أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - أسطورة أولاد حارتنا المبتذلة دائماً تتكرر















المزيد.....


أسطورة أولاد حارتنا المبتذلة دائماً تتكرر


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


كما تعودت سابقاً بعد نهاية قراءة كتاب او رواية فمن الضروري ان اضع بعضاً من النقاط والخواطر والاشارات التي تعني بمدلولاتها التي وضعتُ اثناء المتابعة للنصوص فها هي تحتاج الى كثيراً من الابحاث ما فوق المعقول . والتعليقات بعد رسم خطوط حمراء وصفراء وخضراء تحت كل جملة او تفصيل راجعتهُ مراراً لكى أتأكد من صدق وحب ومعرفة مقاصد الكاتب . فكيف لا وانا بصدد التنويه الى الرواية التي كانت سبباً مهماً ودافعاً خطيراً للذين وقفوا خلف ذلك المعتوه الشاب المصري الذي حاول قتل الاديب نجيب محفوظ على أسس ٍ خاطئة لما اوردهُ في محتويات اولاد حارتنا التي اخذت ابعاداً جداً خطيرة ومساحات واسعة ومنتشرة حول تحويلها الى نص ادبي يوضع ما يُرادُ فهمهِ عند القراءات انها تلامس محاكات لسان حال الإسلام . وعن تلك الميادين كان الذي حاول أغتيال الاديب ما هو إلا جوجلة شعبوية من صناعة مجموعة إرهابية تتغذى على خلايا من شباب تائه لا قيمة لديهم سوى تنفيذ اوامر القتل بأساليب معتمدة لديهم . لكل الذين يدورن في اغوار الدوران والطوفان الارهابي الفظيع ويحمل ملامح الشريعة القاسية للدين الاسلامي الحنيف !؟.
كما كان سائداً ردهاً متوارث من الزمن في رحاب المحروسة ارض الكنانة مصر حسب مراجعات واراء في نصوص رواية الاديب نجيب محفوظ الذي كما ذكر في الشهادات ان معظم مَنْ قرأ ادبيات محفوظ كان يتعرف دائماً وبإستمرار الى شارع او زقاق جديد من صورة مصر الحقيقية ! والطبيعية التي إمتدت سيرتها في الادب الشعبي عند تخوم و نواحي وجورا مرقد ومسجد وجامع السيدة ام هاشم المتقابلة لبعضها البعض والتي تبرز كأنها خلية من النحل البشرى قرب مقاهي السيدة زينب ومرقد الحسين والمزارات الدينية الاخرى التي تعيش حياة قديمة جديدة تخترق قلب القاهرة القديمة ، يُصوِرُ لنا كيف كان يعتاد على زيارة خان الخليلي ومرتع الفيشاوي الذي احبهُ كمكان يليق بمن سوف يراقب هموم الناس فما بالك اذا ما كان الاديب ناسجاً علاقات مع كل من يمر بتلك البقعة الملتهبة في تشعباتها المتعددة ، حتى بائعات الكعك اللذيذ الطعم تعود على شراءهِ بصورة يومية مع غروب الشمس !؟. منذ بداية إنتشار وتوسع الدين الاسلامي في بلاد الفراعنة واليهود والاقباط . وصولاً الى الحكم الاسلامي الذي حُسِمْ بالسيف وتم إرساء الشريعة وسلطتها اكثر من (( 14 قرناً )) من التخبط .وصاعداً ، فحدد السيرة في روايته الفاقعة اسماً ونهجاً ومضمونا حول سكان اولاد حارتنا وربما قد غاص الروائي نجيب محفوظ في إفهام قرائهِ بلا ترميز او تشبيه حول هوية زعماء الحارة و صورهم آلهة يجب إطاعتهم.
طبعا في اسماء زعماء الفتوات قد يعود بنا زمناً غير بعيد الى معرفة مكامن النصوص احيانا كثيرة تأخذنا الى صياغة تدوير الرقابة عن كل فرد من ابناء الجبلاوي الذين منهم الفالح ، ومنهم الكسول، ومنهم من يعتقد بالوراثة ، وينزوي خلف الاسوار لعل السلطة أتيةً لا ريب حسب معتقدات الحياة والتوارث . ومن الملفت في بعض اوجه مقاطع النصوص فجأةً يتصور من يقرأ اننا امام حملات صليبية وفتوحات اسلامية خاصة بعد بروز زعماء جدد من الفتوات الذين لا نسب لديهم .
