أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - هل هناك فرق بين امرأة وأخرى؟














المزيد.....

هل هناك فرق بين امرأة وأخرى؟


نساء الانتفاضة

الحوار المتمدن-العدد: 7568 - 2023 / 4 / 1 - 18:53
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في داخل مول الحارثية في بغداد، يوجد شارع جميل، يسمى "شارع النهر"، هو مكان ترفيهي للعوائل، خصوصا الأٌسر من سكنة المناطق المجاورة لهذا المول، المنصور والحارثية واليرموك، وهذه مناطق راقية جدا في بغداد؛ في ذلك الشارع تصادف في بعض الأحيان ان ترى عائلة جالسة وبرفقتهم "الخادمة" التي دائما ما ترافق الأطفال وهم يلعبون.

في شارع الكرادة تصادفك لافتات مكتوب عليها "مكتب تشغيل"، وعندما تدخل تجد بعض النساء وهن جالسات بشكل بائس ومؤلم، ينتظرن من يأخذهن ك "خادمات" في البيوت، اغلب تلك النسوة من جنسيات "بنغلاديش، نيبال، فلبيين، وبعض الدول الافريقية خصوصا من اثيوبيا واوغندا ونيجيريا".

عندما تفتح مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر لك اعلان ممول يقول: "هل تحتاج الى مدبرة منزل، مكتبنا يوفر لك ما تريد". ليست الا مكاتب نخاسة، ولا تعريف لها غير ذلك.

اغلب تلك النساء يتعرضن للتعنيف اللفظي والجسدي، بل وحتى للاغتصاب، ويتم في بعض الأحيان "مناقلتهن" بين الأٌسر، وبعض منهن يتم طردهن من البيوت، ولا تجد لها مأوى، فتتحول حياتها الى جحيم، بكل ما للكلمة من معنى.

اذا ما أحببت ان تسير يوما في شارع السعدون، وانعطفت على منطقة البتاوين، تلك المحلة البائسة جدا، فستسمع همسا كلمات "بنات، بنات، تفضل عيوني".

عندما عٌرض المسلسل الكويتي "دٌفعة لندن"، الذي احتوى على مشهد فتاة من العراق وهي تعمل خادمة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالكتابات المنددة بالكويت وبالكاتبة، وتحول الكثيرين الى مدافعين عن المرأة! وقد اثارت تلك الضجة تساؤلات عديدة:
ترى هل يكرهون المهنة ذاتها "الخادمة"؟ لكن العالم مقسم طبقيا، طبقة تملك كل شيء، وأخرى لا تملك سوى قوة عملها، بالتالي فأن الطبقة التي لا تملك شيئا مضطرة للعمل عند الأخرى. وتلك الفتاة "العراقية" في المسلسل لا تملك ما يساعدها على اكمال دراستها، فعليها ان تعمل. المشكلة انهم لا يؤمنون بالطرح الطبقي.

ترى هل "حٌب الوطن" كان هو الدافع لهذه الضجة؟ لكن المعروف ان هذا "الوطن" متأكل من الداخل، "وطن" مهزوم ومنكسر، ينازع للبقاء حيا، ولا توجد أدنى مقارنة بينه وبين البلدان الأخرى.

ترى هل كانت المرأة وشخصيتها وحقوقها هي المقصود؟ لكن المرأة في العراق في أسوأ أوضاعها، وهي تشهد تراجعا بحقوقها، فقوى الإسلام السياسي الحاكم والعشائريين هم في هجوم مستمر عليها؛ ثم اننا لم نشهد أية وقفة او مشاركة في تظاهرة من هؤلاء في مناسبة المرأة، بل اننا لم نقرأ مقالة واحدة لهم عن المرأة، ولم نشاهد فيديو لأحدهم متحدثا عن حقوق المرأة في العراق؛ رغم ان الاتجار بالنساء في العراق قائم بشكل مخيف، وهو ينشط يوما بعد آخر.

هل هناك فرق بين امرأة وأخرى؟ هذه فتاة من العراق، تعمل "خادمة" في منزل ما، وهنا نسوة من اسيا وافريقيا يعملن في المنازل، وهنا أيضا نساء يٌتاجر بهن؛ تلك الفتاة تثار عليها ضجة كبيرة؛ لكن النساء هنا لا أحد يتحدث عن معاناتهن، النساء هنا يعملن في مكبات النفايات، ولم نجد احدا انتفض، لكن فتاة تعمل "خادمة" فهذه كارثة. المشكلة لا تعرف كيف تدار هذه المعادلة؟

هل يريد أحد ان يعرف حجم معاناة النساء؟ خصوصا ممن يعملن "خادمات منازل"، عليه ان يطرق باب قسم "الشرطة المجتمعية" في مراكز الشرطة، خصوصا مركز شرطة السعدون، هناك ترى مشاهد مؤلمة ومحزنة؛ وهل يريد أحد ان يزداد الما؟ ليذهب لزيارة مكاتب التشغيل "النخاسة"، هناك سترى نظرات النساء المفجعة.
#طارق_فتحي



#نساء_الانتفاضة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم المرأة العالمي بالنسبة للسلطة والمعارضة، ما بين اذار الم ...
- بيــان نســاء الانتفاضــة بمناسبـــة الثامـــن مــن آذار، ال ...
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة -القسم الثالث والاخير
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة-القسم الثاني
- محنة انسان تصنيع جسد المرأة
- شوارع العار
- 13 ميلون امرأة في سن العمل
- السلطات القطرية تلاحق الجماهير الايرانية وتقمع اي نشاط احتجا ...
- إيران: النساء والحجاب، انتفاضة متكاملة
- المرأة واعتزال العمل السياسي
- حول الانتفاضة النسوية في ايران
- ثلاث سنوات على انتفاضة اكتوبر
- مهسا اميني بين نظام الجمهورية الإسلامية والنفاق الغربي
- تعقد أزمة النظام واللعب على ورقة الطائفية
- الزوجة أول خادمة منزلية في التاريخ
- السلطة القضائية في خدمة النظام
- -سمعة العراق-.... امرأة
- انتفاضة المرأة اجتماعيًا
- بين قتل النساء جسديا وقتلهن نفسيا واجتماعيا
- قضية المرأة


المزيد.....




- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...
- نائبة أمريكية تسعى لمنع أول امراة متحولة جنسيا في الكونغرس م ...
- نهاية مروعة لامرأة في الصين.. سحبها سلم متحرك


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نساء الانتفاضة - هل هناك فرق بين امرأة وأخرى؟