|
655000
حمزة الجواهري
الحوار المتمدن-العدد: 1708 - 2006 / 10 / 19 - 10:05
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
يدافع رئيس تحرير مجلة "ذي لانست" التي نشرت دراستها العلمية الرصينة جدا جدا، ويدعو في النهاية لخروج المحتل من العراق. ويسأل د عبد الخالق حسين، الذي نقل لنا هذه المعلومة، كغيره من العراقيين، "من سيكون المستفيد من ترك العراق في هذه الفوضى العارمة لو انسحبت القوات الأجنبية؟ ألم يكن الإرهابيون وحدهم المستفيدين؟ لا شك أنه لو تم تطبيق هذه النصيحة لا سامح الله، فسيجعل الإرهابيون العراق أكبر مقبرة جماعية في العالم وفي التاريخ، وسيحرقون الحرث والنسل. وهذا الخطر لن يهدد العراق وحده بل ويهدد العالم أجمع."" في الحقيقة يجب أن يتساءل المرء قبل ذلك، هل الدول التي أوصلت صدام وعصابات البعث للسلطة مرتين ودعمت نظامهم، واستمر الدعم حتى يوم غزو صدام للكويت بدعوة من أمريكا في الثاني من آب عام1990 ؟ هل هي المجرم أم صدام ونظامه؟ أم كلاهما مجرم بحق العراق؟ أترك التقدير للقارئ. وهل ينسى العالم أن أمريكا كانت تصف النظام البعثي المجرم في العراق بأنه "النظام المعتدل في العراق" بالرغم من جرائمه والمقابر الجماعية التي كانت تراها أمريكا عبر أقمارها الصناعية ووسائلها الاستخبارية؟ وهل بعد كل هذا، ألا يتحملوا مسؤولية أخلاقية وقانونية بسبب صناعتهم الجهنمية هذه؟! وإذا كان العالم غافلا أو متغافلا عما يفعلون، فهل الشعب العراقي بغافل؟! ولكن مع ذلك نسأل أيضا: هل من قوة على الأرض كانت مؤهلة لإنقاذ الشعب العراقي من همجية النظام البعثي غير أمريكا وبريطانيا؟ لكن يحق لنا أن نسأل: إذا كانت الصراعات السياسية في دولهم تهدف من حيث الأساس للوصول إلى دفة الحكم، كحقيقة معروفة، فهل من الأخلاق أن يكون الدم العراقي هو الوسيلة للوصول إلى هذا الهدف؟! وإذا كانت مجلة علمية رصينة كما يدعون لا تتورع عن رفع شعارات الإرهاب العالمي!!!!!! بمن يستجير المظلوم بعد اليوم؟ بعد أن تمت رشوة صحيفة علمية تدعي الرزانة، هل بقي للعلم حرمة بعد اليوم؟ وهل فعلا تستحق هذه الشعوب التي تدعي الديمقراطية الاحترام منا نحن المتخلفين أبناء العراق ذووا الدم الرخيص الذي لا لون له؟ أقول لا لون له لأنهم لحد هذه اللحظة لم يستطيعوا رؤيته! نحن كعراقيين نعرف من هو المسؤول عن القتل في العراق: هم بلا أدنى شك، الدولتين المسئولتين عن الأمن في العراق، والبعثيين وفلول القاعدة السلفيين ومن ثم مليشيات الإسلام السياسي التي دخلت أخيرا على الخط بعد أن احتكرت الأطراف الأخرى القتل لمدة ثلاثة سنوات متواصلة، أما ما يتعلق بعصابات الجريمة المنظمة التي شاعت في العراق، يقع وزرها على من أشاع الفوضى، سواء كانت فوضى منظمة وفق النظرية الأمريكية أو الفوضى العشوائية التي أشاعتها العصابات البعث والسلفية في العراق، باختصار يقع وزرها على هاتين الجهتين المحتل والعصابات الإرهابية، هذا بالإضافة إلى عمائم الإسلام السياسي التي يعطل وجودها على الساحة السياسية أي مشروع لحقن الدم العراقي. لا أريد أن أقسم الرقم على الطرفين الأساسيين، لأن ذلك يعد سخفا بأكثر من معنى، حيث أن الأرقام مهما زادت أو نقصت، فإنها تعني أن العراقي يقتل بلا حق وبلا حساب، وإنه ضحية لمجرمين تقاسموا الجريمة السوداء منذ أربعة عقود، ذلك أن البعث صنيعة أمريكية بريطانية، وهم الذين سلطوا البعث ليستبيح الدم العراقي، وبقي يقتل بدعم من قبل الدولتين، واستمر الأمر كذلك أربعة