الرصيد الاسطوري للرواية يُعيدُ الى الاذهان وبكل شفافية غير مسبوقة ان الحوارات عن اوغاد وفتوات وحاملى النبابيت ! ما هي الا واقعاً متجذر فينا في اسلوب وطريقة استخدام العنف والقوة الى اخر مداها الذي يشعُ في تصاعد الاعداد الهائلة لزعماء الزواريب اليوم او اذا ما توسعنا قليلاً فأن اولاد حارتنا دول نشأت على شاكلة بلا رحمة تستخدم السيف او المنجنيق وصولاً الى ترسانات الدول الحالية .
الإبتذال المحفوظي بين مزدوجين يأخذ القارئ الى اقسي مدى من المقارنة ما بين زمان الحكم سابقاً وما بين بقايا رجال وفتوات القرون القليلة المنصرمة في مصر ، الاستخدام المفرط للاسلام و للرعيه فنراهُ تِباعاً مع كل واحد من الذين تبرز قوتهم البدنية ويتم استخدامها وبكل الوسائل المتاحة فتارة يُصوِرُ لنا الاديب فتوة جديد"" اكل كبد احد الذين وقعوا ضحاياها "" ، فهنا مَنْ يا تُرى سوف يقف بوجه ""عرفة او قاسم او رفاعة او ادريس واسماء وردت "" ، فتلك اسماء خُضعت كلها تحت تجارب الجد الاكبر الجبلاوي الذي كان يُرعِبُ كل من يعترض على آلية التفصيل لتوزيع التركة او حتى الخيار لم يكن موجوداً في حرية النسب وإلا مصيرهُ النفي والفرار من نواحي البيت الكبير الذي يسكنهُ الجبلاوى !؟.
الصورة تنتقل من عصر الى اخر لكن المضمون هو حكم القساة والجلاوزة على رقاب العباد طيلة عمر السرد الاليم لما اغنى بهِ الاديب نجيب محفوظ حيث برز في العقود الخمسة الاخير متربعاً على قمة هرم محاكاة الشعب من خلال قلمهِ الذي كاد ان يودى بحياته .
كان يقدم عروضهِ في اتصال مستمر لفحوى رواية اولاد حارتنا مميز الفقر والقرف والشحاذة وفي اكثر الاحيان الطغيان والظلم . فكانت المرأة في نظر الفتوات عبارة عن صفيحة مركونة جانباً يستخدمها الزعيم او الفتوة حينما يشاء ، ويهجرها كذلك الى اخر المدى بإستعاضتهِ بالعشرات من الغانيات اللواتي كانت تركع تحت رجليه ساعة يحب .
عبارة "" عليك غبار كثير ودم ، يجب ان تستحم قبل النوم "" !، مقتبسة من صدر الرواية ومكررة مع كل كبار القوم والفتوات تقال لهم من قِبل النساء الذين يندسون الى مضاجعهم غداة كل نهاية معركة او غزوة تُحطمُ عبرها الجماجم تحت ضربات النبابيت الى درجة مشاهدة نوافير لكن الوانها حمراء ، تخرج من رؤوس الذين تبدأ المعارك وتنتهى على شاكلة ""منصور او مهزوم او مقتول "" ، ففي الحارة ليس هناك مجالا ً لأى عابر الا ويخضع لأسئلة متكررة وتتشابه ما الذي اوصلك الينا !؟ فأما انت معنا او ضداً !؟.فلتخضع للمبايعة فوراً قبل جلوسك على الارض القذرة .
الوقف والحوش والربع هي محور مجالس من يتربع على صدور الغرف والمقاهي الممتلئة غانيات وخدم وحشم وبلطجية يقفون وراء الزعيم فلا خِراج دون اوامرهِ ولا زواج دون علمهِ ولا اي شكل من اشكال الحياة المرسومة هنا فقط هنا عند اخر فتوات اولاد حارتنا .
كتب الاديب العشرات من الاعمال المميزة التي اوصلتهُ الى العالمية وفي مقدمتها رواية اولاد حارتنا التي تُرجمت الى عشرات اللغات الغنية كالفرنسية- والانجليزية - والاسبانية!؟. مما ادى الى فضول لجنة جوائز نوبل للأدب الالتفاتة السريعة لعبقرية ذلك المصري الذي حاور الاهرامات بأسلوبه الراقي والبديع من على مقربة من قلب الحدث ! و مقاهي الازقة المعدومة حيث برزت عقلية الانفتاح عن نجيب محفوظ مما ادي الى "" إستباحة دمائهِ كناكراً لوجود الله على حسب تقدير اعدائهِ "" ، كما ظهر مباشرة بعد استلامه الجائزة النوبلية التي فتحت الابواب امام الادب العربي والمصري بصورة سريعة بعد تلك النصوص لأولاد حارتنا .
من الممكن استبعاد الحصيلة النهائية لما كان يفكر اديبنا عندما قارن ما بين الواقع وما بين الخيال وترجمتهِ على ارض المحروسة فتلك جديرة بنا عندما نعاود إستحضار الصرح المحفوظي الادبي البديع .



