|
بقاء (8) من اذار يعني ان الظلم ضد المراة والنضال ضد هذا الظلم لازالا باقيان!
فارس محمود
الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 00:16
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
(حوار قناة "عالم افضل" مع فارس محمود حول 8 من اذار يوم المرأة العالمي(
عالم افضل: بعد ١١٣ عام على نشأت يوم المرأة العالمي، لماذا بقى يوم 8 اذار كيوم للاحتفال، ما الذي تحقق عالميا بهذا الصدد؟ ما هي مبررات واسباب بقاءه لحد الان بعد مرور كل هذا الزمن الطويل؟!
فارس محمود: انه لأمر مؤسف حقاً ان يكون الوضع على هذا الحال. فبعد اكثر من قرن من النضالات العظيمة للمراة والتحررين في انحاء العالم المختلفة، بعد نضال الكلارازتكييات واللوكسمبورغيات والاف من القادة النسويات وتضحياتهن الجسيمة من اجل نيل المراة لحقوقها، وبعد الثورة الاشتراكية لعمال روسيا في اكتوبر 1917 والمكاسب التي حققتها هذه الثورة للمراة وامتدادها على صعيد عالمي، واجمالاً تاريخ من النضالات البطولية على جميع الاصعدة، على صعيد حق التصويت، الحقوق والضمانات في العمل، الحريات والحقوق الفردية والمدنية، ملكيتها لجسدها (جسد المراة ملك المراة وهي من لها حق القرار عليه) وحق الاجهاض، الثورة الجنسية والحريات الجنسية، و....الخ الا انها لازالت بعيدة عن المساواة التامة مع الرجل. ان بقاء 8 اذار لليوم يعني بقاء الظلم والاضطهاد على المراة. وطالما لم تنتزع هذه الحقوق، يبقى هذا اليوم يوم رفع المرأة والتحرريون لراية النضال من اجل اقرارها وتحقيقها. ان المسؤول المباشر عن بقاء هذا اليوم لحد الان هو ليس اخلاقيات المجتمع، ولا قيمه الذكورية، العشائرية، الدينية و... المتخلفة والمعادية للمراة. اذ مَنْ يقف وراء اشاعة هذه القيم؟! انه النظام الراسمالي القائم. و من له مصلحة في بقاء هذه القيم. ان ظلم المراة واضطهادها ودونيتها امر لا غني عنه لتعاظم تراكم ارباح هذا النظام وثرواته.... في عالمنا المعاصر، و بالضبط مثل انعدام حقوق الطبقة العاملة، يُنْسَبْ، على الاغلب، جذر ظلم المراة الى ثقافة المجتمع، الى النزعة الذكورية، الى الدين، التخلف، الاسلامية، الشرقية وانعدام التطور. ان هذه رؤية امرؤ اما لا يرى الية اعادة انتاج هذا الظلم او ان مصلحته تقتضي ان لا يرى ذلك.
ان مجمل البنية الفوقية الرجعية المناهضة للمراة والرجولية تتغذى من هذه الحاجة اليومية للانتاج الراسمالي وان حاجة الراسمالية هذه تبقي، من ناحيتها، تبرر، وتنظر وتعيد انتاج المكانة الدونية للمراة في المجتمع، وانها منشأ بقاء واعادة انتاج خرافة الدين وكل الايديولوجيات القرووسطية في العالم المعاصر. ولهذا للاسف 8 اذار باقٍ لحد الان بسبب وجود هذا النظام المقيت.
عالم افضل: وماذا يعني يوم المرأة لكم؟
فارس محمود: انه ليس يوم للاحتفال، انه ليس "عيد المعلم"، ولا "عيد الشجرة" ولا غيره. انه حتى ليس يوم تعرية مظالم المراة واضطهادها على جميع الاصعدة، في البيت، في المحلة، في الجامعة، في امكان العمل وغيره. كما انه ليس يوم كشف وفضح الخالقين والمسببين لهذه الاوضاع الماساوية. انه يوم النضال من اجل حشد القوى وتعبئتها من اجل انهاء كل هذه الوضعية المعادية للمرأة واجتثاث كل اشكال الظلم بحق المراة. انه يوم اعلان حرب شاملة على انعدام الحقوق وارساء المساواة التامة، يوم انهاء الفقر والجوع وانعدام الامان الاجتماعي بحق النساء، العاملات والعاطلات. لا يستطيع هذا العالم الراسمالي ان يزدهر، ان يزدهر يعني ان تتعاظم ارباحه، دون اضطهاد المراة، دون دونيتها في الاجر امام الرجل، دون الهجمة على حقوق المراة وضماناتها في الاجازات والامومة وحضانة الاطفال، دون الرقيق الابيض وتجارة الجنس التي تحقق منها عصابات الرأسمال ومافيات الرأسمال عائدات تقدر بعشرات المليارات سنويا. ان هذا ما يجري في قلب اوربا وامريكا والعالم المتقدم، فكيف الحال باوضاع النساء في بلدان مثل الشرق الاوسط وافغانستان وافريقيا وجنوب شرق اسيا وغيرها.... ولهذا فان مكانة 8 اذار بالنسبة لنا هي بوصفه يوم للتأكيد على الوقوف بوجه ظلم الراسمال، بوصفه جزء من ارساء عالم اخر، انساني، اشتراكي.
