أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - الاستتابة والقتل عند ابن تيمية














المزيد.....

الاستتابة والقتل عند ابن تيمية


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7560 - 2023 / 3 / 24 - 00:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو بحثنا عن هذه الجملة المفتاحية (يُستتاب أو يُقتل) لوجدناها تتكرر في فتاوى ابن تيمية آلاف المرات، وفي جميع مؤلفاته، حتى يخال لغير المسلم ان التطرف الديني بلغ لدينا مبلغاً مرعباً تحوّل فيه الدين إلى منصة لتنفيذ أحكام الإعدام، أو إلى مقصلة تسقط تلقائيا على رقاب المؤمنين الملتزمين بمبادئ الدين لمجرد ارتكابهم هفوة بسيطة واحدة. ومن دون حاجة للرجوع الى القوانين والتشريعات النافذة، فدستور الحياة والموت كتبه ابن تيمية خارج تعاليم القرآن وخارج المبادئ الإنسانية. والمثير للدهشة ان الذين يذودون عنه، وعن هندسته الفقهية بقطع الرؤوس، يحسبون اقتباسنا لهذا النص المفتاحي بأنه استهدافاً مقصوداً مبني على الانتقائية الشديدة، وأن تصرفنا هذا لا يخلو من السذاجة، وأحياناً يتهموننا بالغباء والجهل بدعوى أننا لا نفرق بين العلم والمعلومة !؟!. .
من بين هؤلاء المدافعين نذكر مقالة كتبها الدكتور معتز الخطيب (أستاذ فلسفة الأخلاق في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة) عام 2020 تحت عنوان (يُستتاب وإلا قُتل) ونشرها وقتذاك على موقع قناة الجزيرة. يناقش فيها مسألة عرضت على ابن تيمية عن رجل كان يشوش على صفوف المسلمين في المسجد، ويجهر بنيته بصوت عال اثناء تأديته الصلاة. فقال لهم ابن تيمية: يُستتاب أو يُقتل. ويزعم الكاتب ان ابن تيمية فكك حالة هذا الرجل إلى ثلاث أجزاء:-
- الجزء الأول: ويتمثل بالنية ومكانها القلب. .
- والجزء الثاني: أن الجهر بلفظ النية ليس مشروعاً مطلقاً. .
- والجزء الثالث: وفيه يُطلب من الرجل ان يتوب من رفع صوته في المسجد، أما إذا أصر على الجهر بالنية (وهو فعل يراه ابن تيمية من البدع) فينبغي أن يُعزّر تعزيراً يردعه وأمثالَه عن مثل هذا الفعل. .
لاحظوا ان الدكتور الخطيب استبدل مفردة (القتل) بمفردة (التعزير)، والتعزير يعني وجوب قطع رأس الرجل بالسيف في الساحة القريبة من المسجد الذي ذهب ليؤدي فيه الصلاة، فعاد إلى بيته مقطوع الرأس، لا لشيء إلا لأنه رفع صوته قليلاً اثناء تأدية الصلاة. .
نحن عندما نرى استاذاً متخصصاً بفلسفة الأخلاق الإسلامية في أكبر الجامعات العربية يبرر القتل وقطع رؤوس المسلمين لأتفه الاسباب، عندئذ يحق لنا ان نضع أيدينا على قلوبنا، ونحسب الف حساب لحياتنا، التي باتت مُهددة بهذه الفتاوى العجيبة، التي لم يتناولها الخلفاء ولا الصحابة ولا الأئمة، فالإسلام الذي نفهمه هو دين المحبة والتسامح والرحمة، لا دين النقمة والانتقام وقطع رؤوس المسلمين أنفسهم وسفك دماءهم، فما بالك بغير المسلمين ؟. .
بالله عليكم من فيكم يصدق ان رجلا ذهب لاداء الصلاة، لكنه كان عنيداً بعض الشيء، فرفع صوته في قراءة النية، ليكون مصيره القتل بقطع رأسه ؟. .
هل يريد هؤلاء ان يوحوا للشعوب والامم بان ديننا قائم على الذبح والقتل وسفك دماء الابرياء ؟، وهل حاول الاستاذ المتخصص بشرح دمويات ابن تيمية ان يعرض مسألته على كبار علماء الأزهر الشريف ؟. ثم لماذا هذا التوجه المحموم نحو إنزال اقصى وأقسى وأشد العقوبات لأتفه الأسباب بذريعة ان ابن تيمية هو الذي افتى بها، وهو الذي أصدر أحكامه القطعية بهذا الشأن ؟، وهل يتعين على المسلمين التخلي عن كل الفقهاء، والتمسك بنظريات ابن تيمية في القتل والاستتابة ؟. .
لقد أسرفت الجماعات المتطرفة في القتل والتكفير دون حجة أو مستند من دين الله بل استنادا إلى أقوال ابن تيمية، وله 37 مجلداً من الفتاوى تحوي هذه الأفكار التي يستند إليها اتباعه. .
فالدين يسر وليس عسر، والفقيه المتمكن يلجأ للتيسير والتبسيط، والجاهل هو الذي يلجأ للتشدد على الناس في الدين. ثم أن ديننا دين الفطرة والوسطية والعدل والإحسان، وليس دين التطرف والتشدد وإراقة دماء الناس. .
ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تظاهرات كاربونية حول العالم
- صورة (يزيد) في استوديوهات التاريخ
- الصحابة الذين قتلوا الصحابة
- آلاف الفضائيات للتشهير فقط
- طغاة اتهموا شعوبهم بالخيانة
- سترة وبنطال وحذاء مسطح
- رحلة الى العالم السفلي
- أسماء عراقية مستوحاة من الطقس
- دين النعمة أم دين النقمة ؟
- ومضة من بريق الصواعق
- أحلام بلا سقوف
- التبرك: ببول البعير وبول البقر
- الحشيشة خيار سياسي
- شتان بين الخليلي وابن الخليل
- هذا الوقت سيمضي
- أنظمتنا تصطنع التهديدات
- متحضرون لكنهم بجلباب طائفي
- الشخصنة: آفة الصراع الشيعي الشيعي
- لازلت متمسكاً بأخلاق القرية
- متى تأكل زوجتك وكيف تأكلها ؟


المزيد.....




- إسرائيل.. أوامر فورية للجيش بتجنيد 3 آلاف شخص من يهود -الحري ...
- كيف ترى الصهيونية الدينية الضفة الغربية والقدس؟
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف موقع حيوي في إيلات ...
- حرب غزة: قرار إلزام اليهود المتشددين بأداء الخدمة العسكرية ي ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تضرب هدفاً حيوياً للاحتلال في إ ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن استهداف موقع حيوي في إيل ...
- إلى جانب الكنائس..مساجد ومقاهٍ وغيرها تفتح أبوابها لطلاب الث ...
- بعد قرار المحكمة العليا تجنيد الحريديم .. يهودي متشدد: إذا س ...
- أمين سر الفاتيكان: لبنان يجب أن يبقى نموذج تعايش ووحدة في ظل ...
- الكنائس المصرية تفتح أبوابها للطلاب بسبب انقطاع الكهرباء


المزيد.....

- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم فنجان الحمامي - الاستتابة والقتل عند ابن تيمية