عماد الطيب
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 7563 - 2023 / 3 / 27 - 12:05
المحور:
الادب والفن
قررت ان تزور قبور افراد عائلتها من المتوفين في اليوم التالي . وكان في نيتها ان تزور قبره .. استقلت سيارتها مع اختها الكبيرة في صباح اليوم التالي متوجهات الى المقبرة .. توقفت عند قبر ابيها وامها واخيها لتقرأ لهم الفاتحة .. بكت بحرارة الفقد لاعزاء كانوا بالامس تأنس بوجودهم وتشعر بأمان الدنيا وحنانها بين احضانهم .. تحسرت على ايام مضت .. ثم ادلفت الى قبر يبعد امتار عن قبور اهلها .. توقفت امامه واذرفت دمعة ساخنة لخصت حكاية وذكرى راحلة .. وكأن لسان حالها يقول .. وشاخت دموعي فِي العيونِ لفقدِكمْ .....ولكن موتكَ ليسَ أَيّ مصاب . . مدت يدها ولمست حجر القبر شعرت وكأن القبر اهتز لملمسها. ثم قرأت الفاتحة . وتأملت في الاسم المنقوش على القبر فلم تصدق عيناها انه هذا اسمه وانه رحل الى الابد .. ماذا تقول .. حزينة حروفي .. يائسة كلماتي .. لمن اشكو اهاتي . ثم استدارت لاختها وطلبت منها الذهاب وقبل حركتها القت نظرة اخيرة على القبر وكأنها تخيل لها انها سمعت صوتا يخرج من القبر يناديها .. هنا اجهشت بالبكاء وكأنها لم تبك قبل ذلك وسط استغراب اختها .. احتضنتها وقالت مافائدة كل تلك الدموع .. الكل راحلون من هذه الدنيا . وسوف نلتقي بهم في دنيا وحياة اخرى اذا اراد الله سبحانه وتعالى .. خرجتا من المقبرة الى دنيا لاتسر .. لان فيها نفقد ونشيع كل يوم عزيز علينا .
#عماد_الطيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