عقود متواصلة. أخيرا قررت الدولتان احتلال العراق بدعوى التحرير، وقبلنا بالأمر، وقلنا وقتها، فعلوها، ربما، بعد أن أحسوا بتأنيب الضمير، هذا في حال إنصافهم، لذا دخلت الدولتان في عداء مع صنعتها، البعث، وفلول القاعدة التي كانت قد صنعتها أمريكا أيضا، ولا أحد يدري ما الذنب الذي اقترفه العراقي ليبقى يدفع الثمن أربعة عقود دما وكرامة وجوعا يمزق البطون وكرامة مهدرة ومقدرات مستباحة وثروات مهدرة وكل أنواع الهوان، وبعد التحرير المزعوم، جاءت مجلتهم العلمية الرصينة لتقول أن قتلى العراق655 ألف عراقي فقط، وفي الواقع أن العدد أكبر لأنها استثنت عدد القتلى عبر العقود الأربعة السوداء بتاريخ العراق والإنسانية. سخف أيضا أن نقسم الرقم على اثنين لأن من يتباكى على هوان وموت الشعب العراقي كان قد ساهم بالجريمة أيضا، أليست المجلة العلمية الرصينة بريطانية الجنسية؟ وأن ما قالته المجلة كان يعبر عن هدف سياسي معلن كما هو واضح من تصريحات رئيس تحريرها!؟ فما هو الهدف إذا لم يكن إسقاط حكومة بلير لصالح منافسه حزب المحافظين؟ فهل الهدف من ذلك هو الاستمرار بالحرب فيما بينهم مادام هناك دم عراقي لم يهدر لحد الآن؟ أم أن الرشوة التي قدمت للمجلة كانت مجدية للحد الذي جعلها تستثمر رصانتها العلمية في قضية قذرة؟ ومن هو الراشي، هل هو حكومة المحافضين؟ أم الإرهابي البعثي - السلفي يريد الذي يريد من المحتل الخروج؟ أم ذلك المليشيوي الذي وصل إلى ساحة المعركة متأخرا يريد من المحتل الخروج؟ أم المعارض للحكومة الأمريكية الذي يريد من المحتل الخروج؟ كل ألائك يريدون من المحتل الخروج، والهيومان ساينس مونيتر أيضا تريد من المحتل الخروج! والعربان يريدون من المحتل الخروج! وإيران تريد من المحتل الخروج! والصومالي المجهول الذي يتصل ويدلي برأي للبي بي سي يريد من المحتل الخروج! وعبد الباري عطوان يريد من المحتل الخروج! وهيئة علماء المسلمين تريد من المحتل الخروج لحقن دماء المسلمين! أنا لا أدري، هكذا يقولون!................. ولم أسمع أحدا يتحدث في موضوع العراق إلا ويريد من المحتل الخروج! لكن مع ذلك، كل هؤلاء يقولون فيما لو خرج المحتل ستكون في العراق حربا طائفية! عجبا!!!!!!!!!! والعراقي يقول أن خروج المحتل سوف يؤدي لحرب طائفية! والسلاح مازال يتكدس في العراق "على عينك يا تاجر"! وأسمع الكثير يقولون أن الحرب فعلا موجودة فرحين ويفتعلون الحزن على العراقي! ربما شامتين! أو معتدين بذكائهم لأن تحليلاتهم السياسية كانت صحيحة! عودة للرقم المهول655 ألف عراقي الذين قتلوا بسبب دخول المحتل للعراق، أي خلال ثلاث سنوات ونصف، وهذا يعني أن المعدل اليومي لمن كانوا يقتلون في العراق هو510 قتيل يوميا! لأن الثلاث سنوات ونصف تعني1280يوم، وبقسمة مجموع القتلى على عدد الأيام يكون ناتج القسمة، كما أسلفت، أكثر من خمسمائة قتيل، مع إهمال قتلى الأمريكان لأن عددهم لم يصل لحد الآن إلى ثلاثة آلاف قتيل، والبريطانيين لم يصل لحد الآن إلى مئة قتيل، إذا الرقم يبقى تقريبا على ما هو عليه. ربما يكون هذا الرقم صحيح، بل ربما أكثر من ذلك! قبل أن نسأل السؤال التقليدي: هل كانت وسائل الإعلام العراقية والأربعون محطة تلفزيونية ومئات الصحف العربية والعالمية وعشرات الفضائيات العربية وعشرات وكالات الأنباء وثلاثين مليون عراقي، وعلى مدى1280 يوم، جميعهم لم يروا هذا العدد يقتل يوميا، وتأتي مجلة علمية رصينة جدا لتقول لهؤلاء جميعا: إن حساباتكم خطأ وأن الرقم الصحيح هو أكثر