عالم افضل: لماذا يركز الشيوعيون والحزب الشيوعي العمالي كثيرا على حقوق المرأة؟ الحزب يناضل من اجل تحرير المجتمع بالكامل، الثورة الاشتراكية وبناء المجتمع الاشتراكي، اليس ذلك يشمل تحرير المرأة كجزء من المجتمع؟ لماذا هذا الفصل في الشعارات والفعاليات؟
فارس محمود: نتحدث دوما عن ان الظلم هو ظلم ويجب انهاءه! لاننظر للظلم على اساس عدد المتعرضين له والذين يعانون جراءه. ولكن رغم هذا اقول انه ظلم بحق نصف او اكثر من سكان البشرية، انه ظلم يتعلق بمليارات من البشر لا شيء الا بسبب جنسهن، بسبب اختلاف بيولوجي محدود وضئيل جدا. ان نضال المراة من اجل الضمانات والحقوق والحريات واللامساواة، واجمالاً عالم افضل، هو جزء من النضال الاشتراكي للطبقة العامل. ليس مفصول عنه. ان النضال ضد الجوع والفقر والبطالة هو جزء من هذا النضال، وان النضال ضد التمييز الجنسي والمكانة الدونية للمراة وغير المراة (من امثال السود، المهاجرين، و...) في المجتمع هو جزء من نضالنا الاشتراكي... ان احد مرتكزات هذا النضال هو ارساء عالم مرفه وانساني وحر.... ان الحركة الشيوعية للطبقة العاملة هي الحركة الوحيدة التي ليس لها اي مصلحة تذكر في ظلم المراة او بقائه او اعادة انتاجه، ليس هذا وحسب، بل على العكس من ذلك، ان ظلم المراة في مجتمعنا الراسمالي هو بالاساس من اجل اخضاع الطبقة العاملة والامعان في استغلالها. في المجتمع الراسمالي، لايمكن فصل اخضاع المراة عن اخضاع الطبقة العاملة. ولهذا نؤكد نحن الشيوعيون على ان قضية المراة هي قضية الطبقة العاملة، ليس هذا وحسب، بل ابعد من ذلك، جزء لايتجزأ من الاستغلال الراسمالي المعاصر. ان قضية المراة قضية كل من يلتسع قلبه، سواء أ كان فرد ام حركة، للحرية وللكرامة الانسانية. بيد ان التزام الطبقة العاملة ليس بامر اخلاقي او يتعلق بآمال هذه الطبقة واهدافها. انها قضية تحرر هذه الطبقة نفسها. ومن اجل تحررها، لا مناص للطبقة العاملة من ان تكون انسانية. وكي تكون انسانياً لامناص لك من ان تكون شيوعياً وعمالياً. من جهة اخرى، نحن في الوقت الذي نعد ان الاشتراكية تزيل كل اسباب الظلم والاضطهاد وارضيتهما، الا ان اننا نوع من الاشتراكيين الذين يعد الاصلاح والنضال من اجل الاصلاح وتحسين اوضاع الناس جزءاً اساسياً من مبادئنا. لانستطيع ان نقول للمراة: انتظري الاشتراكية فهي "حلّال" مشاكلك! لا يمكن للمراة ان تنتظر وتوقف نضالاتها تطلعا لذلك اليوم الموعود، غير المعلوم. وكسائر الحقوق الاخرى في المجتمع، ان حقوق المراة غير قابلة للتأجيل ولو للحظة. على البشرية ان تنتزعها الان. مثلما هو الحال مع الظلم القومي، حقوق الاطفال و...غيرها. ان هذا ليس تقليدنا. ان منطق التصور الذي تتحدث عنه هو التصور الذي يرى انه كلما ساءت احوال المجتمع، تتوفر ارضية اكبر للنضال الاشتراكي والثورة الاشتراكية. ان هذا التصور لا ربط له بماركس. انظر الى البيان الشيوعي ولفصل المطاليب الفورية المذكورة فيه، وسترى ان هذا التصور يعارض تصور ماركس وانجلس بهذا الصدد. بالعكس ان اي تقدم في انتزاع الحقوق ورفاه المجتمع يعبد الدرب امام النضال الاشتراكي، نضالنا، والتحرر النهائي للبشر. ان التصور الذي تذكره هو تصور حركات عير اجتماعية، ايديولوجية، منطلقها في السياسة، هذا اذا مارست سياسة بالمعنى الواقعي للكلمة، هي