|
الايديولوجية و الصراع الايديولوجي الجزء ( 2 )
أمين أحمد ثابت
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 16:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدلا من الهرولة – كطابع علمنا بها ثقافيا – لبحث اجابات عن كم الاسئلة الواردة سابقا وغيرها التي لم نأت عليها ، أن نقف على مفهوم الايديولوجيا اولا و . . بمحاولة في الابتعاد عن التقعير النظري والفهلوة اللغوية – خاصة وأنا العرب جزء من تاريخنا الفكري معلم ب ( المتكلمين و الباطنيين ) . ف . . ( الايديولوجيا ) : عرفت وشاع اصطلاحها في الفكر الماركسي ، ومن ثم تم اللت والعجن الفكري في بنية المفهوم بما جعله زئبقيا عديم الملامح ( في ذات المفهوم ) ويتشكل وظيفيا كالماء في اخذه شكل الوعاء المحتوي عليه ، أي أن التجريف للمفهوم لما وصل إليه . . جعل الاصطلاح يتخذ المعنى والمدلول من خلال البعد التوظيفي عند استخدامه . وكما نعتقده – طبعا لن يكون خاليا من المحتوى النظري لتعريف الاصطلاح ، خاصة من الارث الفكري الماركسي والفلسفي المادي التاريخي و . . لكن بتحرر عن معطاهما القولبي الجاهز الذي تعلمناه واصبح اعتقادا فينا . ف . . ( الايديولوجيا ) : كلفظ مجرد شديد العمومية : يقصد بها مجمل المنظومة الفكرية والقيمية الروحية المطبوعة على اساس ( اعتقادي معتقدي او شبه معتقدي ) – عند الفرد او الجماعة او المجتمع – والتي عليها يتخذ الفعل او الممارسة طابعها او منطلقاتها في مختلف الجوانب والابعاد . ومنها جاء الفهم الماركسي لمعبر الايديولوجيا ك ( موقف طبقي – فكري او ممارسي ) للإنسان اجتماعيا . . وفق وجوده التاريخي من نمط الصراع الطبقي – ولهذا ظهر اصطلاح ( الوعي الطبقي و الممارسة الطبقية بتعبيرها الانتمائي السياسي الحزبي او الاجتماعي في طابعها النقابي المهني ) – ومن هنا جاء معرف الايديولوجي سياسيا : ك ( موقف عضوي الانتماء للفرد او الافراد ) على اساس اعتقادي فكري وممارسي ، بينما يتخذ هذا المعرف معبر الصورة ب. . ( البنية الكاملة – الفكرية والقيمية ) كنوع من التمييز التفريقي بين مختلف الايديولوجيات التي تحضر اجتماعيا بصورة صراع تاريخي في مسألة الوجود والاستحقاق في التسيد اجتماعيا على حياة المجتمع المعني . أما المعبر المفهومي لاصطلاح الايديولوجيا اقتصاديا : يتمحور في الموقف من ( ملكية وسائل الانتاج ) وعائد المصلحة من ربحية ( عملية الانتاج والعمليات المختلفة الشاملة لمعبر الاقتصاد ) ، وبمحدد خاص من حيث الموقف من طابع الانتاج والاقتصاد عامة بين أن يكون استغلاليا او ضد الاستغلال – بتحديد ماركسي فيما عرف بها ب ( القيمة الزائدة ) المنزوعة من حق قوى الانتاج في محددها البشري ، او عائد الربحية الكاملة لمالك رأس المال . ويتحدد المعبر الاخلاقي والاجتماعي للاصطلاح – على صعيد الفرد او الافراد اجتماعيا – كموقف قيمي يعلم بالمسمى الاصطلاحي ب ( الوعي الطبقي ) النظري او النظري الممارسي بطبيعته العضوية التحزبية - السياسية او الاجتماعية على اساس قيمية عامة .