من خمسماءة عراقي يقتلون يوميا كمعدل!! إنه العجب العجاب حقا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لنقبل بهذا الرقم، ولكن لنا حق السؤال أيضا: أليس الأجدر محاسبة المجرم الذي تسبب بالقتل وتحديده بدلا من الدعوة لحرب أهلية يقتل فيها أكثر من هذا العدد بمرات؟!؟! كان الأجدر بالعراقي الضحية أن يبالغ بهذا الرقم لأنه يعبر عن الظلم الذي أصابه من قبل شلة المجرمين الذين حددناهم، فهل هذا يعني أن العراقيين الضحايا هم من دفع الرشوة لهذه المجلة العلمية الرصينة جدا كي تنشر هذه الدراسة "العلمية الرصينة"؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! "يوم المبارك يوم اللي يطلعون" هذا القول تسمعه من السياسي الذي دخل مع المحتل، وتسمعه من المحتل، وتسمعه من الإرهابي، والضحية اليتيم والأرملة والثكلى، وتسمعه من جورج كيسي وأحمدي نجاد ورجل الدين المسيحي والهندوسي، وحتى تاجر السلاح! ربما يسأل سائل، قد نفهم لماذا يدعوا تاجر السلاح ربه أن يخرج الأمريكان، لأنه سوف يكون المستفيد الأكبر في حال نشوب الحرب، لكن ما فائدة رجل الدين الهندوسي من نشوب الحرب الأهلية في العراق؟!؟!؟!؟ أنا أيضا لا أدري!!! ولكن ربما يكون السبب أنه سوف يبيع "حروز" أكثر لحماية الهندي عند نشوب الحرب الأهلية الهندية، ربما!!!!! ألا سحقا لهذا العالم القذر.......... كل ما أتمناه اليوم هو خروج المحتل لكي يموت كل من يحمل سلاح في العراق مهما كان عدد الضحايا، لأن لا فرق بين655 ألف ومليون أو مليونين، ولم تبقى ثمة قيمة للدم العراقي، فهو أرخص من دم الدجاج، بل وحتى البعوض.
#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نريد نظام فدرالي وليس إمارات إسلاموية شمولية
-
الاتفاق الأخير حول الفدرالية ومهلة الحكومة
-
مازال الحديث عن الفدرالية مستمرا
-
حرب المشاريع السياسية
-
ليس علما للعراق
-
هل ستوقف مرجعية النجف دعمها لأحزاب الإسلام السياسي؟
-
سياسة التفريط بالنفط مقابل الأمان
-
النفط مقابل الأمان!؟
-
زلماي يجر العراق إلى حرب أهلية، وربما أبعد
-
فدرالية الجنوب والأربعين سياسي
-
هل عاد قرقوش للحياة؟
-
صواريخ حزب الله لها أهدافا أخرى!!
-
تصويب لخطأ غير مقصود من حمزة الجواهري
-
لك الله يا بغداد من خيانة الأمانة!
-
لف ودوران ومحاولات سافرة لسرقة النفط العراقي
-
الإرهاب الأكثر همجية هو إرهاب الأزارقة
-
من أجل الوحدة الوطنية، وزراء للداخلية والدفاع من الأقليات
-
إلى أنظار الحكومة الجديدة، انتبهوا قبل أن يسرقوا النفط
-
غاز قطري للعراق؟؟!! لماذا؟؟!!
-
حوار أم انتحار؟ حوار مع الأعسم حول الحوار
المزيد.....
-
كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟
-
فيديو مروع يظهر هجوم كلب شرس على آخر أمام مالكه في الشارع
-
لبنان.. عشرات القتلى بالغارات الإسرائيلية بينهم 20 قتيلا وسط
...
-
عاصفة ثلجية تعطل الحياة في بنسلفانيا.. مدارس مغلقة وحركة الم
...
-
مقتل مسلح وإصابة ثلاثة من الشرطة في هجوم قرب السفارة الإسرائ
...
-
اتفقت مع قاتل مأجور.. نائبة الرئيس الفلبيني تهدد علنا باغتيا
...
-
العثور على جثة الحاخام المفقود في الإمارات وتل أبيب تعتبر ال
...
-
سكوت ريتر: بايدن قادر على إشعال حرب نووية قبل تولي ترامب منص
...
-
شقيقة الملك تشارلز تحرج زوجته كاميلا وتمنعها من كسر البروتوك
...
-
خبير عسكري روسي: واشنطن أبلغت فرنسا وبريطانيا مباشرة بإطلاق
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|