الايديولوجيا والمبادئ الايديولوجية التي ليس لها اي امتداد اجتماعي يتعلق بحياة وضرورة تحسينها. انها اشتراكية اناس مفصولين عن المجتمع، ليس لهم ربط بظلم المراة، لم يعانوه، وكذلك الحال مع تنظيم العمال، الحريات والحقوق وغيرها. الظلم والاضطهاد والاستغلال هي امور يروها على الورق، امر كتبي. نحن نوع اخر من الاشتراكية، اشتراكية ماركس، الشيوعية العمالية. ولهذا اي تحسن لظروف المراة في اي ميدان من ميادين الحياة هو امر يهمنا، ذو صلة مباشرة بنا وبنضالنا، وبنضال الشيوعيين عموماً. ولهذا للتدليل العملي على صلة هذا اليوم بالطبقة العاملة، يكفي ان نرجع للمبادرات الاولى لصياغة وتشكل واعلان 8 اذار كيوم عالمي للمراة. اذ انه مرتبط بامريكا واضراب النساء في عام 1908 من اجل تقليص ساعات العمل وتحسين الاجور واقرار حق التصويت للنساء. وبعد هذا بعام اقر الحزب الاشتراكي الامريكي يوم وطني للمراة. بعدها، قامت الاشتراكية الالمانية كلارازاتكين في مؤتمر دولي للمراة العاملة عام 1911 حضرته مئة امراة عاملة من 17 بلد بطرح الفكرة ذاتها، ولكنها اكدت على ان يكون اليوم يوماً عالمياً وليس وطنياً او قطرياً. وفي العام ذاته، تم الاحتفال اول مرة بيوم المراة العالمي وتحديدا في 4 بلدان: الدنمارك، النمسا، المانيا وسويسرا.... وفي روسيا تحدد هذا اليوم عام 1917 اثر تحقيق المراة في روسيا لحق التصويت. اذن النضال من اجل مساواة المراة التامة، وانهاء كل الوضاع الظلم لم امر غير مفصول بتاتا عن النضال من اجل الاشتراكية والنضال الاشتراكي للطبقة العاملة.
عالم افضل: ولكن، خارج هذه الاوضاع العامة للمراة على الصعيد العالمي، ماهي الخصوصية في وضع المرأة في العراق تحديدًا؟
فارس محمود: وهنا تسكب العبرات مثلما يقولوا. ان التمييز الجنسي بافظع اشكاله هو سمة اساسية للمجتمع القائم، الدونية والمكانة الدونية للمراة هو برايي تعبير مخفف ولطيف جدا لوصف وضع المراة، الجوع والفقر والعوز بابشع اشكاله، اذا كانت، حسنة الحظ ووجدت فرصة عمل، عاملة فلا يكفيها اجرها من ان تعيل عائلتها، فكيف الحال بان تكون عاطلة عن العمل؟!! الملايين تعاني البطالة بدون اي ضمانات. انهن "اسيرات المنزل"، يتحكم بهم الذكور في خروجهم من البيت، فلا خروج الا باذن وموافقة ومعرفة مكان الخروج وعدد ساعاته و...الخ انهن عبيد العمل المنزلي البليد، يرسفن بالتقاليد الذكورية والهيمنة الذكورية والتفوق الذكوري.... في ظل سلطة برجوازية دينية وطائفية ليست مسؤولة بشيء امام المجتمع، سلطة معادية للمراة حتى النخاع، فان دورها، اي السلطة، وصلتها بالمراة هي كيف تدفع بالمراة للحضيض وكيف تعمق عبوديتها اكثر واكثر. اذ شنت هجوم سافر وشرس على مكتسباتها التي حققتها طيلة مايقارب من ثلاثة ارباع القرن تقريبا، تتفن باحياء الرجعية ومعاداة المراة. تاتي بقانون الجعفري واغتصاب القاصرات، وتدفع بمشاريع القرارات الخاصة بانتزاع حضانة الطفل من الام وحرمانها منها، الوقوف بوجه اي تحركات او مشاريع قرارات او قوانين تقف بوجه العنف ضد المراة، او ما يسموه "العنف المنزلي"، والذي هو بالحقيقة عنف ضد المراة بالدرجة الاساس. انها تقاتل في الوقوف بوجه التمدن وخيارات الشباب وحقهم بالفرح والحياة المشتركة والصحبة، ناهيك عن استغلال فقر النساء وعوزهن ودفعهن لبغاء "المتعة" وغيرها، بالاضافة