|
نعم .. إسرائيل هي العدو
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 7545 - 2023 / 3 / 9 - 07:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أستطيع أن ارى إسرائيل .. إلا في إطار أنها (العدو )..رغم أن هذه النظرة لا تتفق مع ما تفعلة الحكومة ..من تقارب .. و ود .. و تعاون .. علي المستوى الرسمي و إسرائيل في الغالب .. لا ترانا إلا في إطار ( العدو) المقهور المستسلم بسبب قوتها .. و ضعفنا ..و أن علي دول المنطقة سوريا و العراق و مصر أن تبق بدون مخالب و أنياب .. في حالة إحتياج و فوضي و هي ( أى إسرائيل ) ترى أنه إذا إنقلب الحال و تبادلنا المواقع .. فلن نتردد عن تصفيتها من الوجود ..لذلك هي تعمل علي إضعافنا بصورة مستمرة و دائمة . أمريكا التي تدير المكان ( من المحيط للخليج ) لصالحها .. تتصور أن من الطبيعي .. أن تتغير المواقف بعدما إنهزمنا .. و أن عداوة الطرفين عليها ألا تستمر للأبد .. و أن ضغوطها و خططها ..كفيلة مع الزمن بإنها موقف التعصب ( النفسي ) الذى نتخذه ضد أمة مستأنسة .. تدافع عن وجودها كجزيرة عصرية في وسط بحر من الهمج المتخلفين ..اللي هم إحنا لذلك تدفع أغنياء الخليج .. لإعلان أنهم ليسوا همجا .. بأن يتسابقوا بمد أيديهم بالسلام .. ويثبتوا بكل الطرق أنهم مستعدون للتصالح و التزاور ..و تبادل المنفعة .. و قبول إسرائيل بينهم علي أساس كونها جزء قوى فعال لا يتجزأ من تكوين المكان في راى .. أن أغنياء هذه المنطقة لا يقلون إضرارا بشعوبهم عن فتواتها الذين هددوا عبر العصور بتدمير إسرائيل .. و أنهم ( جميعا ) حمقي و أغبياء .. يتحركون في إتجاه الفخ المنصوب لهم من العدو لإستنزافهم بثبات .. و الأيام سوف تثبت ..أن التحالف الإسرائيلي الأمريكي ..هو أكثر التحالفات علي مر التاريخ شراسة .. و فجورا .. وأن المنادين بالسلام غير المتكافيء مع ( العدو) إما سذجا أو عملاء . لن أتحدث عما حدث بسوريا و العراق .. و تفتيتهما .. و إضعافهما ليخرجا من ميزان القوى .. و لكن سيدور حديثي حول تكسيح القيادة المصرية و جعلها غير قادرة علي إتخاذ قرار حرب في المستقبل ضد إسرائيل و غيرها حتي لو تهديدا بالكلام فقط .. خطة متقنة جرى التنسيق فيها بين الدولتين .. بعد كامب دافيد .. و جارى تنفيذها منذ نهاية السبعينيات . فرغم أن مصر ليست دولة استعمارية أو عدوانية ، وكل ما تريده هو أن تستنشق نسمة الحرية وتعيش فى سلام لا استسلام ، وتستقل بارادتها ولا تملى عليها أمريكا أو اسرائيل أو وهابيو السعودية و الخليج ما تفعل.. إلا أن قيادتها علي الدوام غير موفقة .. وغير قادرة علي مجاراة تفوق العدو ..وفي نفس الوقت لا تثق في الناس .. فتستدير تبذل كل الجهد لترويضهم .. و إستئناسهم .. و تعلية عناصر خوفهم عندما وقــّع الاسرائيليون معاهدة كامب دافيد وخرجوا من سيناء .. لم يفعلوا هذا لان السادات مكر بهم .. لقد جرى بعد الحصول علي ضمانات ( من مصر و العالم ) تكفل لهم عدم عودة الصراع . الضمانات كانت عسكرية واقتصادية وتعاقدية سياسية واجتماعية حيكت بمهارة المحترفين وقبلتها القيادة المصرية العاجزة عن الفعل أو التخيل الايجابي لتطور الاحداث مع تقدم الزمن . فسيناء منزوعة السلاح لا يحق لاى قوات نظامية دخولها وبالتالي فان الجيوش الاسرائيلية يمكنها الوصول بكثافة الي قناة السويس في مدى 24 ساعة بينما القوات المصرية تحتاج لعبور مانع مائي وهذا يستلزم زمن اطول من 24 ساعة .. اعداد الجسور ونقلها وتركيبها وحشد القوات ونقلها للضفة تحت ضغط العدو قد يستغرق اسابيع .. و حتي عندما سمحت إسرائيل بزيادة عدد القوات المصرية بها لمقاومة الأرهاب تم ذلك من خلال ضمانات و مراقبة لصيقة حتي لا تتحول الدبابات عليها . بمعنى أن