|
تهتّك المفاهيم 5
مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث
(Moayad Alabed)
الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 18:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
إنّ تهتّك الكثير من المفاهيم لا يرتبط بزمننا الحالي حصرًا، بل في كلّ زمان، بل أصبح ممارسة زمانية تمر على العديد من الأجيال. كأنه سرّ من أسرارٍ مخبّأة في طيّات ذلك الزمان. من سياسة إلى إقتصاد إلى علم ما، ومنه إلى العلوم والتفرّعات الأخرى، لا يمرّ فيها زمن إلّا وترى العديد ممّن يستخدم هذه التهتّكات في المفاهيم. إمّا تجاه علماء أو تجاه فقهاء أو تجاه أهل الحق والخير عمومًا. ولا غرابة من السلوكيّات المنحرفة، لكن الغرابة من إستخدامات هذه المصطلحات والمفاهيم بهذا الأسلوب التهتكيّ الواسع والدقيق والمركّز كي يهتك من خلاله ستر شخصٍ ما أو يعتدى على أحد ما وهكذا. وهذا التهتّك تراه وتسمعه في العديد من الأماكن ومن العديد من الأشخاص، وتكمن خطورته في التبجّح الذي يكون سلوكًا لدى الكثير بإعتبار أنّه سلوك سوي ولا غرابة في إستخدامه. وقد ذكرنا أنّ هذا التهتّك في مجالات عديدة من المفاهيم المختلفة، ومنها هذه الفقرة القادمة: الإعلام والإعلاميّون بعد أن عاث المحتلّ المجرم في بلدنا أرضًا وسماء ومياه خرابًا، لاث أيضًا الإنسان في ضميره وغيرته ولسانه، ودينه. حتى المنطق المعتمد على تأريخ مجتمع بُني على القيم الرائعة التي من حقّنا أن نفتخر بها، بات الكثير من الناس قد إبتعد عنها بحجج كثيرة واهية لا معنى لها ولا لتبرير سلوك المتهتّكين أؤلئك. لقد بات الكثير منّا رهين الملامة الكبيرة على ما فعله المحتل المجرم بهذه القيم. والخطورة التي باتت واضحة المعالم هو هذا الكمّ من المنحطّين الذين يتناغمون معه بل والمنبطحون لما يقوله ولما تقوله السفيرة أو السفير أو ما كان يطلق عليه في زمن المحتل الانكليزي بالمندوب السامي ( بلا سمو يذكر). ولبعض من التفاؤل نقول: قد بقي بعض من بشر يحترمون قيمهم ودساتير أخلاق المجتمع وغالبًا ما لا تراهم بسهولة على وسائل الإعلام. نعم بقيت منهم النخبة الشريفة العفيفة الطيبة وهم ليسوا قلّة أبدًا. من العادات التي دخلت على المجتمع العراقي خصوصًا والعربي عمومًا هو هذا اللسان الكاذب والملوّث بكلّ ماهو متّسخ ونجس، من عبارات وإتّهامات وإعتداءات على القيم والناس المحترمين. في العراق هناك إعلاميون ينادون: هل من سوق ليشتري ضميري؟! وبالفعل يبيعه بأبخس ثمن. إن كان بهذا المستوى فكيف سيتعامل مع الشرفاء وأهل الغيرة والضمير الوطنيّ؟ ونموذج من هؤلاء عدد يعمل في عدد من الفضائيات والتي يعمل فيها بالاضافة الى أؤلئك، هناك النطيحة والمنخنقة والمتردية. ومثل أؤلئك كثير من هذه النفايات غير القابلة للتدوير والتي تعمل في عدد من وسائل الاعلام. ترى عبر التاريخ هذه النفوس التي تقرأ عنها على أنها باعت كلّ شيء لأجل أن يرضى الظالم عنها ولو أدّى إلى قتل أعزّ النّاس عليه. فقد نفخوا في الطغاة إلى الدرجة التي تجعلك في أعلى درجات الإستغراب. هذه الثلّة الفاسدة تعمل في قنوات قد تأسّست من أموال السّحت التي تسرّبت من الدّولة بالفساد والسّرقات لأموال الفقراء والمواطنين إلى أيدي مؤسسي قنوات التهتّك والإنحلال. حتى يقوم المرابي أو آكل أموال السّحت