عبدالله رحيل
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 12:21
المحور:
الادب والفن
في عيد المعلم، اشترى والد طفلة في الصّفّ الخامس الابتدائيّ كتابـاً لمكـارنيكو المـربّي الروسـي، فغلّفه بغلافِ هديةٍ مزركش جميل؛ لتهديه الابنة لمعلّمتها، وفي الصّفّ الدراسيّ، كَثُرت هدايا التّلميذات على الطّاولة، فتركت المعلمة الطبشورة، والسّبّورة خلفها فارغةٌ، وهَرَعت لفتح ظروف هدايا التلميذات البريئات، فحينما تجد المعلمة في الظّروف قلمَ حمرةٍ تبتسم ابتسامة عريضة، تنتشر في الصف كلِّه، وحينما تعثر على أسطوانة عطرٍ مميَّز تتفتّح أسارير وجهها بلطافة جنونيّة، تصدح بها جدران المدرسة، وعندما تجد مبلغا من المال، تقبِّل صاحبة الهدية مراتٍ كُثر، وتحملها للأعلى، فبقيت هدية ساكنة بين أرجاء الطّاولة في غلافٍ جميلٍ منمّقٍ، نظرت المعلمة إليها بإعجابٍ أذهل التِّلميذات، تقدّمت يدا المعلّمة الرقيقتان، وأظفارها الطويلة قد صَبغتها باللّون الورديِّ، فتحت الظّرف؛ وإذ هو كتاب لكاتب روسيّ، تغيّر وجه المعلّمة المشبّع بالبودرة الكثيرة، وبالحمرةُ المعمّقة، وسألت التلميذات، من صاحبة هذه الهدية؟ تقدَّمت الفتاة النبيلة بفخرٍ، وشموخٍ وفرحةٍ عارمةٍ، أشاحت الجهل عن المدينة، أنا آنستي... تقدّمت المعلّمة نحو التّلميذة، وقرّبت حاجبيها بغضبٍ كغضب المدافع في المعارك، وقالت لها: خذي هديتك، أنا فاضي أقرأ... فرجعت البنت إلى أبيها ؟؟؟؟!!!!!!!!
#عبدالله_رحيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