كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 7555 - 2023 / 3 / 19 - 09:45
المحور:
الادب والفن
تتمتع القارة الافريقية بثروة عميقة في الحكايا الشعبية .. وبثراء ادبي استقطب اليها جوائز نوبل .. الكاتبة امنياتا السنغالية مواليد 1941 بعد ان اصدرت روايتها الاولى تبدع روايتها -اضراب الشحاذين - سنة 1979. لقد ساعدها انتقالها للدراسة الجامعية بفرنسا - لتتخصص بالاداب والترجمة الفورية - واكتضاض منزلها بزائرين حيويين والكتب التي تيسرت لها في المنزل على ابداع متميز وغزير .فقد اصدرت للان 8 روايات منها (نداءات ساحات الحرب وعناب البطريك وعيد الاستغاثة ).
اليست فكرة الاضراب للشحاذين غاية الطرافة ؟!!.. الاغرب منها ان يسبقها الكاتب المصري احسان عبد القدوس فينشر بمجلة روز اليوسف سنة 1957 رواية بنفس العنوان مع تشابه بالمحتوى .
طلبا للترقية يأمر الوزير بان تخلو الشوارع من الشحاين ..لانهم يضرون بقطاع السياحة ويضايقون الناس .. هؤلاء المجذومون والمرضى .. الخرق المكونون للنفايات البشرية , فضلات الناس الذين يهاجمونك ويضايقونك حسب وصف الكاتبة ..
لكن عراف الوزير يخبره بانه سيترقى نائبا لرئيس الجمهورية خلال ثمانية ايام ان هو من ثوراطعم 77 شحاذا صدقات . فينفذ الوزير لكنه لم يجد الشحاذين , تنقل في المدينة حاملا اكياس اللحوم لكن عبثا ..كانوا قد دخلوا بالاضراب .. فيرفضون تقبل الصدقات من المارة ويسحبون صحافهم . ما اضطر الوزير ان يقصد مخابئهم ليقنعهم لكنهم قابلوه بقوة الحجج رافضين العودة للشوارع , جرى ذلك المشهد بصورة كاركاتيرية .. واخيرا فازشخص اخر غير الوزير بمنصب نائب الرئيس . لقد تمكنوا من هزيمته .
حصدت ساو الجائزة الادبية الكبرى لافريقيا سنة 1980 .. وعدة جوائز اخرى .
الاصل باسم الرواية هو > والباتو اناء المتسولين يعرضونه على المارة لتقبل الصدقة ويظهر ان له معنى رمزيا باللغة الفرنسية .. وقد ترجم الرواية الكاتب التونسي جمال اكلاصي .
ساو تغور عميقا في المجتمع لتلتقط منه المنسيين ومن يتمزقون وتلك التوترات التي تهز المجتمع مثل مواطنتها ميريامابا التي ابدعت روايتها <خطاب طويل جدا > فتروي قصة امراة بعد عقدين من الزواج يتركها زوجها ليقترن بصديقة ابنته ويسافر معها تاركا اياها تعاني مع 12 طفلا وقد نسجت روايتها باسلوب الرسائل الطويلة .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