورية، بدعمها لهم، تتعجب من تصريحات مسئوليها عن حقوق الإنسان رغماً عن غيابها عن أنظمة حلفائها العرب.
ما المطلوب من أمريكا وغيرها، أن تزيح أنظمة عربية خانعة؟ لماذا؟ ألا تقوم لها بكل أدوار الكومبارس علي الساحة العالمية والفتونة علي المعارضين داخلياً؟ ألم تورث دولها الفقر والضعف؟ ألم تخرجها من ساحة المنافسة والعلم باقتدار؟ ألا تؤدي ما عليها من تخريب ببراعة وأكثر؟ لقد تحول خنوع الشعوب إلي حلم يقظة، أن تخلصها أمريكا من بؤس أنظمتها وهي جالسة علي المقاهي وفي الغُرز، دون أن تدفع أو تتحمل.
لماذا تفعل أمريكا؟ لتُتَهم بتغيير الأنظمة بالقوة؟ إنها وغيرها لن تدافع عن حقوق إنسان نام عن السعي لها، علي كل أن يتحمل قضيته، أن يغامر ويضحي، أن يجبر أمريكا وغيرها علي احترامه واعتباره، البداية من الداخل. أنظمة الفساد تحتمي وراء البطش، لا تسقط إلا بالعزيمة والإرادة، إنها السلاح الوحيد لشعوب آمنت بحقها في الحياة،،
أمريكا وغيرها لن تغير لشعوبٍ قعست وتنازلت وتراخت،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