الى سلوك مئات الالاف منهن سبيل بيع الجسد وشيوع تجارة الرقيق الابيض، بيع النساء بين التجار جراء الفقر والعوز الذي تدفع ثمنه المراة بالدرجة الاولى. ان كلمات من مثل "كارثية" او "مصائبية" هي وصف مهذب لوضع المراة في العراق اليوم. ولكن كل هذه اللوحة تبقى ناقصة اذا لم نشر الى جانب اخر، جانب مشرق في كل هذه اللوحة القاتمة. ان نضال النساء التحرريات والتحرريين لم يتوقف. فالاصرار المتعاظم للفتيات على المشاركة الفعلية في الحياة، على التعلم والدراسة والعمل، على ان يكن عنصر فاعل في المجتمع. ولايمكن اغفال الدور البارز للمراة ومشاركتها في الانتفاضات وان تصاعد رفض وشجب الاوضاع المناهضة للمراة، للسلطة المليشياتية وتطاولها على حقوق النساء هو في تعاظم كبير. ان تصديهن الجسور لممارسات الاجرام المليشياتي ودفاعهن عن رفاقهن من الفتيات والشباب واسعاف الممرضات منهن للجرحى لهو مبعث مثل فعلاً. عالم افضل: وفي هذا السياق، ماذا على التحرريات والتحرريون ان يقوموا به من اجل اعلاء مكانة المراة ودورها و...؟
فارس محمود: فيما يتعلق بحقوق وحريات المراة ونضالاتها بهذا الصدد، هناك سخط عارم بوجه السلطة السياسية القائمة وذلك لاجندتها المناهضة للاغلبية الساحقة عموما وللمراة على وجه التحديد، سلطة تسعى باسنانها واظفارها من اجل اسلمة المجتمع وتطييفه (جعله طائفياً) لاهدافهم السياسية سيئة الصيت، وان هذه الاسلمة بالضد من مدنية المجتمع وعلمانية ومناهضة للمراة على وجه الخصوص. يجب المساهمة الجدية في انهاء عمر هذه السلطة. اذ لا يمكن الحديث عن حقوق المراة او مساواتها والخ وهذا السلطة البرجوازية الطائفية جاثمة على صدر المجتمع... يجب تصعيد النضال من اجل الحقوق والحريات، التشمير عن السواعد، دخول الميدان من اجل نيلها. على النساء والتحرريين ان يتوحدوا، يتنظموا بكل الاشكال الممكنة وجلب اكثر مايمكن من القوى النسوية والتحررية للميدان وفرض واقع اخر لصالح المراة وحرياتها وحقوقها. ينبغي ان نصعد من مقاومتنا في كل زاوية ومكان في البيت، في العمل، في الجامعة، في المحلة، نوحد وننظم انفسنا، نتدخل في كل صغيرة وكبيرة تخص المراة، لن نسمح لاجد بالتطاول على المراة، الدوس على حقوقها وحرياتها، لن نسمح بممارسة العنف على المراة في كل مكان نتواجد فيه. نجمع القوى، من نساء ورجال المحلة او الجامعة من اجل نصرة المراة، من اجل نكون بارادة موحدة وواعية خندق للدفاع عن كل امراة تتعرض للعنف والاضطهاد والتمييز ونرفع راية المكان الذي نحن فيه هو المكان الذي لا يتحمل وليس على استعداد للسكوت عن اي ظلم. يتجمع الاسلاميون للدوس على حريات الفتيات، علينا ان نتجمع لوضع حد لهم. لترى النساء والفتيات فينا نصيراً "عديم التحمل" لاي تطاول عليهن. هناك مسالة اخرى اود ان اعطي رايي فيها. نسمع كلام من مثل "تحرر المراة على يد المراة نفسها". ان جانب من هذا هو امر يمكن فهمه. اي ان تحرر السود يتم على يد السود. أليس للبيض مكان في الامر؟! اليس للرجال دور في تحرير المراة؟! للرجال التحرريين دورهم مهم الى ابعد الحدود. هذه ليست قضية جنس الانسان. انها قضية الانسان وانسانية الانسان.. اين شعور الرجل وهو يرى كل هذا الظلم يرتكب بحق المراة، كيف يستطيع ان يقف مكتوف الايدي لا لشيء الا ان هذا الظلم والوضعية لا تخص جنسه!! من يقبل