أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - الحفرة














المزيد.....


الحفرة


محمد محضار
كاتب وأديب

(Mhammed Mahdar)


الحوار المتمدن-العدد: 7551 - 2023 / 3 / 15 - 08:19
المحور: الادب والفن
    


شاع الخبرفي المدينة , وانتشربسرعة غريبة , الجميع يتحدث عن السهرة المنتظرة للفنان الكبير شرشور بو كرن الذي حطم ارقاما قياسية في شبابيك التذاكير, وخصص له الناقد المجيد حمان بو قرعة دراسة نقدية إ عتبرها الراسخون في الفنون الشعبية فتحا مبينا في النقد الفني, لأنها تكشف سر تطويع الفنان بوكرن للكمنجة وجعلها في خدمة هز الوسط وتحريك الأ رداف في كل الإ تجاهات دون موانع ولا توابع..
وقبل يوم من السهرة الهامة..طافت سيارات الجماعة بمكبرات صوت قوية..تعلن الخبر السعيد لسكان مدينة العَمارية التليدةو تدعوهم الى الحضور بكثافة لملعب سباق البغال والحمير , الذي تم تدشينه في مدخل المدينة منذ شهر , للاستمتاع بصوت الفنان الأصيل بوكرن, وأنغام كمنجته الشجية .
قالت الحاجة فنيدة لجارتها أم هاني :
- أحياني الله حتى ادركت كمنجةسيدي بوكرن ..و استمتعت بأنغامها الشجية
زوت أم هاني مابين حاجبيها ورفعت يدها مؤكدة, :
- سهرة الفنان سيدي شرشور بوكرن لن تمر دون ان نحضرها
قاطعتها الحاجة فنيدة مبتسمة:
-لقد وعدني حفيدي بأن يرافقني الى الحفل ..ستأتين معنا أليس كذلك؟؟؟
- لامانع عندي ألعزيزة...
وعند ناصية درب الرحمة تجمع نفر من الشباب, يعدون العدة لحضور السهرة المعلومة , بعد أن تقاسموا المهام , فقال حميد الجعيبة :
- لقد أعددت كل وسائل التشجيع من لافتات وأعلام ..
وقال فوزي القوبعة:
-أما أنا فقد قمت بشراء كمية مهمة من ماء الحياة والنبيذ الأحمر ..حتى يكون النشاط بزيادة وننال نصيبنا من الأنس والمتعة
أما سمير زعيم الحي فهتف بالجميع
- سمعوا أدراري بغيتكم تحمروا لي وجهي راه غادية تحضر معانا أمي لالا الحاجة فنيدة وجارتها لالا ام هاني..شكون يرد ليهم البال...؟؟
اندفع حميد المزكوري بحماس وهو يقول :
-أنا سأتكلف بهما كون هاني ألزعيم..
في اليوم الموعود هَبّت المدينة عن بكرة أبيها الى مكان الحفل والكل يتحدث بإعجاب عن الفنان بوكرن وأغنيته الجديدة التي زعزعت الوسط الفني وغيرت معطيات كثيرة في أصول وقواعد الاغنية الشعبية ..وكان الجميع متلهفا للاستماع اليها , إضافة الى روائع أخرى من ريبرتواره..
ضاق المكان بالمحبين وعشاق الفن الاصيل...وكان الجميع يهتف بحياة الفنان بوكرن, ويشدو بأغانيه.
تقدمت مذيعة شابة الى المنصة وهي ترتدي لباسا كشف عن مفاتنها, وهتفت بصوت أنثوي غنوج عبر مكبر الصوت"مرحبا بالجمهور الكريم ..في سهرة الفنان العبقري مولاي شرشور بو كرن,الذي سيمتعنا بباقة عطرة من أغانيه الجميلة.."ولم تكد تكمل جملتها الأخيرة حتى إ نطلقت الهتافات وصفير المعجبين والمعجبات..
صرخ سمير زعيم الحي: " عاش بوكرن ...عاش فنان الشعب" . وقالت الحاجة فنيدة لأم هاني: " نهار كبير هذا أختي أم هاني .." ..ظهر الفنان بو كرن على المنصة ببدلة صفراء فاقعة اللون وقميص بُني بربطة عنق حمراء , ورفع كمنجته الى الأعلى وصرخ بصوت جهوري قوي:" في خاطر الأحباب أحنا هنا حتى الفجر"
وتعالى الصراخ والصفير من جديدعندما وضع بوكرن الكمنجة على ركبته وبدا بالعزف ثم الغناء , كانت موجة من العدوى الوجدانية قد سيطرت على الجميع..وإ ختلط الحابل بالنابل..فهناك الراقصون, وهناك الضاحكون الباكون, وهناك المتحرشون والمحتكون..فمع موسيقى بوكرن يصبح كل شيء مباحا.. لأن كؤوس النبيذ وماء الحياوة فعلت فعلها في الشباب والشابات , وحبوب الهلوسة فتحت باب النشاط على مصرعيه للجميع..فإذا القوم صرعى ..
وبو كرن سيد عليهم قولا وفعلا..
ومع توالي الأغاني .عمت هستريا غريبة بين الجمهور , وانتابته نشوة أصبح احتوائها من سابع المستحيلات..
وكان رجال الأمن والوقاية المدنية, غارقين في حيص بيص يتبادلون الإشارات عبر أجهزة الطولكي ولكي, وهم يحسبون ألف حساب لهذا الطوفان البشري..قال مسؤول كبير من سلطة مدينة العُمارية لزميله :" الله يخَرّج الطَّرح بخير ..بوكرن يربح الفلوس واِحنا نربحوا صداع الراس وتمَارة " أيده زميله وهو يقاطعه بنبرة غاضبة: " هيا هيا ننظم عملية الخروج فبو كرن يستعد لإنهاء الحفل.."
...........................................
انتهى الحفل ولم ينته الهرج والمرج., بل عمت الفوضى , وتزايد الهيجان ..انسحب بوكرن وفرقته على وجه السرعة الى مستودع الملابس , بينما تدافعت الجموع بالمناكب وكثر اللغط والوطأ , وقصد الكل منافذ الخروج , بحثا عن الإفلات من شدة الزحام ..فهناك من وصل وهناك من ظل يراوح مكانه ..وفجأة دَوى صوت عويل عند المنفذ الرئيسي للملعب, وقال: مدير الأمن مخبرا رؤسائه عبر جهاز الإرسال" سقط الكثير من الناس عند الخروج في حفرة مقابلة لباب الملعب الرئيسي ..يبدوأن هناك قتلى وجرحى "
........................
في اليوم الموالي صدر بلاغ مقتضب يقول.." توفي أربعون متفرجا في حادث تدافع خلال حضورهم حفلا موسيقيا..رحم الله المتوفين وعجل بشفاء الجرحى.."
أما موضوع الحفرة التي كانت سببا في المأساة فلم يرد له ذكر, بل أكثر من هذا قام عمال البلدية بردم الحفرة وتبليطها بعد الحادث بلحظات...



