أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عمار أسامة جبر - الأوروبيون الجدد














المزيد.....

الأوروبيون الجدد


عمار أسامة جبر
كاتب

(Ammar Jabr)


الحوار المتمدن-العدد: 7557 - 2023 / 3 / 21 - 12:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لعل التقسيم الحالي للعالم كدول متقدمة، ودول تلحق بركبها، ودول متخلفة في حيرة لتوفير أبسط متطلبات الحياة لشعوبها، وظهور العولمة والفجوة الكبيرة في الفئات العمرية في المجتمعات الأوربية، والحروب المُختلقة، والوجوه الاستعمارية الجديدة التي تسعى للاستيلاء على الموارد الطبيعية في الدول النامية، أظهر تصنيفاً جديداً للبشر، تصنيف خلقته الحرب، وساهمت فيه بقوة دول بعينها، لسد فراغ كبير في نقص المواليد والأيدي العاملة وعزوف الشباب عن الزواج والإنجاب.

الأوروبيين الجدد، مصطلح يختلف في تفسيره أو الاتفاق على توصيفه، فتارة يوصف به العائدون من "الساحات الجهادية"، وتارة أخرى على أبنائهم الذين ولدوا في تلك الساحات، ووجدوا أنفسهم في مخيمات تحت حراسة مشددة، بلا أب وبلا أسرة وفي حالات أخرى بلا أبوين، لكن الفئة التي طفت على السطح هم مواليد المهاجرين من مناطق الحرب الساخنة، في العراق وسوريا واليمن، والذين ولدوا في المجتمعات المضيفة لهم في المهجر.

إن الطريق للحديث عن هذه الفئة معبد بالأشواك، فالعائلات القادمة من المشرق العربي، تعاني الأمرين في التعايش والاندماج في مجتمعاتها الجديدة التي تفرض عليهم قوانين مجتمعية، تتعارض مع ما تعودوا عليه وساد في تلك المجتمعات التي قدموا منها، والصمت والكتمان صفتان تلازمان هذه العائلات، خوفاً من الشرطة التي تفرض بشكل يومي عقوبات على هذه الأسر، وصلت الى حرمانهم من أطفالهم، متذرعين بالعنف الأسري ومخالفات بحق هذه الأسر في رعاية القُصر، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى انتزاعهم من أسرهم وتقديمهم إلى أسر جديدة.

ما يهم تسليط الضوء عليه هنا، هو دور المجتمعات الغربية في خلق الأوروبيين الجدد، وانتزاعهم بشكل كامل من أوساطهم العربية، وقطع جذور العلاقة بينهم وبين أوطانهم، وتحويلهم الى مواطنين في المجتمعات الغربية بولاء كامل، حيث تُبرمج عقولهم على أن ما قدمته هذه الدول لهم لم تقدمه دولهم التي وفدوا منها، ولعل خلق هذا الولاء لا يأتي بتلك السهولة، بل بشكل تدريجي منظم ومدروس، فنقطة البداية في هذه المرحلة هو استهداف الأبوين، بمحاولات الدمج وتعليم اللغة، التي يبدأ منها هذا التحول في الأسرة بالكامل، يبدأ الوالدين بمحاكاة أجواء الأسر الأخرى التي تجاورهم، والتحدث باللغة الجديدة أمام أطفالهم، لتسهيل دخولهم الى المدرسة وتقديمهم الى المجتمع الذي يدفعون أبنائهم له بشكل خفي، للعب دور بأنهم من مواليد هذه الدولة ويحملون جنسيتها، وإخفاء أصولهم العربية، التي باتت مصدر قلق لدى اليمين المتطرف الذي بدأ يصعد نجمه في المجتمعات التي لديها نسب عالية من اللاجئين.

إن هذه المحاولات للاندماج في المجتمعات الجديدة، أفرزت فئة "الأوروبيين الجدد"، الذين يسبحون في مواجهة تيار قوي، تيار يجرفهم بعيداً عن شاطئ الأسرة، ليطالبهم فيما بعد بضريبة هذا القبول، فهذه الشريحة التي خاضت هذا الطريق، وأصبحت بشكل غير مقصود منهم أو من أسرهم، رهينة لهذا المجتمعات الأوروبية، التي توصف بالعجوز، حيث كما أسلفت من قبل لديها من المشاكل المجتمعية ما يكفي من قلة المواليد والإنفاق على المتقاعدين، والتفكك الأسري، والإدمان، وغيرها، ووجدت في هذه الفئة، حلاً سريعاً لتقويتها في مواجهة العقلية المحلية التي ترفض الزواج والإنجاب.

لربما يحاول أبناء المهاجرين شق طريقهم في المهجر، ولربما انجرف بعضهم وتغول في هذه المجتمعات بعاداتها وتقاليدها، ولكن الرهان ما زال عليهم وعلى أسرهم، لخلق روابط بينهم وبين أوطانهم، ليكونوا دعامة مستقبلية تساهم في رفعة هذه الأوطان، ورفدها بخبرات وعقول نيرة.



#عمار_أسامة_جبر (هاشتاغ)       Ammar_Jabr#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين .. أم البدايات
- الحرية والأفاعي
- مخرجات قمة الاتحاد الافريقي 36 ودولة الاحتلال
- فصل جديد في الأبرتهايد  الصهيوني 
- الانتظار
- قراءة في استطلاع ADL، أشكال معاداة السامية
- الاعتقال الإداري التعسفي والقانون الدولي
- القبلة الكنعانية
- الحمى
- كريم يونس
- ارهابي برتبة وزير
- تلاميذ بن عسقلة
- المونديال والقضية الفلسطينية
- دجاجة حسين
- تجوع يا سمك البحر
- اخر جمهوريات الموز


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عمار أسامة جبر - الأوروبيون الجدد