بهذا؟! كيف تقبل بتمييز او امتياز لا لشيء الا لان جنسك يختلف؟! كيف تقبل ان تقبل بان تكون حصتها في الورث نصف حصتك حتى لو قالت هذا اديان وشرائع وحكومات او ان تقبل بان تلعب دور الخادم لك وللذكور لا لشيء الا لسبب بيولوجي؟! على العكس من هذا، ان الدور الذي بامكان الرجل ان يلعبه هو كبير جداً الى ابعد الحدود لان الامكانيات التي بيده اوسع بكثير، ولهذا بوسعه، احتراماً لانسانيته ان يمد يد العون، ان يخلق الفرص للمراة، ان يعلي من شأنها وكرامتها ويخلق مستلزمات ارتقائها في البيت ومكان العمل والدراسة و... في كل مكان. اسئلة المشاهدين: سؤال: ان اوضاع المرأة في النظام الراسمالي هي افضل من النظام الاشتراكي؟ فارس محمود: اذا الحديث عن نظامين على العموم، فلا اعتقد ان هذا الحكم صحيح. نظام الراسمالية هو نظام الحروب، حرب واحدة مثل الحرب العالمية الثانية وحدها كلفت البشرية 60 مليون قتيل، ناهيك عن شن الاف الحروب على امتداد عمر هذا النظام المشؤوم! انه نظام الاستبداد السياسي، الجريمة المنظمة، الجوع والفقر والبطالة، تجارة الرقيق الابيض، بيع الجنس، عمل الاطفال، نظام الهجمات المتواصلة على العمال عموماً والمراة العاملة خصوصاً، نظام عدم المساواة بالاجر و.... عشرات المصائب اليومية في حياة البشرية جمعاء. على العكس من ذلك، حتى ان اي تحسن في اوضاع المراة قد تحقق لا عبر "كرم" و"هبات" الراسمالية وديمقراطيتها، بل عبر النضال البطولي والمرير للنساء والتحررين وتصديهم لحراب وسجون حكومات هذا النظام. وفي مقدمة هذا اثر ضغط منجزات ثورة اكتوبر العمالية في روسيا على البرجوازية العالمية. في سياق نضالات العمال من النساء والرجال في ثورة اكتوبر في روسيا عام 1917، اقرت الحكومة المؤقتة بحق التصويت للمراة، 8 ساعات عمل في بلد متخلف لا يقارن بامريكا واوربا الغربية، المطاعم الجماعية، الغسالات الجماعية، الحضانات، واجمالاً، مكانة المراة في المجتمع، حرياتها وحقوقها وضماناتها من حيث الاجازات، الامومة والحضانة وغيرها. اجبرت البرجوازية بالعالم على التراجع والاقرار بهذه الحقوق. وان دولة الرفاه ومارافقها من تحسن في اوضاع المراة هي نموذج حي على ضغط ثورة اكتوبر وقلق البرجوازية من اندلاع مثل هذه الثورة العمالية في بلدان اخرى. اما اذا المقصود ان النظام الاشتراكي هي بلدان مثل روسيا او الصين او البانيا او كوبا او غيرها. ففي هذه البلدان لم تقام من الاساس الاشتراكية كنظام اقتصادي او سياسي او اجتماعي. انها راسمالية دولة. انها نوع اخر من الرأسمالية ذاتها تستند الى الخطة الخمسية والبرنامج او البرمجة الاقتصادية. الاختلاف في الشكل فقط وليس في الماهية والمحتوى. وحتى ان التحسن في حقوق المراة في هذه البلدان فهو جراء ضغط الافكار "الاشتراكية" والتشدق بـ"اشتراكية" غير عمالية ومزيفة. سؤال: تحدثت عن وعزيت في الحقيقة سبب بقاء ظلم المراة الى النظام الراسمالي، وليس الى الدين او النزعة الذكورية او العشائرية وغيرها.... هل ممكن ان توضح هذه النقطة؟.... فارس محمود: لاورد موضوعتين كي اوضح الامر. اولا، موضوعة ربة البيت. ما هي هذه الموضوعة؟! كي ياتي العامل غدا الى العمل وهو مرتاح وجاهز للعمل. عليه ان يكون غذائه جاهزاً، فراشه نظيفاً، منزله مرتبا، وامور منزله "مرتبة" نوعا ما وان يعتنى بقوة العمل المقبلة للراسمالي، الاطفال. اذا لم تكن هناك امراة لتقوم بهذا العمل، ربة البيت، على الرأسمالي ان يؤجر طباخ، مدبر او مدبرة منزل و...