بتشغيل كلّ من يبيع الأخلاق من ذكور وإناث بل ولا يتعب في توزيع مال السّحت عليهم فلا للذكر حظّ الأنثيين كما في توزيع ميراث الشّرفاء والراحلين بل للأنثى ألف مئة حظّ على الذكور، ولا غرابة فالعنصر البائع رخيص برخص التّراب! أجيال المختبرات تستمر التجارب في العديد من المختبرات على مستوى العالم في غرف سرّية لإنشاء أجيال من البشر ضمن مواصفات معيّنة. وبالفعل تمّ وضع زايكوت من نوع معين أو من أنواع معيّنة تمّ الدفع بشبهها تقنيًّا (كالروبوتات المتقدّمة) لمعرفة ردّة الفعل لهذا الجيل بالمواصفات المطلوبة ولا نستغرب في السنوات القادمة بالدفع بالجيل الحقيقي الحيّ ومراقبته للعيش في الحياة الطبيعية. فمنذ عام 1945 بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية والعديد من المنظمات تسعى للعمل على تكوين أجيال من البشر كردّة فعل على كلّ الأخطاء البشريّة التي حدثت في سنوات الحروب. لا يسعى المنتجون إلى صفات الجيل الأمنيّة أو العسكريّة فقط بل إلى جيل يسعى إلى كيفيّة إجراء الطرق الحديثة لإدارة العمل بقليل من المشاعر بإعتبار المشاعر من وجهة نظرهم تقوّض التقدم للسير لإنشاء عالم خال من التأثيرات خارج نطاق السيطرة من قبل بشر معينين. أي إستعباد فئة من البشر بأسلوب عصري(!) يخضع لهذا التوجه شعوب كاملة في المستقبل. أجمل ما يعبّر عن هذا الإستعباد قول (الفرعون في تلك القصص التي وردت في القرآن الكريم:(وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ آلْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِى ذلِكُم بَلاَءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ). ﴿ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ ۖ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ ۖ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَىٰ﴾. لقد عملت وتعمل العشرات من المختبرات في عدد من الدول في هذا الإتّجاه الذي عبّر عنه ويعبّر عنه من خلال العديد من الأفلام التي تتطرّق إلى نشوء طفرة في بعض التجارب مما تؤدي إلى نشوء فرد شكله شكل إنسان ولكنّ أسلوبه وحركاته غير آدمية، أي لا يمكن له أو لها العيش في البيئة العادية من البشر فتوضع له مساحات أو سكن بمواصفات معيّنة وبقياسات تتناسب مع هذا التشكيل الفيزيائيّ وسيء التركيب النفسيّ أو الوجدانيّ إن وجدا! فيخضع هذا المخلوق إلى الإرادات التي عملت لها ولتلك التي دفعت المال في أبحاث من هذا النوع. والملاحظ لبعض التكوينات في مجال المحاكاة الحاسوبية يؤدي بك إلى الإستنتاج إلى أنّ الذي يحصل محاكاة، سيحصل واقعًا، والله حافظ أمره وغالب على أمره. والجهود كلّها تنصبّ على التلاعب في تكوين الخليّة الحيّة وفي الزرع الجذعي وكذلك في التصرّف بالجينات الوراثية بعد أن عرفت شفرات نسبة تتجاوز %97 منها. وقد قامت عدد من المختبرات بجمع الأنسجة البشرية الأوليّة في تلك المختبرات، وقد تمّ الحصول على الخلايا الجذعيّة المستحثّة بشريًّا وقد إستخدم النتروجين السائل لمدة أربعة أشهر وضعت هذه العينات التي تجمدت في درجات حرارة معيّنة، وبعد الكشف لوحظ أن ليس هناك أيّ إنحراف في الكروموسومات. وبذلك يمكن أن تخزّن العيّنات في ظروف معيّنة ثم بعد الفترة المناسبة يتم التغيير فيها وفق معرفة الشفرات التي ستغيّر وفق المواصفات