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة الأحضان تُرِكتَّ زمناً فإزدادت الكراهية
- دويٌّ صاعق بعد عشرين عاماً على سقوط بغداد
- المكاسب في عيد المرأة غير كاملة
- هل المشكلة في إسم ألرئيس
- الدولار الجاثم على صدور الفقراء في كل زمان ومكان
- إطلالة غير مُقنِعة بعد عام على الحرب بين روسيا والغرب
- عن كتاب مسارات إغترابية
- الثورة الإيرانية كانت وِبال أم قفزة في غير مكانها
- رفيق الحريري الذي أُضمِرتُ النيران بعد إغتيالهِ
- الدخان الأبيض لن ينبعث بعد لقاء باريس
- الوجه المأساوي لزلزلة أرض سوريا وتركيا
- إنتفاضة السادس من شباط قد تتكرر الأن
- عن بعض العناوين الواردة في كتابي
- علقم وحنظل والبقية أتية فأنتظروا
- راسموس بالودان إرهابي أبيض
- السم العربي في ربيع الثورات كان مُتربِصاً
- يوم ميلادُكِ يُعيدُني الى زمن العشق
- محنة رِئاسة أم رواج تخبط سياسي بغية مآرب تعويم إنتظار واهم
- رحيل قامة لبنانية مُشرِعة للدستور في عصر الحرب
- تمهيد الدخول اولى صفحات كتاب -- واقع الحال في فحوى و صدى الم ...


المزيد.....




- فيلم عن فساد نتنياهو وآخر عن غزة.. القائمة القصيرة لجوائز ال ...
- “بداية الفتح” مسلسل صلاح الدين الأيوبي الحلقة 38 مترجمة بالع ...
- “صدمة جديدة للمشاهدين” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 176 مترجمة ...
- “كشف حقيقة ليلى وإصابة نور” مسلسل ليلى الحلقة 15 Leyla مترجم ...
- -الذراري الحمر- يتوج بالتانيت الذهبي لأيام قرطاج السينمائية ...
- بليك ليفلي تتهم زميلها في فيلم -It Ends With Us- بالتحرش وال ...
- “الأحداث تشتعل” مسلسل حب بلا حدود الحلقة 47 مترجمة بالعربية ...
- في ذكرى رحيله الستين.. -إيسيسكو- تحتفي بالمفكر المصري عباس ا ...
- فنان أمريكي يتهم الولايات المتحدة وإسرائيل بتنفيذ إبادة جماع ...
- -الناقد الأكثر عدوانية للإسلام في التاريخ-.. من هو السعودي ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام محمد جميل مروة - أسطورة أولاد حارتنا المبتذلة دائماً تتكرر