الخ لكي يعدوا العامل للغد، لعمل الغد. ان ربة البيت هو عمل غير مدفوع الاجر لانسان قام بعمل ما. ان ما تربحه الراسماليين من هذه الوضعية التي تدفع ثمنها المرات مئات المليارات سنوياً. الموضوعة الثانية هي موضوعة البطالة والعاطلين. الاخير هو جيش احتياطي للضغط على العمال لتخفيض اجورهم واضعاف احتجاجهم ومقاومتهم. ان المراة يستخدمها الراسمالي في شق صف الطبقة العاملة على اساس جنس الانسان. في ايام الرخاء والحاجة للقوى العاملة، يتصاعد الحديث عن ضرورة مشاركة المراة في الحياة الاجتماعية و"تحقيق ذاتها" وضرورة المشاركة الاجتماعية ومساويء العزلة الاجتماعية للعمل المنزلي وغيرها، وان التربية المنزلية مضرة بالطفل وتنميته وتنشئته بشكل علمي ومدروس وعن ضرورة رياض الاطفال لتأمين المشاركة الاجتماعية للطفل وغير ذلك. ولكن، في وضع ووقت الازمة، يتم تقوية الشق بين العمال والعاملات، وكثيرا ما تسمع "لديكم معيل يصرف عليكم، لماذا تاتون للعمل؟! لماذا تنافسونا على اعمال شحيحة؟! تتحول المراة الى كبش فداء، حاله حال العمال المهاجرين واللاجئين و... في ايام الازمة، يتحفنا المفكرون الراسماليون بنظريات كثيرة تعزي مثلاً مشاكل الشباب، العنف، شيوع المخدرات و... الى غياب التربية المنزلية لان الاب والام لا يرون الابناء الا في اخر المساء، يعزوه الى غياب المربي، وطالما الرجل يعمل، فانه يعود الى عمل المراة ووجودها خارج المنزل!! انها نظريات داعية الى ارجاع المراة للمنزل كطريقة لحل مشكلات البطالة بالدرجة الاولى وليس لتربية الاطفال مثلما يدعون، لان تربية الاطفال تجري بالاساس في المدرسة والشارع والحياة العامة. وهنا يأتي دور الدين والقيم الذكورية، وفي الحقيقة توظيف الراسمالية لها، باشاعة قيمها المعادية للمراة لتبرر حاجة الراسمال. في ايام الرخاء، يتحدثون عن الثروة البشرية، ثروة، ولكن بايام الازمة تقوم حلقات اكبر طغم الراسمال العالمية، حلقات دورها اكبر من دور رؤساء وبرلمانات دول، يتحدثون عن ان 7 مليارات هو عدد كبير لا تتسعه الارض، يكفي مليار!!.... واين تذهب 6 مليارات الباقية؟! انهم يتحدثون عن بشر وليس عن حصى! أثمة جواب غير مسؤول وبشع اكثر من هذا؟! لاورد امثلة اخرى توضح الامر. ان ما يجري في السعودية والامارات وحتى قطر اخيرا يلفت الانتباه جدياً. بعد مقاومة طويلة، اقرت السعودية حق المراة في السياقة. اتى المشايخ بتنظيرات منها ان السياقة تضرر حوض المراة وتؤثر على الانجاب!! والعديد من الترهات "العلمية"، بلعوا كلهم السنتهم الان، الان فتحت الطبقة البرجوازية الحاكمة هناك الابواب مشرعة امام الترفيه والسياحة وتقيم الحفلات لابرز مطربي ومطربات العالم، واتت بالفرق الموسيقية على انواعها ضمن برنامج سعودية 2030 وشكلت هيئة لذلك باسم الهيئة العامة للترفية و... رفعت الكثير من الحواجز امام لبس المراة وغيرها، فيما تسن الامارات قوانين حق السكن المشترك بين الجنسين بدون الحاجة الى تعريف بطبيعة الصلة بينهما مثلا. من المؤمل ان تجري في قطر بطولة العالم النسوية لكرة الطائرة الشاطئية هذا الشهر. في قطر هناك قرار او قانون يمنع لبس البكيني على الشاطيء. طلبت من الفرق المشاركة ان تختار ملابس اخرى غير البكيني. امام رفض الفرق النسوية التام والتهديد بعدم المشاركة، وضعت قطر هذا القرار او القانون جانباً والغت قانون ممنوعية البكيني وهناك العديد من الامثلة بهذا الخصوص. السؤال: لماذا؟! كل هذه حتى يرفعون العوائق امام اجتذاب الاستثمارات والسياحة وغيرها.... فسحوا المجال واسعاً في السبعينات للتيارات الاسلامية المتشددة بهدف الوقوف بوجه الشيوعية واليسارية القومية والقومية اليسارية وسنّوا القوانين المعادية للمراة والمدنية والعلمانية تلو الاخرى، بهدف صيانة سلطتهم، وها هم يغيروا المسار اليوم 180 درجة تعقبا لمصالحهم الخاصة الضيقة. فمنطق وحاجات الراسمال هي التي تسير هذه الامور، وبالطبع ضغط ونضالات البشر الذي يمكن تناوله في فرصه اخرى.... من جهة اخرى، يقود التناول المختلف الى استنتاجات مختلفة. فالذي يعزي وضع المراة للدين والذكورية، فان سبيل حله بداهة هو انهاء الدين والعشائرية والنزعة الذكورية من حياة المجتمع، اي "انتي دين"، "انتي عشائرية"، "انتي ذكورية". اي ان الحل والبديل: علمانية، مدنية، اللاذكورية. ولكن حتى في حالة تحقيق هذا، يمكن ومن المؤكد ان يخف الظلم على المراة، ولكن لايزول. لان حتى في اوربا وامريكا التي حققت المراة حقوقاً واسعة نسبيا، لازال الاجر غير متساوي بين الرجل والمراة للعمل نفسه، اي ان اجر المراة اقل من الرجل للعمل ذاته. في السويد مثلاً، لازال اجر المراة اقل 10% مقارنة باجر الرجل للعمل ذاته. اما التناول الاخر، فهو يرى ان القضية قضية النظام الراسمالي نفسه الذي هو اساس مصائب المراة وظلمها، ولهذا فهي قضية الطبقة العاملة ونضال هذه الطبقة، وتحررها مرتبط بهذا. الاكتفاء بنقد الدين والقيم الذكورية والمتخلفة هو نقد لعوارض الاشياء. فالسؤال الاصلي اي حاجات واقعية فعلية تبقي الدين والقيم الذكورية. ان مجمل البنية الفوقية الرجعية المناهضة للمراة والرجولية تتغذى من هذه الحاجة اليومية للانتاج الراسمالي، وانها منشأ بقاء واعادة انتاج خرافة الدين وكل الايديولوجيات القرووسطية في العالم المعاصر.
سؤال: يثار موضوع البايولوجيا في هذا التمييز، هل لهذا الجانب دور في هذا التمايز بين المراة والرجل؟ فارس محمود: العضلي؟! ليس هناك اي ربط بالمجتمع المعاصر. هذا ليس مجتمع ماقبل 1400 سنة. التكنولوجيا والتقدم التكنولوجي جعلتا اشق الاعمال بسيطة، وبامكان القيام بها من قبل كلا الجنسين.... اذا مسالة جسد المراة، فهذا البحث ليس بصالح الذكوري. لانه هناك اختلافين رئيسيين احدهما يتعلق بالجنس واعادة انتاج البشر، ومنه يرى الانسان النور لاول مرة في الحياة، والاخر لرضاعته. وهذا البحث ليس بصالحه، لانها تتعلق بوجود الانسان نفسه. من جهة اخرى، حسب كل الابحاث العلمية، ليس هناك ما يدلل على نقص "عضوي" في المراة بحيث تكون مكانتها اقل من الرجل. ان مكانتها الراهنة مديونة للاوضاع الاجتماعية التي تمر بها المراة. على العكس من هذا، وعلى حد علمي ومعلوماتي المتواضعة، ان هذا البحث قد يكون بضرر "الذكوري" من حيث ان للمراة صفات ليست موجودة لدى الرجل من مثل "القدرة على التحمل"، "الصبر"، "تحمل الالام"، أو قدرتها على تعلم لغة هي اكبر وبشكل اسرع من الرجل وغيرها. ولكن تفاهة هذه النزعات واضح وبيّن ويدلل على ان البرجوازية ومفكرييها في اكثر حالاتهم افلاسا.