المطلوبة. الشرق وسحره ليس المقصود بالشرق هو هذا الشرق القريب فقط بل وحتى البعيد الغني بكل ماهو تجريبيّ. فالإنسان والطبيعة والأرض وما تحتها وما يحيط بماضي هذا الشرق وحاضره ومستقبله الذي ينشط كلّما توجّهنا إلى الأمام دون نسيان أو طيّ الماضي. بل فلسفتنا أن نستمدّ من هذا الماضي ما يجعلنا نتقدم إلى المستقبل وبناء بلداننا بكلّ ثقة وقوّة وعدم الإعتماد على غيرنا من الثقافات الأخرى. من هذا الشرق الحضارة الصينية والروسية والايرانية والهندية وغيرها من الحضارات الأخرى. من هذا السحر الذي يبني ولا يهدم هذا البناء هو هذا الترابط أو الربط ما بين البشرية والإنتماء المقدّس والذي يمهّد الى القداسة لمن يستحقّها بالفعل وليس كما يفهم بعضهم من أنّ القداسة لفئة معينة تعني الإستعباد لهذا الإنتماء. فالحضارة الصينية قد حكمتها العوائل التي يعتقد إنتماءها إلى الأنسال المقدّسة. فهناك السلالات البشرية التي حكمت بإسم القداسة وكانت تتمتع بكثير من المواصفات التي إن دققت بها تقترب من بعض الشخصيات التي وردت في الكتب المقدسة ومنها القرآن الكريم مثلاً. فمازال الإعتقاد إلى أنّ بوذا مثلا ربما يكون هو نبي الله يونس ببعض التغييرات بالشخصية بما يتلاءم مع البيئة الصينية. قد تمتّعت الحضارة الصينية بفترات من الإزدهار والسلام والطموح الى بناء أمّة قوية بالدخول ببعض الحروب للسيطرة على بعض الاراضي المحيطة. وقد إمتدّت إلى التبت ومنغوليا. وهناك الدراسات العديدة التي تشير إلى الإشارات الواردة في القرآن الكريم التي يعتقد أنّها تشير إلى النبي يونس عليه السلام والتي تذكرها الدراسات من خلال المقاربة ما بين بوذا والنبي يونس. لا المقصود به ذلك الذي يعتقد به بعض البوذيين كصنم يعبد بل ذلك الشخص الصالح الذي كان يدعى سيدارتا غوتاما والذي كان شيخ قبيلة قد قضى 13 عامًا من حياته في رفاهية العيش، ثم تخلى عن هذه الرفاهية وعمره 29 عامًا ليقضي ست سنوات من حياته بحثًا عن الحقيقة ليبني التنوير وينشره بين الناس لذلك سميت هذه الديانة بالبوذية وتعني التنوير. حيث بدأ بالتبشير بهذا التنوير منذ أكثر من 2500 سنة. حيث كان قد أعلن بوذا من خلال وعظه لتلميذه الأساس أناندا أنّه لن يكون بوذا الأول ولا الأخير ويقصد بذلك النبي وفق التصور المذكور اعلاه. حيث تستمر عملية التنوير أو الإصلاح أو الإرشاد وفق المسميات التي وردت في الأديان المتعارف عليها من المسيحيّة إلى الإسلام علاوة على ديانات أخرى كالمندائية التي تعتز برمز النور كما هو معروف بتشابه واضح لبعض الطقوس والافكار. وبعد مجيء الاسلام والدعوة اليه من قبل النبي الاكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلّم بعد البوذية بحوالي 1100#. ولا غرابة من وجود التشابه ما بين الشرائع السماوية وبعض من الأرضية التي أوجدها الإنسان والتي كانت ويكون فيها من الكثير من الاخلاقيات التي إستمدت من تعاليم الشرائع السماوية إيّاها. الفنّ التمثيلي التقمص في الفن التمثيلي أمام كاميرا التلفزيون أو السّينما تلعب قدرة الممثّل أو الممثّلة الدّور الأكبر في إيصال ما ينبغي إيصاله من الشخصيّة المدوّنة في السيناريو، من لفظ الجمل ومن حركة الجسد ومن الإنسجام والتقمّص أو التلبّس لشخصية السيناريو المدوّنة. وكلّما كانت حركة الممثّل تتوائم مع حركة