بينما ما نزعمه ذاتيا ، أن اصطلاح الايديولوجيا يتخذ جوهرا محدد ( موقف الانسان ) – الفرد ، الجماعة ، الفئة ، او المكون المجتمعي – بمعزل او بلا شرطية الانتماء الطبقي او تقعيديه الوعي الطبقي – فإنساننا المعاصر راهنا ، عموما يرث عقليا نظريا ومسلكيا كل ما افرزه تاريخ البشرية حتى اللحظة الراهنة من افكار ومعتقدات اخلاقية وتجارب وانماط سلوكية – وهو ما نزعم تأطيره بفهم شخصي ب ( وعي الذات الإرثي ) ، بينما هناك جوهر اخر في الانسان يتمثل وفق تصورنا ب ( وعي الذات الحاضر – الفعلي ) – وكليهما يتنازع الانسان الفرد فيما بينهما بموصف الموقف له ( بين الافراد او مع الجماعة او المجتمع ) ، وهو ما يطبع أي إمرئ بتلون مواقفه وشخصيته . . رغم ( محدد انتمائه الفكري او السياسي او العصبوي المجتمعي الضيق او انحداره المجتمعي ) – حيث يحضر في كل انسان فرد عقليا ومسلكيا طبيعة ذلك الإرثي في وعي الذات ، والذي يتمحور بصورة عديد من ( المعتقدات شبه الايمانية الذاتية المحدودة ) ضمن مجمل الاعتقادات الفكرية ( المنطقية والعاطفية ) غير المتناهية . . المسيطر عليها من خلال تسيد تلك المعتقديات عليها – الدينية ، الحزبية ، الطائفية او القبلية . . الخ - ويحضر واقعيا موسم الفرد موقفا بمعبر الوجه الاخر لوعي الفرد وفق ( الظرفية والحاجة والضرورة وسمة القناعة عند الفرد – اصيلة ام ثانوية – والنزعات المعلم بها كصفات جوهرية لشخصيته ) ، وذلك بخروج استدعائي ( عفوي او قصدي ) لتلك المعتقدية الخاصة بعينها دون غيرها من الارثية لتكون محددة لموقفه الفكري والنظري او الممارسي – مثال يساري تحرري يؤازر التبعية الانقيادية المعمقة للغرب تحت موهمات تخلق الليبرالية المدنية محليا جراء عضوية تلك العلاقة بين المركز والاطراف التابعة لها ، او ليبراليا اكاديميا او ماركسيا يسيطر عقله العاطفي على موقفه النظري او الممارسي او كليهما انقيادا لمؤثر المعتقدية الدينية او القومية او العصبوية الضيقة تحت اية صورة كانت ، بينما يعضد موقفه مواقف وسلوكيات قوى فاشية او ارهابية او رجعية يعاديها ، وذلك تحت تذرع توهمي بالدفاع عن الدين او قومية الامة او الوطن او حتى القبيلة او المذهب بمعرفه المثالي المجرد .
#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الايديولوجيا بين الوعي الزائف والوعي الحقيقي و مسألة الصراع
...
-
نافذة . . وطرق ارتحال
-
ملخص كتاب ( نظرية التغير الكلية ) / مؤلفي غير المنشور 2018م.
-
النظام العالمي الجديد القادم و . . نهاية الحناش للحنش
-
انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما
...
-
من كتاباتي المنشورة في الصحف في 2000م / ثلاث مقالات
-
انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما
...
-
الجزء الخامس عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من اع
...
-
انتهاء زمن نظرية المؤامرة . . حقيقة أم اكذوبة خداعية – فيما
...
-
المثقف والمفكر . . عباءة فري سايز للجميع
-
عراة . . ولكن لا يدركون
-
خريف عدن . . واخيلة شبحية تذهب للمحو / نص قصصي - مارس 10
...
-
طيف انسان عابر / نص قصصي
-
يرتحلون في الذاكرة / نص قصصي
-
تمزقات ليلية . . للروح
-
خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية / الجزء ا
...
-
الجزء الرابع عشر من رواية ( هروب . . بين المضيقين ) - من
...
-
ديار لم تعد ديارا
-
يقدم رمضان . . في ظل نخاسة دائمة
-
خارطة الطريق لإنهاء الاحتراب وتفكيك الأزمة اليمنية
...
المزيد.....
-
فرصة التطبيع مع السعودية قبل 7 أكتوبر وتهديد لإيران.. خطاب ن
...
-
-بيننا وبين الجنون شعرة-: مغتربات لبنانيات يشهدن الحرب من بع
...
-
السودان تحت وطأة الحرب وخراب مواقع التراث الثقافي
-
كومباني: بايرن سيستمتع باختبار قدراته أمام البطل ليفركوزن
-
الصفدي للافروف على عتبة لقائهما في نيويورك: -أوقات مجنونة-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن ضرب منصات صاروخية لـ-حزب الله- استخدمت
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تجنيد لواءين في الاحتياط للحملة الشمال
...
-
مسؤول أمني إسرائيلي: أي عملية برية ضد -حزب الله- ستكون محدو
...
-
الحوثيون يعلنون استهداف 3 مدمرات أمريكية في البحر الأحمر بـ2
...
-
للتصدي لجدري القردة... القارة الأفريقية تتلقى تعهدات بالحصول
...
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|