سؤال: ماهو رايكم بدور ومساهمة المراة في الانتفاضة؟ فارس محمود: لقد ارتفع اعتبار المراة ومكانتها في المجتمع بشكل كبير جدا. كما غيّر نظرة قطاعات واسعة من المجتمع لمكانة المراة ودورها، وفرضت وجود واقعي في المجتمع. اكدت للاخرين انها ليست كيان هامشي محجور في احد زوايا المنزل. بهذا التدخل والحضور، تاكدت مرة اخرى حقيقة ان الجذور المدنية لهذا المجتمع هي قوية. ومهما سعت التيارات الطائفية وسلطتها وابواقها ومنابرها الى اسلمة المجتمع والدفع بالمراة لجحور العمل المنزلي، بينت النساء ان المجتمع ليس مثلما يصوروه. بثت مشاركة المراة الرعب في افئدة السلطة الحاكمة ومليشياتها. رات هذه السلطة الطائفية انها عملت لما يقارب العقدين من اجل فرض الرجعية واستحكامها، بجرة قلم، قلبت المراة هذه الاجواء راسا على عقب على رؤوسهم! وبالاخير، بين عن الطاقات النضالية الهائلة التي تتمتع بها المراة. اضفت هذه المشاركة بعد انساني على المجتمع. القاعدة تقول كلما تنفتح الاجواء ما بين الجنسين، كلما يزداد احترام المراة. ان سياسة الفصل بين الجنسين تعمق الشق والصراع والتصورات الخاطئة تجاه المراة. المكان الذي تتواجد فيه النساء مع الرجال، يزداد احترام المراة، يزداد التهذيب، يزداد الحس الانساني المشترك، يزداد جمال المكان، تزداد مشاعر الحب تجاه المراة، يزداد احترام المراة ومكانتها. ان الفصل الجنسي يعمق النزعات الذكورية والمهينة للمراة. لاورد مثلا، في الجيش النرويجي، ينام الجنود من الذكور والاناث وهم في عمر الزهور في ثكنات مشتركة. حين يُسالوا: الا يزيد هذا من حالات التحرش والقسر الجنسي وغيرها؟! اكد الجميع على ان هذا النوم في ثكنات مشتركة عمّق من الحس والاحترام للفتيات والنساء. العالم اصبح قرية صغيرة فعلاً، والمراة في العراق لا ترى نفسها اقل من شقيقاتها في بلدان العالم المتقدمة. هي ايضا متطلعة، وتنشد عالم اخر يستند للمساواة والحرية والرفاه.
#فارس_محمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حول العشائرية.... وحمامات الدم في مدن العراق!
-
مكاسب انتفاضة جماهير ايران!
-
حول سمات هبّة جماهير ايران
-
شكرا لكم -لطفكم-، ولكن لتكف اياديكم عن النساء!
-
كيف أطاح نضال المرأة في إيران، بـ-صروح- نظرية بالية؟!
-
ما الهدف السياسي وراء ضجيج -عاشوراء والاربعينية- هذا العام؟!
-
ان ما يبعث السرور هو وجود هذه الراديكالية العمالية والنسوية
...
-
إنه نموذج لانعدام المسؤولية السياسية والأخلاقية!
-
صور أفلتت كل هذه العفونة!
-
حدود وأهداف حركة التيار الصدري الاخيرة!
-
بصدد أهداف -الصلاة الموحدة-
-
-قانون تجريم التطبيع-: -عرب وين ... طنبورة وين-!
-
تكتيك مفضوح!
-
الصراع في أوكرانيا ومهمة الشيوعيين!
-
دور أمريكا في خلق هذه الحرب، ليس أقل من الدور الروسي!
-
إنها ليست قباحة وزير، وانما قباحة طبقة!
-
السعودية و-حجة قرداحي-!
-
من فشل لفشل...!
-
بصدد ما بعد إعلان نتائج الانتخابات وقرع الولائيين طبول الحرب
...
-
أن تكونوا خلف القضبان، هذا ما تتطلع إليه جماهير العراق!
المزيد.....
-
ضحيتها -الطالبة لالة-.. واقعة اغتصاب تهز الرأي العام في موري
...
-
الاغتصاب: أداة حرب في السودان!
-
غوتيريش: غزة بات لديها الآن أكبر عدد في العالم من الاطفال ال
...
-
-المانوسفير- يصعّدون هجماتهم ضد النساء بعد الانتخابات الأمير
...
-
حجاب إلزامي وقمع.. النساء في إيران مقيدات منذ أكثر من 45 عام
...
-
أيهم السلايمة.. أصغر أسير فلسطيني
-
سابقة في تاريخ كرة القدم النسائية السعودية
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
سجل وأحصل على 800 دينار .. خطوات التقديم في منحة المرأة الما
...
-
بزشكيان: قبل فرض قوانين الحجاب الجديدة يجب إجراء محادثات
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|