المصفوفة النسوية

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 21:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

1- الواقع ليس هو المرجع.
- الناس التي ليس لها أصولا فكرية ثابتة ترجع إليها، دائما تستند على الواقع كمرجع للأحكام، فمثلا إن كان متفش الزنا في مجتمع النساء، فالتي تصاحب وتكتفي بمقدمات الجماع يقال لها عفيفة، وتكون تمثل الجهة المقابلة للزانيات.
وهكذا تجد أحدهم أخته تلبس سروالا ضيقا وملابس فاضحة ولكن يصف تلك الملابس بالعادية والمقبولة، ولكن إن لبست شورطا قصيرا إعتبر لباسها فاضحا وحدثها عن الستر.
- فهو يرى حد التطرف، وكلما إبتعد عنه قليلا إستشعر أنه في الوسط وفي المعروف، ولكن إن إنسحبنا أكثر للوراء و نظرنا إلى المجتمع بإستقلالية عن الزمان والمكان، فقارناه بالمجتمعات الغابرة والمجتمعات الأخرى سيتغير التصنيف، ويكون هذا الذي يحسب نفسه أنه وسط مصنفا كمتطرف، كما نصنف التي تأتي بمقدمات الزنا فاسقة والتي تلبس المثير بالعارية.
- هذا المرجع الخفي خطير على الفكر، وصعب جدا التحرر منه، ولا تجد مفكرا محترما ينطلق منه كأساس لإجتهاداته الفكرية، لذا ستبصر أن كثيرا ممن يدعون أنهم أصحاب فكر يتلقفون الدعاية الممارسة عليهم، ولا يختلفون مع العامة في تفكيرهم. وهذا ما يفسر تغير فكرهم مع الزمان ومواقفهم من دون حتى إستشعار أنهم غيروا من فكرهم، فكلما تطور المجتمع تطوروا معه وغيروا مرجعيتهم.
2- التمثيل بالشأن الجنسي.
الآن تجد إحداهن تذهب للجامعة وتزعم أنها عفيفة، لأنها حافظت على حجابها، طول النهار وهي بعيدة عن أعين أوليائها في جو الإختلاط مدة سنوات، ولكن زميلاتها متبرجات، إذن هي عفيفة. ولو طرحت هذه المسألة على الأوائل لما إستطاعوا تصورها.
قالت لي جدتي أنه في زمانهم، إن أرادوا تحقير إمرأة و الطعن في شرفها وهذا ماتقاس به المرأة في زمانهم قيل لها متسوقة، أي تدخل الى السوق لتشتري، فالسوق ممنوع على النساء في زمانهم فمن دخلته فهي عديمة الحياء.
هكذا قديما النساء لايخالطن الرجال، ولا يعرفن الشارع، فلما سمعن ذلك عن الغربيات ضحكن منهن وإعتقدن أنهن عديمات الشرف.
ولكن جيل الجدات تغير فكرهن، لأنهن لسن من المفكرين، و مرجعهم واقعي، فلا تنظر لحفيدتها أنها عديمة الشرف.فصرنا في زمان تجلس فيه الفتاة في الكباري ولكن تسمي نفسها بنت أصل وعفيفة وتنحدر من أسرة محافظة لأنها تتمسك بالحجاب.
ومثله أولئك المهرجين، الذي يمشي بقدمه مع بنته إلى الجامعة صباحا ويرجع لها مساءا، أو يودعها الإقامة لتعود إليه بعد أشهر، وبمجرد يتوارى عن نظرها تخلع لباسها وتلهو، ويعتبر نفسه غيورا لأنه يقوم بهذا ومتميز عن غيره به.
وهكذا يمكن أن تصير الزوجة التي لها حبيب واحد وفية لزوجها إن إنتشر إتخاذ الأخدان في الزوجات، وقس على ذلك.
3- أمور مضحكة.
قال مورفوز لليو في فلم ماتريكس، إن أخذت الحبة الحمراء تبصر الحقيقة وتظل في بلاد إليس، بلاد العجائب،كذلك الأمر حين نفهم المصفوفة النسوية والمصفوفة الكلية، تناقضات في كل شيء ومازوخية في كل مكان.
ستجد متنقبة عارضة أزياء، وموظفة وسط الرجال بالستار، وجامعة يطلب فيها العلم الشرعي فيها إختلاط بين الرجال و النساء وتعارفات وكواليس حمراء بين الطالبات والأستاذة، وأستاذة متجلببة تدرس رجالا بالغين وربما متزينة في وجهها وتخاطبهم، تثبت النظر في أوجههم ويثبتون، وكذلك تفعل الطالبات في إلقاء البحوث، وربما عمدت هذه المتجلببة إلى مخاطبة ملايين الناس بفتح قناة في يوتيوب، فالحياء و إتقاء الرجال جوهر وأصل في المرأة إلا أن الأصل ذهب و بقي الفرع. وهؤلاء النسوة فاتهم جوهر التدين ألا إنهن يصفن جداتهن التي بيوتهن مملكتهن بالأميات، ويحسبن أنفسهن طالبات علم شرعي حققن الجوهر ويطلبن النفل، وحقيقتهن أنهن يهلكن أنفسهن فيصرن في الأخير أقرب إلى النسويات الفاسقات من جداتهن الصالحات العالمات،ذلك أنهن يعشن في نفس النظام الإجتماعي التحرري النسوي منمق بشعارات دينية.
ومنهن من تسير إلى العمرة وحدها وتسافر بلا محرم والذنب الحاصل أكثر من المنفعة المرجوة. ومنها من تتزين باللباس الشرعي وتصير أكثر إغواءا من العارية، وسنتكلم لاحقا في هذا الموضوع.
ونساء يذهبن للتراويح ليؤدين صلاة النفل كاسيات عاريات، ويقال فيهن متدينات وحييات وقد فاتهم جوهر التدين و الحياء.
وللحديث بقية، ومن يعش منكم يرى تناقضا كبيرا، ويبصر أن جحر الأرنب الذي نزلت فيه إليس عميق جدا، وعالمها مضحك، لا ترتيب فيه ولا نظام، فوضى فكرية أخلاقية، مهزلة يعجز عقل أكبر كوميدي أن يؤلفها وعقل أكبر فيلسوف أن يحللها. خراب هائل.
إفهم المصفوفة النسوية وإستنبط منها القواعد، فهي نفس قواعد المصفوفة الكلية.

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات