حسن إسماعيل
الحوار المتمدن-العدد: 1710 - 2006 / 10 / 21 - 09:48
المحور:
الادب والفن
إلى متى أسقط في فخ البدء
لم أسمع يوماً عن شهوة البدء من جديد إلا في عالم " النمل "
من المستحيل أن تظل لديك القدرة لكي تبدأ من جديد
تولد من جديد .. تنمو من جديد .. تنبض من جديد
تغني وكأنك لأول مرة تغني
تطرب .. يقشعر جسدك
تنتصب روحك .. وتغمض عينيك
وكأنك لأول مرة تشق بكارة خيالك
تطيء أقدامك مناطق لم تزورها من قبل
لم تلتقط لها صوراً من قبل
تلمس أناملك تجاعيد وانحناءات
لديها نفس استدارتك
وكأنها صلصالك المسكوب عليك وأنت عارياً ..
ينتابك شعوراً بالمعرفة
ولكن هذه المعرفة غير المملة
المعرفة المدهشة .. المرهفة
تشعر أنك تعود .. تعود .. تعود طفلاً
تنكمش فيها .. وكأنها رحم الأم
الآن أعي .. ما لم أكن أعيه وأنا في الرحم
شبعان أنا دون أدنى مجهود
مرتوي دون أن أعطش ..
دون أن أقرع باب السؤال وأكون شحاذ
وأقول " عطشان "
الآن أنا أنمو دون أدنى احتياج مني أن أنمو
فثراء يملأ كل مخازني المفتوحة دائماً بلا حرس
التي لا تهاب لصوص
فكنوزي ولادة وليست بعاقر
حتى وإن اغتصبها الجراد .. تخضر عند الفجر
أو عند سماع أغنية بعينها ..
أو عند لمس أهدابها
أو عند ... تخضر تنبت من جديد
لبلابة .. هرم شامخ .. نجمة ليست في متناول القطيع
نجمة ليست في متناول أيدي الآلهة
الموسومين بالتملك
ياه .. شيء آخر أن تبدأ من جديد
أن تحلق من جديد .. فلا تخف إن كنت الآن في طور الشرنقة
فالغد ليس ببعيد
فلا يوجد أجمل من اكتمال النقص ..
ونقص الكمال
لا يوجد أجمل من جمال القبح .. وقبح الجمال
الليل والنهار .. الصعود والهبوط
الفردوس والهاوية
الأنا والآخر
#حسن_إسماعيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