الكاميرا تظهر معالم التقمّص الحقيقيّ من عدمه. في بعض المشاهد وما أكثرها يكون ذلك الإنسجام بين سرعة الربط ما بين المتحاورين وحركة الكاميرا له الدور الكبير في إيصال المشهد الراقي إلى المشاهد، ليكون فنًّا رائعًا. إنّ العناصر التمثيليّة النسائيّة في العراق في سنين الستينيات والسبعينيات كنّ ذوات قدرة في إيصال المشهد صحيحًا ومنسجمًا مع شخوص النصّ المكتوب. وما أدركنا من ممثلات كانت الفنانة زينب إلى زكية خليفة ووداد سالم إلى سعدية الزيدي، وغيرهنّ كثير، والقدرات التي يمتلكن آنذاك في الانسجام في حوارهن مع سرعة حركة الكاميرا يدلّل على ابداع نفتقده في الوقت الحالي. فقر النصوص ادى الى صعود فئة من المؤلفين المغمورين الفاشلين الذي لا يمتهنون الكتابة الا لغرض الاسترزاق فيكون الناتج صفرًا. لقد كانت كلمات سامي عبد الحميد في النصوص العربية الفصيحة جميلة وراقية وكانت كتابات صباح عطوان في المسلسلات البغدادية كان موفقًا الى درجة كبيرة. يفتقر لها النص الحالي الذي اضاعه الوضع الادبي المزري في الوقت الحالي. لقد تغيرت الكثير من مفاهيم النصوص وكلماتها حتى بات النص التمثيلي يحتوي على الكثير من الدخيل على تقاليدنا والتزاماتنا الاخلاقية. فترى وتسمع الاسفاف والكلمات النابية والتعابير السخيفة التي تنمي عن سوء اخلاق وسوء انتماء لهذا المجتمع. غريب المفاهيم لعب دورا في افساد الذوق العام وافساد الذائقة البشرية. وقد انعكس ذلك على كل مناحي الحياة للاسف. فالتهتّك عبر الى مستويات خطيرة تهدد تركيبة المجتمع واخلاقه الى درجة كبيرة. لذلك تلاحظ المشتركين في برنامج متهتك القيم الالاف من المشتركين بل يصل الى الملايين احيانًا ولا غرابة من تعوّد الاذن على مثل هذه المفاهيم المنحطّة والمعبّرة عن الاخلاق السيئة. ولنا في برنامج أ.ب في قناة اوربية ناطقة بالعربية دليل على تصدير كل التعبيرات السخيفة الى مجتمعاتنا وثقافتنا من ثقافة تفتقر لابسط القيم الاخلاقية التي تربى عليها اجيال من اهل الإنسانية. البهلوليّة من الشخصيّات التي لعبت دورًا مهمًا في التاريخ العربي والاسلامي شخصية البهلول. ذكرت المصادر أنّه أبو وهيب بهلول بن عمرو الصيرفيّ الكوفيّ. عاش في الفترة التي عاش فيها أبو حنيفة النّعمان رحمه الله، وفي الفترة التي عاش فيها الإمام جعفر بن محمّد الصادق والإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام. وكان من سياساته الرصينة هو إستخدام اسلوب التجنّن للتغطية على توجّهه وتديّنه وإنتمائه الى مدرسة قد حوربت من قبل النظام الحاكم والمستبد آنذاك. لقد كان حكيمًا في قوله وشاعرًا بارعًا يستخدم الاسلوب التهكّمي والساخر لاي سلوك سلطويّ. وهنا تحوّلت ظاهرة هذا الرجل الى ظاهرة أطلق عليها بالبهلوليّة، حتى أصبح كل من يستخدم هذا الاسلوب يقولون عنه أنّه بهلول. والمقصود به استخدام اسلوب البهلول في ايصال الرسائل الى الاخرين بهذا الاسلوب. لذلك ترى العديد من الاعمال الفنية التي تظهر بين الحين والاخر، كي تعالج مشكلة من مشاكل المجتمع او السلطة الحاكمة تستخدم حينها البهلولية. لذلك لا يكاد يخلو عمل فني واحد من البهلولية أو من بعضها، من الكوميديا الى التراجيديا الى الواقعية او الى غير ذلك. وكأنّ البهلولية اصبحت سلاحًا مهمًا في نضال الطبقة المحرومة وخاصة في