#محمد_محضار (هاشتاغ)       Mhammed_Mahdar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الأسحار
- لوعة الحب
- قراءة في الديوان الزجلي -فعلي يلقاني - للشاعر إدريس الطلبي
- مبرزكة
- الأيام الشاحبة
- روح تائهة
- تساؤلات مشروعة
- حديث الصباح
- قصة قصيرة :لحظة اِمتعاض
- مزبلة الحي
- رنين الذكرى
- مرض الرحيل
- درسنا اليوم
- أزمنة الهزيمة
- رحلة الشوق.
- يمامات الفرج
- أوراق قديمة
- عودة إلى مراقد الذكرى
- حديث قلب
- قصص قصيرة جدا


المزيد.....




- مسلسل ليلى الحلقة 14 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- فنانة مصرية تصدم الجمهور بعد عمليات تجميل غيرت ملامحها
- شاهد.. جولة في منزل شارلي شابلن في ذكرى وفاة عبقري السينما ا ...
- منعها الاحتلال من السفر لليبيا.. فلسطينية تتوّج بجائزة صحفية ...
- ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك ...
- حكاية امرأة عصفت بها الحياة
- زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة
- أكتبُ إليكِ -قصيدة نثر-
- تجنيد قهري
- المنتدى الثقافي العربي ضيف الفنانة بان الحلي


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محضار - الحفرة