|
الجمال والقبح لا يعكس القيم الحقيقية للشخص أو المجتمع
محمد صخي العتابي
الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 09:33
المحور:
الادب والفن
الجمال والقبح هما مفاهيم تتعلق بالتقييم الجمالي للأشياء والظواهر يمكن تعريف الجمال بأنه الصفة التي تميز الشيء بأنه جذاب ومرضي للعين أو الذوق بينما يمكن تعريف القبح بأنه الصفة التي تميز الشيء بأنه غير جذاب ولا يرضي العين أو الذوق. ومع ذلك فإن مفهوم الجمال والقبح يعتمد على الثقافة والتقاليد والتفضيلات الشخصية حيث يختلف تعريف الجمال والقبح من شخص لآخر ومن مجتمع إلى آخر فما يعتبر جميلًا في مجتمع معين قد يكون قبيحًا في مجتمع آخر وهذا يعود إلى العوامل الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تؤثر على تشكيل وجهات النظر والتقاليد والمعايير يمكن أن يؤثر مفهوم الجمال والقبح على مختلف المجالات في الحياة بما في ذلك الفن والأدب والموسيقى وحتى العمارة والتصميم. ويمكن أن يساعد تحليل هذين المفهومين في فهم تأثير الثقافة والتاريخ والمجتمع على التفضيلات الجمالية والاستجابة الإنسانية للأشياء المحيطة به ومن المهم الاشارة إلى أنه يمكن أن يتغير مفهوم الجمال والقبح عبر الزمن وتطور الثقافة والتقاليد والمعايير فقد يكون ما كان يعتبر جميلاً في الماضي قبيحاً في الوقت الحاضر والعكس صحيح أيضاً كما أن هناك أشياء قد تكون جميلة في بعض الأوقات والثقافات وقد تكون قبيحة في أوقات وأماكن أخرى يمكن للجمال والقبح أن يكونا مصدر إلهام للفنانين والكتاب والمصممين وغيرهم من الإبداعيين وفي الفن على وجه الخصوص يمكن للفنان استخدام القبح كعنصر من عناصر التعبير الفني لإيصال فكرة أو رسالة أو يمكن استخدام الجمال كوسيلة لجذب انتباه المشاهد وإثارة الإعجاب والتأمل ويمكن القول بأن مفهوم الجمال والقبح هو مفهوم نسبي يعتمد على التفضيلات الشخصية والثقافة والمجتمع ويمكن أن يؤثر على مختلف جوانب الحياة الإنسانية ويمكن لمفهوم الجمال والقبح أن يؤثر أيضًا على صناعة الموضة والجمال، حيث يتم تشكيل تصاميم الملابس والأكسسوارات ومستحضرات التجميل وفقًا لمفهوم الجمال المتفق عليه في المجتمع ويمكن لمفهوم الجمال والقبح أن يؤثر أيضًا على صحة الإنسان ورفاهيته النفسية ففي المجتمعات التي تعتبر الجمال بمثابة معيار للقبول والانتماء يمكن أن يؤدي عدم الامتثال لمعايير الجمال إلى شعور بالاستبعاد وضعف الثقة بالنفس ومع ذلك، يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن مفهوم الجمال والقبح لا يعكس القيم الحقيقية للشخص أو المجتمع وأن الجمال الحقيقي يتمثل في الإنسانية والتسامح والاحترام والصدق والنزاهة والكرامة والإيثار ولذلك يجب الاهتمام بتنمية الجانب الإنساني في الفرد والمجتمع وتعزيز القيم الحقيقية للجمال والقبح وإيجاد التوازن بين الجمال الخارجي والجمال الداخلي لتحقيق السعادة والرفاهية النفسية وأخيراً، يمكن أن يساعد مفهوم الجمال والقبح على فهم العالم من حولنا وتقبل الاختلافات الثقافية والفنية والجمالية فعندما ندرك أن مفهوم الجمال والقبح نسبي ويختلف من شخص لآخر ومن زمان لآخر فإننا نتقبل التنوع ونحترم الآخرين ونفتح ذهننا لتجارب وآراء جديدة وبالتالي، يمكن القول بأن مفهوم الجمال والقبح هو مفهوم شامل يمتد على مختلف جوانب الحياة ويؤثر على المجتمع والفن والموضة والصحة النفسية ولذلك يجب الاهتمام بتنمية وتعزيز القيم الحقيقية للجمال والقبح وتحقيق التوازن بين الجمال الخارجي والداخلي علاوة على ذلك، يمكن لمفهوم الجمال والقبح أن يؤثر على التفاعلات الاجتماعية بين الناس ففي بعض الثقافات، قد يكون الجمال يرتبط بالقوة والثقة بالنفس بينما يرتبط القبح بالضعف والتعاسة. وبالتالي يمكن أن يؤثر ذلك على التفاعلات الاجتماعية بين الأفراد ويمكن أن يؤدي إلى تمييز وإقصاء الأشخاص الذين يتمتعون بمعايير الجمال المختلفة ويجب أن نتذكر أن مفهوم الجمال والقبح ليس قابلاً للتحديد بطريقة صارمة وثابتة بل هو نسبي ويتغير بحسب الزمان والمكان والثقافة ولذلك يجب أن نحترم ونقبل التنوع ونسعى إلى تعزيز القيم الإنسانية الحقيقية للجمال والقبح والتي تتضمن الحنان والتسامح والإيثار والنزاهة والاحترام المتبادل ومن الجدير بالذكر أنه رغم أن مفهوم الجمال والقبح يختلف من ثقافة لأخرى ومن شخص لآخر إلا أن هناك بعض العناصر الأساسية التي يمكن اعتبارها عالمية لمفهوم الجمال والقبح مثل التناغم والتناسق والتوازن والترتيب والتنظيم وهذه العناصر الأساسية قد تكون موجودة في الفن والموسيقى والأدب والعمارة وغيرها من الفروع الفنية والإبداعية وفي النهاية يمكن القول بأن مفهوم الجمال والقبح هو مفهوم معقد وشامل يؤثر على حياتنا اليومية ويمتد على مختلف جوانب الحياة الإنسانية وبالتالي يجب أن نكون حذرين ونتعامل مع هذا المفهوم بحرص وأن نحترم التنوع ونسعى دائماً إلى تعزيز القيم الإنسانية الحقيقية للجمال والقبح والتي تتمثل في الحنان والتسامح والإيثار والنزاهة والاحترام المتبادل .
#محمد_صخي_العتابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تأثير المسلسلات التركية على المجتمع العربي / محمد صخي العتاب
...
-
حوار مع فنان ...أطمح أن أنفذ مصورات كلكامش على النسيج
-
مسرح الشارع ظاهرة ثقافية
-
حضور جماهري كبير في الناصرية بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاد
...
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|