هذه الايام التي سنرى جزءا من هذه البهلولية في المسلسلات القادمة بعد تدهور واضح في الامن وفي العيشة والاقتصاد ليخاطب فيها الكاتب الحاكم كما خاطب البهلول هارون العباسي: هب أن قد ملكت الأرض طرًّا.... ودان لك العباد فكان ماذا. أليس غدًا مصيرك جوف قبرٍ.... ويحثو عليك التراب هذا ثمّ هذا## الفقر في الاعلام الثقافي لم يكن من السهل علينا ان نعيش فترة تفتقر فيها الثقافة الى الاعلام المبرمج ومن التواصل مع نخبة الثقافة من خلال المجلات والصحف الادبية. لقد فقدت الثقافة العربية الكثير من الوجوه البارعة والرائعة والاقلام المهمّة والمؤثّرة في الساحة الادبية والثقافية، ولم تعوّض بما هو مطلوب. ويعاني الكثير من البلدان العربية من سيطرة المتطفلين على الثقافة حيث بات الاعلام يخوض مع الخائضين الفاشلين ويكافئ أهل الفشل واهل الاقلام التافهة. كثير من الدخلاء على الثقافة لعبوا بصفحات المواضيع الثقافية ووضعوا دراسات تثير الكثير من الضحك والسخرية حيث اعتدوا على جهود الكثير من اهل الثقافة والكتابة وشربوا بعد السرقة كأس الثمالة والنشوة! ما لهؤلاء حملوا العناوين الاكاديمية ولا علاقة لهم باي علم او ثقافة ولا علاقة لهم بالاساليب والوسائل الصحيحة المعتمدة في البحوث وفي العلاقات العلمية ولا علاقة لهم بإنسانية العلم او بإنسانية الثقافة النافعة. وإلّا كيف تتصور وماذا تسمّي أستاذًا عمل ويعمل في الجامعة لا يعرف كيف يمكن ان يجري المقارنات ما بين مستويات الجامعات على مستوى العالم؟! يظهر على شاشة التلفزيون ويقول ان جامعته من افضل جامعات العالم! والجامعة خارج التصنيف العالمي للجامعات! يا إلهي ممّن يغترف من مستنقع ويصوّر لنفسه أنّه يشرب من زلال الماء! لم تعد المفاهيم الادبية والثقافية تغطي الكمية الاكبر من الثقافة العامة. لذلك ترى مثل هؤلاء تسلقوا ووصلوا الى مراتب وهم بلا ثقافة ولا اسلوب في التعليم ولا في التقييم ولا حتى في التعامل مع الآخر. وهؤلاء ضحايا الفقر الثقافي والاعلام والنشر الثقافي من مجلات وصحف، كانت تلعب دورًا مهمًا في تسديد رمية القلم الى هدفه! لقد قام البعض باستخدام المصطلحات الشعبية التي ابعدت التعبير الفصيح عن الساحة بشكل واضح. لذلك نلاحظ التشجيع المستمر لكل ماهو شعبي او محلي على حساب الفصحى الجميلة. وبالتالي سيكون هناك المتناول من الحوارات الادبية والشعر والكتابة باللغة او اللهجات الدارجة والتي يترتب عليها تفكيك عرى اللغة الام. وترى مهرجانات تعقد في الصروح الجامعية ولا حياة في شعر فصيح او مقالة بلغة عربية رصينة. بين الريف والمدينة لقد اخطأ السياسيون بجعل المدينة تسير وفق أسلوب ريفي. حيث غيّروا ويحاولون أن يغيّروا المدينة وجعلها ريفا بكل مواصفاته الجغرافية والاجتماعية وحتى في المنطق السياسي واللهجويّ بل واللغوي أيضًا. وهذا غير صحيح بل الصحيح هو ابقاء الريف ريفا منعشا بجغرافيته ومناخه الجميل من كل النواحي وتطوير الريف الى مستوى اعلى من العيش ليشعر ابن الريف بإنسانيته التي لا تختلف عن اي إنسانيّة اخرى في اي مكان. فللمدينة تقاليدها وللريف تقاليده. والا كيف تنزل الابل والخيول في العاصمة لتستعرض بوضع يبعث على العجب وسط تذمر اهل القانون والمرور واهل التجارة وغيرهم. لقد اعابوا على ابن الريف بنقل ما لايمكن ان ينتقل الى المدينة