|
العلاقة بين الأنف العلوي والأنف السفلي
فاروق عطية
الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 20:51
المحور:
كتابات ساخرة
أجريت مؤخرا جراحة بالجيب الأنفي الأيسر وُصفت بأنها جراحة حرجة لأنها كانت للمرة الثانية. في المرة الأولي كانت من ثلاثة أعوام مضت وأجراها لي طبيب متخصص لإزالة ورم يسمى بالورم الحميدي المقلوب ويسمي بللغة الإنجليزية انفيرتيد بابيلوما. Inverted Papilloma بعد الجراحة رفض الطبيب الجراح أن يعطني أي مضاض حيوي بحجة أنها جراحة بسيطة، ولم يخبرني بضرورة إجراء غسيل للجيبب الأنفي بالماء الملحي. عندما ذهبت إليه بعد الجراحة للكشف والمتابعة قال لي هل داومت على الغسيل بالماء الملحي يوميا ؟ قلت له انك لم تطلب مني ذلك ولا المستشفى أخبرتني بضرورة ذلك. بعد الكشف وضع ثلاث أصابع علي شفتيه كقبلة معناها أن العملية ناجحة، لكنني خرجت وأنا أحس بحرقان داخل أنفي..!! مرت ثلاث أعوام لم استطع زيارته للمتابعة بسبب جائحة الكورونا، كما لم أسنطع الانصال به تليفونيا لأنه أبدا لا يرد هو أو سكرتيريته على التليفونات. وأخيرا في يناير الماضي حولني طبيب الأسرة عليه (نفس الأخصائي) وعندما أجرى الكشف طلب إجراء أشعة مقطعية، بعدها حولني لمستشفي سان مايكل بتورونتو. قالت لي الطبيبة المتخصصة أن الورم الحميد عاد من جديد وملأ التجويف الأنفي الأيسر تماما وتعمقت جذوره في عظام التجويف الأنفي ويحتاج جراحة سريعة حرجة، لاستئصال الورم وقد يستدعي الأمر التخلص من بعض العظام المصابة، وأن التأخر في إجراء الجراحة قد تحوله من ورم حميد لورم سرطاني. وقالت محذرة: قد ينتج عن الجراحة تأتير سلبي على المخ أو على العينين ولكن نسبة حدوثه ليست كبيرة. فلت لها مازحا بالنسبة للمخ فلا خوف إذ ربما لا يوجد أساسا، وفاقد الشيئ لا يخشى عليه. أما بالنسبة للعيون فهذا مهم ومقلق، كما قال فيلسوفنا بلحة بن نخلة الصفراوي: متنسوش أنكم نور عينيا. وأنا أخشى علي نور عينيا. تم تحديد موعد إجراء الجراحة لتكون في 22 قبراير 2023 الساعة الثامنة صباحا وقالت الطبيبة الجراحة أن الجراحة سوف تستغرق ساعة واحدة علي الأكثر. وفي الموعد المحدد تماما أقبلت الطبيبة إلى حجرة الانتطار لتصحبني لغرفة العمليات وقالت: تحب الذهاب إلي غرفة العمليات محمولا بالكرسي المتحرك أم تفضل السير معي؟ قلت لها باسما: بالطبع أفضل السير مع طبيبتي الجميلة علي أن تمسكي بيدي ماشين إلي هناك. وقي غرفة العمليات استلقيت علي السرير المخصص ووضع طبيب التخدير كمامة علي أنفي وقال: خذ نفسا عميقا ففعلت، واستيقظت في السادسة مساءا لأجدني في غرفتي بالمستشفى وحولي إبني وإبنتي وممرضة تعلق لي المحاليل. بعد أن أفقت تماما أُخبرت أن العملية استغرقت أكثر من أربعة ساعات لحدوث نزيف ومحاولات متتابعة لإيقافه وحوالي ست ساعات في غرفة العناية المركزة للإنعاش. بعد ساعتين غادر ابني وإبنتي المستشفي على أن يعودا صباح اليوم التالي لإعادتي إلي المنزل. وفي الليل أحسست بحاجة مُلحة للتبول قذهبت لدورة المياه الملحقة بالغرفة وحاولت مرارا وتكرارا التبول فلم أستطع مع إحساس رهيب بامتلاء المثانة المؤلم، ضغطت علي الجرس لقدوم الممرضة