خالد بطراوي
الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 19:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يذهب البعض الى القول أن إنقلابا عسكريا في دولة الكيان الصهيوني قد بات وشيكا. ويدللون على ذلك أولا بتصاعد مكانة اليمين المتطرف السياسية في دولة الاحتلال وضربه بعرض الحائط بالمنظومة القانونية الضابطة للدولة العبرية وممارساته التصعيدية على الأرض بالقول أنها " لا تنال قبول ورضا مؤيديه من الدول وعلى رأسهم كما يظن البعض أمريكا". ويدللون ثانيا على توقعهم للانقلاب العسكري بالقول أن حركة تململ كبيرة قد نشبت لدى قيادة الجيش ولدى حتى ضباط الاحتياط وأفراد الصف لدرجة الاعلان صراحة عن النية لرفض الخدمة العسكرية.
وهل تعتقدون أيها الأحبة، أن كل ما يحصل من تطرف داخل الكيان الصهيوني ومن أفعال ترتقي الى درجة الجرائم ضد الانسانية وجرائم الإبادة، تتم كما لو أنها من صنيع هذا الكيان الغاصب لوحده ودون مباركة وتأييد من حلفاء الكيان؟
وهل تعتقدون أيها الأحبة أن جيش الإحتلال غير راض عن هذه الممارسات؟ فكل ما يجري على الأرض يتم بحراسة هذا الجيش الذي يؤمّن الغطاء لكل الأفعال التي يرتكبها أفراده وقطعان المستعمرين في الداخل الفلسطيني المحتل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
لم يكن الجيش الاحتلالي في يوم من الأيام إلا أداه طيعة تخدم قادة الفكر الصهيوني بدءا من منظمات "شتيرن " و " الهجاناه" وإنتهاء بهذا الجيش الذي كان عماد دولة الكيان الغاصب والذي شكلّ حول نفسه هالة " الجيش الذي لا يقهر" والجيش الذي لا يتدخل في العمل السياسي، رغم أن معظم قادته قبل وأثناء وبعد إنتهاء خدمتهم العسكرية قد إحتلوا مواقعا متقدمة في الأحزاب الاسرائيلية وفي العجلة الاقتصادية التي تقف خلفها وبضمنها صناعات ما يسمى " جيش الدفاع الإسرائيلي".
هناك تنسيق كامل متكامل ما بين كافة المستويات في الكيان الصهيوني سواء أكانت مستويات سياسية ( الأحزاب جميعها) أو مستويات عسكرية ( الجيش ) أو مستويات أمنية إستخباراتية ( جهاز الأمن الداخلي والأمن الخارجي / الموساد) أو قطعان المستعمرين ( المستوطنين).
لذلك، لا تراهنوا أبدا على حدوث تفكك في " الجبهة الداخلية " للكيان الصهيوني فجميعهم يعملون لهدف واحد ووحيد وهو تحقيق الحلم التوراتي بإنشاء الدولة اليهودية من النيل الى الفرات.
نقطة .... وع ... السطر.
#خالد_بطراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