بهذا الاسلوب غير الصحيح. لا ابن المدينة افضل من ابن الريف ولا العكس. ولا تحسب المقارنة بهذا الشكل ابدًا فليس من الناحية التي ترجّح احدهما على الاخر، بل في كون الريف بتقاليده الجميلة ومضايفه وسط الريف تكون ما اجملها، وتكون الجلسات العشائرية هناك لها وقعها واسلوبها بينما تكون الاساليب الريفية في المدينة فوضى على فوضى بحيث يختلط الحابل بالنابل فلا المدينة مدينة ولا الريف ريف. انما هي العادات والتقاليد المختلفة وهذه نظرة بسيطة الى الوضع الحالي لكثير من اهل الريف في المدينة ضاعوا واضاعوا. د.مؤيد الحسيني العابد Moayad Alabed ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ https://www.buddhistchannel.tv/index.php?id=6,6867,0,0,1,0# ## منقول ببعض التصرّف من العنوان التالي لمحمد أمين نجف https://ar.al-shia.org/%D8%A8%D9%87%D9%84%D9%88%D9%84-%D8%A8%D9%86-%D8%B9%D9%85%D8%B1%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%B1%D9%81%D9%8A/ وكذلك من المصدر: https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%87%D9%84%D9%88%D9%84
#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)
Moayad_Alabed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تهتّك المفاهيم 4
-
تهتّك المفاهيم 3
-
تهتّك المفاهيم 2
-
تهتّك المفاهيم
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 22
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 21
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 20
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 19
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 18
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 17
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 16
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 15
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 14
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 13
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 12
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 11
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 10
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 9
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 8
-
سباق التسلّح النوويّ والكارثة الإنسانيّة 7
المزيد.....
-
الحوثيون يصدرون بيانا عن الغارات الإسرائيلية: -لن تمر دون عق
...
-
البيت الأبيض يتألق باحتفالات عيد الميلاد لعام 2024
-
مصرع 6 أشخاص من عائلة مصرية في حريق شب بمنزلهم في الجيزة
-
المغرب.. إتلاف أكثر من 4 أطنان من المخدرات بمدينة سطات (صور)
...
-
ماسك يقرع مجددا جرس الإنذار عن احتمال إفلاس الولايات المتحدة
...
-
السجن مع وقف التنفيذ لنشطاء مغاربة مناهضين للتطبيع مع إسرائي
...
-
OnePlus تودع عام 2024 بهاتف مميز
-
70 مفقودا بينهم 25 ماليا إثر غرق قارب مهاجرين قبالة سواحل ال
...
-
ضجة في إسرائيل بسبب صدور أمر بالتحقيق مع زوجة نتنياهو
-
-هذا لا يمكن أن يستمر-.. الجنود الأوكرانيون يأملون في التوص
...
المزيد.....
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
المزيد.....
|