اللهَ اللهَ في دمي!
تنادى أهلُ تطوانٍ وفسطاطٍ وتبريزٍٍ
وقالوا تحتسي خمرا وتستكثر
وقالوا تركب المنكر
عليك الحدُّ ملعونا بأمر الشارع الأكبر
نعم يا قاضيَ الأديان لا أنكر
لعينيَّ انجلى سِرٌّ، فبين المرء والأيام كالميسر
أيعلوها بإكراه وحب الراح والمَسْمَر
وإلاّ، لم ينل منها سوى الأحزان والتَحْسَر
ومثلي من يرى الدنيا سويعاتٍ كما الناقوطِ منْ كوزٍ
جميلِ اللَحنِ والإيقاعِ يُلهينا
ليخوى الكوز تدريجا وحتميـّـا ولا نشعر
ومثلي من يُصيخُ السمعَ للشادين والناعين يستذكر
صياحَ الديكِ في ليلٍ ينادينا
يمرُّ العمر يا ندمان فلنسهر
تعالوا حُرْمةُ السمّار عند الكأس في عزٍّ
تسامت بل وفاقت حُرْمَةَ المحراب والمنذِر
فإن كنـّا على عوزٍ
يقول الديك لا نكفر
وإن كنّا ذوي قارون لا يا إخوتي الندمان لن نهتر ونستهتر
كفانا لفتةُ الرحمن غفرانٌ إذا البُطران يغوينا
وإن الربَّ يُسقينا الزلال الروق في الفردوس عن فوزٍ
حريٌّ عند ذي التفكير هذا الربُّ أن يُشكر
بترنيمٍ ورفع النخب والنجوى، وإنِّي الحامد الشاكر
نعم يا فيصلَ الماضين والحاضر
وإنّي من يُغِلُّ الخمرة الطاهر
ولكنّي بوجه الحصر أحسوها مع الميّاسة الباكر
حُمَيراءٍ يصيح الكون يا سبحانك المنّان لو تَدْبر
ويومي شعرها مدحا وتشويقا إلى عجزٍ
كفقع الفِطر في نيسان ورديٍّ على جوهر
وإنْ تُقْبِلْ، بُعَيْد الوطء أو تظهر
أطء الرأس إجلالا لبدعِ الصانعِ الباذر
أعشتم نشوة والعاتك العذراء يا قاضي، فجرّبها وثم أنظر
حدود الله كي تحكي بقسطاس، ولست الحاكم الجائر
وأحسو الراحَ يا قاضٍ مع الأخرى، تماري الكوكب الباهر
غضيضٍ حلوةِ التدلال والمعشر
بكفّينٍ كجمّارٍ وثغرٍ لثمُهٌ أحمر
وريٌّ خلّدته الطيب من صنعا، بتركيز من الكوثر
ونحرٍ عابقٍ بالمسك والعنبر
وأخرى، أيها الآيات صبرا لا تلومونا !
لئن شاصت لصينيٍّ شيوعيٍّ لصلّى الصبح بالأشهر
وللحوزيِّ والقسيسِ والناصورٍ والربّاي، يستكبر
ولي قلبٌ، وذا من مِنّةِ للبارئ القادر
تجاه الفاتنات الغِيد مغلوبٌ أنانيٌّ ومجعولٌ ومجبولٌ فلا يقدر
سوى أن يمتزج فيهنَّ تيهانا
وإلاّ نِيْطهُ يُبتَر
فهل أُنهَر
ام اجتازت مرافَعَتي بتمييزٍ
وإنّي بعدها أُعذَر؟!
مالمو 030603