أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع














المزيد.....


تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 14:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أمّا لماذا خوفنا مشروع، فلأن هناك من يدير أمور البلد " العراق " ويعلن في كل مناسبة وغير مناسبة أننا تجاوزنا الماضي وآثار النظام البائد وأعوانه. جميل هذا الكلام. لكنه بين فترة وأخرى يفاجىء عراقييه، والكورد، والذين ذاقوا مرارات الحكومات السابقة، وفي عهد الطاغية صدام حسين، أكثر من غيرهم، أن الماضي لازال مرحَّب به، وأنه لم يمت، إنما هناك من تهتم بهم الحكومة العراقية، كما في القرار الصادر عن هذه الحكومة وفي جهاتها المختصة بمنح تقاعد لـ ( فدائئ صدام )، نعم إنهم ( فدائيو صدام ) وليس ( فدائيي الشعب العراق )، والذين مارسوا شتى أنواع الظلم، والتنكيل، والقتل، والسلب والنهب واللصوصية والارهاب ضد الشعب العراقي، وفي الواجهة الكورد، بكافة أطيافهم، وما أن يأتي أحدهم على ذكرهم، حتى كان الخوف يبعث الاضطراب في نفوس المحيطين به، لأنهم يعرفون جيداً، أي همج ربّاهم طاغيتهم صدام حسين، وعلَّمهم كيف يبعثوا الرعب في النفوس .
قرار الحكومة هذا، يعني أننا سنعيش وفي نفوسنا خوف، وأن أبناءنا وبناتنا اليوم وغداً، لن يعيشوا في أمان، وأكثر من ذلك، أن ليس من ضمان يجعلنا نهدأ، ونحن نفكر في الحكومة العراقية هذه، والذين لهم دور كبير في إدارة شؤونها، وما صلتهم بالماضي، وبأناس مجرمين دمويين حتى العظم، من أمثال من يُسمّون بـ ( فدائيي صدام )، أكثر من ذلك، يعني هذا القرار، أن الذين وراءه لا يمكن فصلهم من حيث تحمّل المسؤولية عما جرى، وهم بذلك يمارسون تهديداً لمن يعتقون أنهم أبناء اليوم، وشباب الغد، وقد ضمنوا مستقبلهم وأمِنوا على نفوسهم.
كيف يمكن الشعور بالأمان، وفي مثل هذه الحالة؟ والغرابة حين نسمع في منابر إعلامية عراقية أن الحكومة الجديدة غير السابقة، وهي تقف في وجه الفساد والفاسدين. كأن هذا القرار لا علاقة له بالفساد أو بالقرارات التي تسيء إلى عموم الشعب العراقي وإلى المكونات الاجتماعية المختلفة، تبث التفرقة فيما بينهم، أو تنسف كل ما له من علاقة بخصوص التعايش السلمي .
وهذا يتطلب من كل من يتابع محتوى قرار كهذا وفيه حرص على المجتمع وسلامته، أن يستنكر مضمونه، ويفضح المخططين له ومن سينفذون له، والإهانة الكبرى الموجهة إلى العراقيين، كما قلت، وما يمكن أن يحدث من تأثير هنا وهناك. تُرى، كيف يكون شعور الطالب الذي اعتقلته هذه الزمرة المجرمة من ( فدائئي صدام ) وبجانبه طالب آخر، ووالده من هذه الزمرة؟أليس هذا عاراً كبيراً، وأن الذي لم يفكر في خلفيته، يكون قد استهتر بمشاعر أبناء أسر الضحايا ؟وربما الذين فعّلوا فينا نحن الإيزيدية من جرائم إبادة جماعية، في ألثالث من آب 2014، لهم صلة قرابة بهؤلاء، أو جعلوهم قدوة لهم، وهم كانوا محيطين بنا ، ونعرفهم عن قرب !
مؤكد أن هناك من أشار إلى ذلك، وعلَّق على ذلك، في وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب مقالات في هذا الموضوع، وهذا واجب على كل من يشعر أن إنسانيته مجروحة بسبب ذلك، وأن لا بد من المطالبة بفسخ أو إبطال هذا القرار، وأي قرار ربما يصدر مثله، أو يوسّع صلاحياته.
طبعاً نحن، ككورد، لا ندعو إلى الانتقام من أبناء هؤلاء القتلة ومن أحفادهم، إنما لا بد على هؤلاء أن يكون لهم موقف نقدي، يستنكرون ما قام به آباؤهم أو أجدادهم من مظالم بحق عراقييهم، على الأقل ليدرك من يحيطون بهم أنهم غير الذين كانوا قتلة وهمجاً. وليس هناك بوادر من هذا النوع، ولن يكون، طالما نتفاجأ بصدور قرار مخيف كهذا.
إننا نحتاج إلى تغطيات دعائية مكثفة، وإلى تأهيل تربوي للذين لهم صلات بهذا الموضوع، بحيث يجري توجيه النقد لما جرى سابقاً، واعتباره جرائم لا تغتفَر، ليكون هناك استعداد – فعلاً- للدخول في نطاق عهد جديد .
حتى ذلك الوقت، سيكون خوفنا مشروعاً.
نعم، خوفنا مشروع.
لهذا، سنكون في حالة يقظة أكثر للسبب المذكور !
 
 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الاقليم…وحرية الافراد والمعتقدات
- المجرم حتى العظم: الفريق عمر وهبي باشا
- مهلاً يا أصحاب القوانين
- مرحبا آذار
- الطبيعة تعلّمنا
- تقدير واجب
- لمنكوبي زلزال قهرمان مرش
- الشعب والدولار-6-
- الشعب والدولار-4-
- الشعب والدولار-5-
- الشعب والدولار-2-
- الشعب والدولار-3-
- من ألإيزيدية الى الكوردية6
- من الإيزيدية إلى الكوردية5
- ما الإيزيدية الى الكوردية4
- من الإيزيدية إلى الكوردية3
- من ألإيزيدية الى الكوردية2
- من الإيزيدية الى الكوردية1
- عاطفة الحب
- الذكرى الخامسة للريفراندوم


المزيد.....




- الملكة رانيا تهنئ الأمير هاشم بعيد ميلاده العشرين
- انتشال 30 جثة حتى الآن لضحايا كارثة مطار ريغان في واشنطن
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف في كورسك
- فوائد -مكملات الحمل- في تقليل مضاعفات الولادة
- ماذا نعرف عن وحدة الظل في كتائب القسام المسؤولة عن تأمين الر ...
- -مخاوف من سيطرة دينية على الحكم في سوريا- - جيروزاليم بوست
- سانا: الرئيس أحمد الشرع سيلقي خطابا موجها للشعب السوري مساء ...
- شاهد: فرحة أسرة الأسيرة أغام بيرغر بعد أن أفرجت عنها حماس
- انهيار صخري في أعماق كاليفورنيا يكشف أسرار تكوّن القارات
- سر -طبيب الموت- ولغز -عاصمة التوائم-!


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شفان شيخ علو - تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع