أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هاجر منصوري - النساء والإعلام -العاري- من كلّ قيم














المزيد.....

النساء والإعلام -العاري- من كلّ قيم


هاجر منصوري

الحوار المتمدن-العدد: 7559 - 2023 / 3 / 23 - 14:22
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما الصورة التي يقدّمها إعلامنا التونسي والعربي للمرأة ؟ تطالعنا الأقلام النسائيّة في الصحافة المكتوبة فينتشي الفكر لما تتناوله هاته الأقلام من مواضيع ثقافيّة هامّة، وترد علينا أصواتهنّ من منابر إذاعيّة تترصّد اليوميّ وتواكب الشّأن العام والثّقافيّ فتميل آذاننا إصغاء لخطابهنّ وتستميلنا للمتابعة، وتظلّ لنا فرص للاختيار والانتقاء ونظلّ نتوسّم خيرا في الصورة المقدّمة عن النساء سواء كنّ إعلاميّات أو موضوعا للخطاب الإعلامي. وإذ نودّ التوغّل أكثر وخاصّة في الإعلام المرئيّ، فصورة النساء فيه تبهرنا جماليّتها وهو ما راهن عليه هذا النوع من الإعلام إلى الدرجة التي ضاعت فيها تفاصيل كثيرة حملت معها ثراء ملامح النساء والأعمق من ذلك صدق هذه الملاحم، ودورها في الصرح الثقافي والتنمية الفكريّة.
وبعيدا عن كلّ المواقف الانطباعيّة، غابت حقيقة عن إعلامنا المرئي البرامج الدسمة اجتماعيّا وسياسيّا واقتصاديّا وثقافيّا. وحلّت برامج " السندويتش" الخفيفة والقائمة على " البوز"، وذلك من أجل رفع نسب المشاهدة. فقد قرّر "أهل الاختصاص" أنّ ذائقة المشاهدين/ ات زمن العولمة لم تعد تهضم المنوّعات الفنيّة الراقية ولا الجلسات الحواريّة مع أهل العلم والفكر والثقافة والاقتصاد. ومن الضّروري فيما يزعمون أن يتواءم الذّوق الإعلامي مع الذّوق العام. وتمّت التوأمة -على بركة الله- وكانت الصّورة النسائيّة فيها أسوأ ممّا كنّا نتوقّعها، وخاصّة في الإعلام الخاصّ. ويبدو أنّ رأس المال مع الإعلام الخاص يُسقط عن المرأة - وحتّى الرّجل- تاج العلم والمعرفة، وإكسير التحدّي والبناء، ويحوّلها/ـه إلى مجرّد جسد لا أكثر ولا أقلّ.
يكفي أن نتنقّل بين القنوات الفضائيّة التونسيّة وحتّى العربيّة الخاصّة وبعض العامّة حتّى نرى أجسادا أنثويّة تتّخذ كراسي أمام طاولات مستطيلة أو مستديرة، أو كراسي متلوّنة قبالة الجمهور، بها تتأثّث الحلقات. لا يستفزّك في حضور هذه الأجساد مع ما فيها من نفخ وشفط، وقد تكون في ذلك حريّة شخصيّة، سوى الخطاب المعروض. هنّ في الغالب من الفنانات والممثلات المعروفات أو الوجوه المشورة في " الانستغرام" أو " التيك توك" لدى العموم لاستغلال رصيدهنّ من المعجبين والمعجبات في مهمة "الكرونيكورات". في خطابات البعض منهنّ ما تشرّع للجهويّات، ومع البعض الآخر تشرّع للمال السهل إذ تضرب عرض الحائط قيمة العمل وبذل الجهد، ومع البعض منهنّ يستوي الإسفاف الأخلاقي مع الحريّة الفكريّة، ومع ما تبقّى منهنّ يطرح السؤال لِمَ هنّ موجودات أصلا في المشهد الإعلامي المرئي أليس الإعلام رسالة ومسؤوليّة؟
ولا تقتصر هذه الصورة المبتذلة للنساء في إعلامنا عند هذا الحدّ بل تزيده بعض الإعلاميّات وبرامجهنّ ترذيلا عندما يخصّصن برامج للنساء تخاطب أجسادهنّ لا غير وتنمّط أدوارهنّ من قبيل برامج الطبخ والتجميل وإعادة التجميل وبيع المواد التجميليّة الاصطناعيّة منها والطبيعيّة، وكأن لا برامج للنساء أخرى سوى ما صلة له بالبطن والقدّ والخدّ. ولا تسل عن بعض البرامج التي تخصّص الإعلاميّة فيها حصصا من أجل تربية النساء على أن يكنّ دمى متحرّكة، لا رأي، لا موقف، لا شخصيّة، ولا رؤية إنسانيّة ومواطنيّة..
إعلام بهذه المواصفات عار من رسالته، يعرّي النساء عن جوهرهنّ، والنساء فيه عاريات حسّا ومعنى غير قادرات على صياغة خطاب يحترم تحدّيات اللواتي سبقتهنّ من النساء المناضلات، هنّ في المشهد الإعلامي هادمات لأنفسهنّ ولجيل من المراهقات والناشئات، ووجودهنّ مخرجات لما مضى ويا ويلنا من مخرجاتهنّ فيما سيأتي. وحتّى لا نتّهم فقط الخطاب الإعلامي الديني بذكوريته المقيتة، فالخطاب الإعلامي الذي يقدم برامجه على الأساس المذكور آنفا هو أيضا متّهم بذكوريّته مع قضيبيّته وهو أخطر لأنّه يضرب مفهوم الحريّة في مقتل ويخلق جدلا مقيتا مضاعفا يطرح فيه السؤال التالي: كافحت المرأة من أجل حريّتها فماذا فعلت بها؟



#هاجر_منصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعب -يلفظ- أنفاسه ويريد -لفظ- جميع أحزابه الحاكمة
- النساء و -سيدي رمضان- حكاية عشق ورقّ
- وداعا نوال السعداوي... يا امرأة قدّت من نور الحياة ونار التح ...
- النساء والأعياد... ألوان وأوسمة وكثير من التحدّيات
- حكومات كلّما جوّعت شعبها أكلت نساءها
- الحَجْر في الذكرى العاشرة لثورة ثروتها محْجُورة
- بين رأس السنة الميلاديّة الجديدة ورؤوس الرعاة الثلاث... نذكّ ...
- الحراك النسوي التونسي وسياسة الاغتيال الناعم
- سرديّات نسائيّة عن النكبة: شهادات وأدوار
- بين المحنة ورهان تفعيل حقّ حريّة التعبير والمعتقد
- ما بعد الاغتصاب وأنطولوجيا - الوجع- و-الوصم-
- -اللباس- زمن الوباء و -فتنة- فيروس الكورونا المستجدّ


المزيد.....




- ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري ...
- الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
- غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال ...
- -المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير ...
- حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام ...
- أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
- سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما ...
- بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - هاجر منصوري - النساء والإعلام -العاري- من كلّ قيم