أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - التحول الأيديولوجي وترجماته السياسية














المزيد.....

التحول الأيديولوجي وترجماته السياسية


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


راجت مقولة(موت الأيديولوجيا)في الفترة اللاحقة لسقوط الاتحاد السوفياتي,وقد وصلت الأمور,عندنا في بعض الأقطار العربية,إلى حدود تقديم طروحات تقول بأن الحزب هو مجرد برنامج سياسي ينتظم الناس حوله,من دون الحاجة إلى مصدر معرفي محدد يكون الأداة التحليلية للحزب في توليد رؤيته السياسية-الاقتصاية-الاجتماعية-الثقافية وما يتولد عن هذه الرؤية من برنامج مرحلي (طروحات قدمت من أفراد في المؤتمر التداولي للحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي-في آذار2001).
يلاحظ بأن طارحي هذه المقولات كانوا,أثناء تقديمهم لها,في حالة انتقال من موقع ايديولوجي محدد(الماركسية)إلى موقع آخر(الليبرالية),ولوأن بعض الماركسيين العرب حاول,ومنذ البداية,تقديم تنظيرات تقول بتركيب من مصادر معرفية متعددة(الماركسية-الليبرالية-القومية-الاسلام),دعا أصحابها إلى نشوء حركة سياسية ذات برنامج واحد يمتح من ذلك التركيب(انظر كتاب "حوارات",دار الفارابي,1990),فيما قال البعض الآخر بشيء قريب من ذلك من خلال دعوتهم إلى حركة ذات برنامج سياسي واحد مع بقاء التعدد الايديولوجي(مشروع قدم من قيادة الحزب الشيوعي السوري-المكتب السياسي-في عام 1998لتحويل"التجمع الوطني الديموقراطي",الذي هو إطار تحالفي لخمسة أحزاب متعددة ايديولوجياً,إلى حركة واحدة,حيث لم ينجح ذلك المشروع ويتحول إلى التطبيق,رغم تأييد أمين عام "التجمع"المرحوم جمال الأتاسي وحزبه الناصري,وذلك بسبب مقاومة الجسم التنظيمي ل"المكتب السياسي"والأمين الأول رياض الترك ,الذي كان خارجاً حديثاً من السجن).
يلاحظ بأن هذه الحالة الإنتقالية الايديولوجية لطارحي هذه الطروحات ,من بين الماركسيين العرب, قد وصلت إلى خاتمتها في عام 2003مع سقوط بغداد ,عبر انتقال هؤلاء إلى ضفة ايديولوجية جديدة(الليبرالية),ويلفت الانتباه ترافق ذلك مع طرح الإدارة الأميركية لمشروع ايديولوجي ليبرالي رافق جنازير دباباتها الزاحفة للمنطقة,تمثَل في"مشروع الشرق الأوسط الكبير"-13شباط2004-,المقدم من قبل واشنطن بعد عشرة أشهر من احتلال العراق.
لم يكن هذا التحول مقتصراً على الجانب الايديولوجي,أوعلى تبديل أسماء الأحزاب,ومفاهيمها للتنظيم,وإنما امتدَ ذلك ليؤدي إلى انزياحات سياسية عن مواقف كان يتخذها المتحولون عن الماركسية عبر تاريخهم الحزبي-السياسي:شمل ذلك موقفهم السابق من"الغرب الإمبريالي",ومواضيع مثل(العروبة),وقضية الموقف من"تسوية"النزاع العربي الاسرائيلي,كما أن الكثيرين منهم قد أصبحت له مواقف جديدة تتعلق بمفهوم(الوطن)وتداخل الداخل والخارج ليصلوا إلى حدود تأييد"تدخلية دولية" في شؤون الداخل يمكن أن تقود إلى تغيير أنظمة أوأوضاع داخلية كما رأينا من خلال تأييد هؤلاء(أومشاركة بعضهم)لما جرى في عراق2003ولبنان2005,فيما يلفت الإنتباه اصطفاف غالبية(إذا لم نقل الكل)المتحولين من الماركسية إلى الليبرالية في موقع كان بعيداً عن موقع المقاومة في حرب 12تموز الأخيرة بلبنان.
عندما طرح إدوارد برنشتين مراجعته للماركسية في عام 1898فإنه كان واعياً وصريحاً عبر الورق بأن ذلك سيشمل الطوابق الثلاث من المبنى:الفكر,السياسة,التنظيم,وقد كان واضحاً من جدالات روزا لوكسمبورغ ولينين,ضده,بأن ذلك كان ممسوكاً من طرفي الصراع الذي هزَ الحركة الماركسية العالمية,حتى أدى إلى انشقاقها بعد عام 1917 إلى اتجاهين:شيوعي,واشتراكي ديموقراطي,وإلى أمميتين,ثالثة وثانية.
في هذا الإطار ,يلاحظ بأن الصراحة والإستقامة الفكرية, في طرح القضايا ,لم تكونا من سمات المتحولين العرب عن الماركسية:هل كان اتجاههم إلى أسلوب الباطنية الفكرية-السياسية وعدم تبيان المحطات القادمة للقطار الذي يقودوه,ناتجاً عن عملية واعية عندهم(وهم يضمون قادة سياسيين بارزين ومفكرين ومثقفين)أرادوا فيها من خلال اللاوضوح ضمان عدم نزول الكثير من ركاب القطار أووقوفهم ضدهم,أم أن الأمر ناتج عن مسار تحولي لم يكن أصحابه واعون لمآلاته ,على طراز مفاعيل مبدأ(دهاء الفكرة)الهيجلي؟.................



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أليس هناك حدود للمعارضة السياسية؟-
- مواقف القوى السورية المعارضة من حرب12تموز
- لماذا تتمتع اسرائيل بكل هذا التدليل الدولي؟..............-
- مأزق حزب الله:تباين الجهد والنتائج
- الشرق الأوسط:إلى أين يتجه صراع الاقليمي والدولي؟
- آلام المخاض والقابلة الجديدة:هل حصل اجهاض للمشروع الأميركي؟
- في صيرورة ايران جزءاً من الصراع العربي الاسرائيلي
- -هل كانت الفلسفة الإسلامية مجرد جسر بين أثينا والغرب؟.... –
- مسار التسوية:محاولة للمراجعة-
- في النزعة الأميركانية
- هل هناك أفغنة للصومال؟-
- أميركا اللاتينية: يساران
- ابن حنبل والأشعرية
- اتجاهات غربية لإحداث تناقض بين العرب والأفارقة
- هل انتهى مشروع(اسرائيل الكبرى)؟
- بين الديموقراطية والليبرالية
- التيارات السياسية العربية:تغير وتطور الاصطفافات
- هل الديكتاتورية لاصق اجتماعي في المجتمعات اللامندمجة؟-
- من فلسطنة الصراع إلى تد يينه
- اعلان دمشق-:هل هذا توضيح أم خط جديد؟-


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - التحول الأيديولوجي وترجماته السياسية