سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما قام خامنئي بترشيح ابراهيم رئيسي سفاح مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، وفرضه من خلال إنتخابات مشبوهة کرئيس للنظام، فإنه بذلك کان يتحدى الشعب الايراني ويهدده بتصعيد في الممارسات القمعية وزيادة الاعدامات من خلال تنصيب رجل يحمل صفة سفاح وذلك کتلويح مباشر للشعب بالانصياع للنظام وعدم الوقوف ضده، ولکن ماجرى کان خلاف ماقد إنتظره وتوقعه النظام، بدليل إن التحرکات الاحتجاجية والانتفاضات الشعبية ضد النظام قد تزايدت حتى وصلت الى حد إندلاع أکبر إنتفاضة شعبية منذ قيام هذا النظام.
الشعب الايراني ولاسيما بعد تنصيب السفاح رئيسي ومضاعفة الممارسات القمعية والاعدامات، قد قام برد الصاع صاعين للنظام وأثبت فعليا بأن الممارسات القمعية وزيادة تنفيذ أحکام الاعدامات لن تثنيه عن مواصلة نضاله من أجل الحرية والتغيير، وإن إنتفاضة سبتمبر التي صارت بمثابة کابوس کبير للنظام وخصوصا بعد أن أظهرت للعالم کيف إن معظم أبناء الشعب الايراني يقفون ضد هذا النظام ويريدون إسقاطه لکونه نظاما دکتاتوريا لايختلف عن النظام الملکي السابق بشئ بل وحتى هو أسوء.
المجئ بالسفاح رئيسي کان بعد إنتفاضتين شعبيتين شارکت فيهما وبصورة رئيسية منظمة مجاهدي خلق، ومن الواضح إن واحد من أهم الاهداف التي کان على رئيسي القيام بها هو الحد من دور وتأثير وشعبية مجاهدي خلق في داخل إيران، لکن وعلى الرغم من کل الذي قام بها منذ أغسطس عام 2021، وحتى يومنا هذا من جهود ومساع حثيثة من أجل وضع فاصلة بين الشعب وبين مجاهدي خلق والتي وصلت الى حد إستجداء الشعب بأن يبتعد عن المنظمة، فقد جاءت إنتفاضة سبتمبر 2022، المستمرة لحد الان لتٶکد بإستحالة تمکن النظام من تحقيق هکذا هدف خصوصا وإن الدور الحيوي وبالغ التأثير الذي قامت وتقوم به وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق في هذه الانتفاضة، والذي لفت أنظار العالم إليه، قد أصاب النظام بحالة من الهستيريا وکعادته دائما لم يکن أمامه غير اللجوء الى أسلوبه المعهود للتعامل مع الشعب الايراني من خلال مضاعفة الممارسات القمعية والاعدامات.
المعلومات الجديدة التي ذکرها بيان أمانة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الصادر في السادس من الشهر الجاري والذي أکد فيه بأن النظام الايراني قد قام بتنفيذ 105 إعدامات في الشهرين الأولين من عام 2023، ودعا فيه أيضا المجتمع الدولي للعمل من أجل إنقاذ حياة 6 سجناء سياسيين من المواطنين العرب المحكومين بالإعدام، قد أکد وبصورة واقعية کيف إن هذا النظام وفي ظل الرفض الشعبي له والعزم على إسقاطه، صار يراهن أکثر فأکثر على القمع والاعدامات متوهما بأن ذلك من شأنه أن يغير من مسار الاوضاع والامور وينقذه من السقوط، ولکن هيهات هيهات، فقد سبق السيف العذل!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