وشرحت لها معاناتي. أحضرت الممرضا جهازا يقيس كمية المياه المحبوسة بالمثانة فوجدته يقترب من اللتر، مما اضطرها لإدخال قسطرة داخل الأنف السفلي فاندفعت المياه داخل إناء التبول كالنافورة. وكررت تفس الإجراء مرة أخري في الصباح الباكر. قي الصباح حضر الطبيب المناوب بالمستشفي وأخبرني بضرورة البقاء يوم آخر بالمستشفى لمتابعة الاحتباس البولي والمقدرة على التبول، وأمر بالكشف علي المياه المحتبسة كل ساعتين، نفس المشكلة حدثت أثناء الجراحة الأولي منذ تلاثة سنوات بنفس التفاصيل. لقد أجريت عمليات كبيرة من قبل، كجراحة إزالة المرارة وعملية القلب المقتوح وعمليتي استبدال الركبتين وخلال تلك العمليات لم يحدث لي احتباس بولي، حدث فقط خلال العمليتين لإزالة ورم الجيب الأنفي. الغريب أنني عشت في مصر أكثر من ستين عاما ما بين الصعيد والقاهرة والسويس والمنصورة ولم أشتكي خلالها من أي متاعب أنفية إلا من بعض الزكام الخفيف أحينا في فترات الشتاء. وهنا في كندا أيضا لم يحدث أن شكوت من متاعب الجيوب الأنفية لأكثر من خمسة عشر عاما. في سبتمبر عام 2014م ذهبت إلى الفلبين لمدة 50 يوما للسياحة وزيارة أصدقاء وعانيت كثيرا من التلوث الشديد في العاصمة الفلبينية مانيلا، مما سبب لي كثير من المتاعب وربما كان هذا التلوث الشديد بعوادم السيارات هو السبب المباشر الذي عانيته بعد العودة. وحيث أنني رجل علمي متخصص في علم الكيمياء ولست ملما أو متابعا للأبحاث العلمية في الطب والجراحات الأنفية، أحب أن أسأل الأصدقاء الأطباء والمتخصصين أن يشرحوا لي العلاقة بين الأنف العلوي والأنف السفلي وماهية العلاقة الحميمة بينهما، ولماذا حدث لي الاحتباس البولي حتي كادت مثاني على الانفجار بعد عملية في الحيوب الأنفية مرتين متتاليتين بنفس الطريقة. لا أراكم الله أي مرض أو متاعب في حيوبكم الأنفية العلوية ووقاكم الله شر الم احتباس البول في مثانة أنوقكم السفلية.
#فاروق_عطية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أيام وذكريات لم ولن يمحها الزمن
-
الجمهورية الثالثة، الرئيس المؤمن: 6- الصراع مع مراكز القوى
-
الجمهورية الثالثة، الرئيس المؤمن: 5 الطريق لكرسي الرياسة
-
المصاري يا بنداري:
-
الجمهورية الثالثة-الرئيس المؤمن: 4- في الفترة الناصرية
-
الحمهورية الثالثة-الرئيس المؤمن: 3- تنظيم الضباط الأحرار
-
الجمهورية الثالثة-الرئيس المؤمن: 2- السنكحة
-
الجمهوربة الثالثة - الرئيس المؤمن 1- نشأته
-
في ذكري المغفور له الحنيه المصر الذي انتحر
-
أخطاء ومساوئ فترة الحكم الناصري: -2
-
مركز شباب كفر الهنادوة:
-
أخطاء ومساوئ فترة الحكم الناصري: -1
-
وفاة جمال عبد الناصر:
-
عبد الناصر والديمقراطية:
-
عبد الناصر وحرية الصحافة:
-
كفر الهنادوة ومشكلة اوكرانيا:
-
جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الثانية: (الجزء الحادي عشر)
-
جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الثانية: (الجزء العاشر)
-
الرقص في كفر الهنادوة:
-
جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية الثانية: (الجزء التاسع)
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|