القوات الاسرائيلية تستطيع على طرق برية ممهدة الحركة السريعة دون مقاومة، فى حين أن القوات المصرية ستقف عاجزة يمنعها مانع مائى لازال يعمل وتتحرك داخله مراكب العالم.. اما الأنفاق و الكبارى فمرصود مخارجها بحيث ستضرب مع أول موجة هجوم و تعطل . ومع ذلك فلقد حرص المخطط الأمريكى الاسرائيلى على تجميع جزء مؤثر وهام من الاقتصاد المصرى حول منطقة العمليات التقليدية لضمان تعجيز أى قيادة مصرية عن التضحية بالريع القادم من قناة السويس والبترول والغاز والسياحة على خليج السويس. بالإضافة لمشاريع تعمير سيناء و ضفتي القناة المؤجلة عدة مرات ..رغم إلحاح أمريكي إسرائيلي علي تنفيذها . الاقتصاد المصرى فيما بعد كامب ديفيد تركز فى المشاريع الريعية ( عكس الانتاجية ) .. مع إهمال الزراعة و الصناعة وتحول الوادى الى مكان مكتظ بسكان يعتدون بشكل مستمر وعشوائى على الأرض الزراعية ليعتمد المصريون فى طعامهم وكل مناحى حياتهم على منتجات مستوردة من الخارج.. المصريون الذين لا يعملون الا فيما سمح به المخطط الأمريكى الاسرائيلى من أعمال غير إنتاجية ( إدارة قناة السويس ، تصدير العمالة للخليج ، السياحة و إستخراج البترول و الغاز ) ..أصبحوا بذلك عاجزين عن إتخاذ قرارا بالحرب .. فهم يستوردون كل شىء الأكل و الملبس و السيارة و التليفون .. و الغواصة .. و حاملة الطائرات .. و المفاعل النووي لتوليد الكهرباء . الجيش المصرى تمده أمريكا عبر أربعين سنة بمعدات ( غير معروفة للعامة بقدر ما هي مرصودة بواسطة إسرائيل ) ..عن طريق المعونات التى تصل الى مليار ونصف مليار دولار سنويا ، تهدف إلي أن يكون غير قادرعلى خوض حرب قصيرة أو طويلة مع إسرائيل . فبغض النظر عن أن الطرف الآخر يمتلك قنابل نووية يمكنها إفناء مصر من سجل الحياة بكل تاريخها الممتد لسبعة آلاف عام ، فإن الأسلحة التقليدية الاسرائيلية تتفوق من حيث النوع والكم والاستيعاب عن الاسلحة المصرية ، رغم ان كلاهما أمريكى .. و هكذا نظام الحكم المصرى منذ معاهدة كامب ديفيد ، أصبحت استراتيجيته هى الاستعداد لمقاومة الداخل وإرهابه والسيطرة عليه وهزيمته ، و كتم صوته ..بعد أن استسلم للخارج . وبذلك نجد أن الأسلحة التى تم استيرادها هى الدروع البلاستيكية والقنابل المسيلة للدموع والهروات الكهربائية والمدرعات البوليسية ورشاشات الماء الملون . ان مضاعفة الديون التى تثقل كاهل الشعب ، والظلم والمعاناة والقهر وسيطرة الفساد والمفسدين ، عوامل عانى ويعانى منها المصرى ، وهو ما يشعر إسرائيل وحكامها بالأمان ، فهذا الشعب المقهور يستحيل أن ينشئ مجتمعا قويا متكاملا فى المنطقة يواجهها ، لهذا حرص الأمريكان والاسرائيليون على دعم النظام الحالى و السابق ويهددون اى محاولة للخلاص . إنه الخطر الأعظم الذى يتوقاه مستر نتنياهو ، أن يقوم فى مصر نظام ديموقراطي ليبرالي يدفع بالمصريين تجاه الانتاج والرخاء والتقدم العلمى والتكنولوجى ، إن قيام مجتمع قوى على حدودهم الجنوبية ، بمثابة كابوس لا يريدون رؤيته ..و هم لذلك يعوقونه بكل الطرق بما في ذلك دعم سد النهضة الإثيوبي و الإقتراب من السودان الجنوبي و الشمالي .. للتحكم في كمية المياة التي ستصل بحيرة السد العالي كل موسم . إن قيام دولة قوية عصرية تقود المنطقة بدلا من الكيانات الهزلية الضعيفة ، إحتمال لابد من مقاومته وإجهاضه بواسطة الدولة الاسرائيلية ، هكذا أقرأ خطط اسرائيل وقادتها ، وأفهم دعمهم لمن يقود مصر لصالحهم. إسرائيل يا سادة ..(العدو) الذى يفرض علينا سياستنا .. و إنتاجنا .. و نظم حكمنا .. وأساليب تنمية مواردنا .. و يسعي للسيطرة علي ثرواتنا .. من خلال ..أبناء الخليج الذين يشترون و يبعون فينا .. و علي مياهنا بواسطة الإثيوبيين و السودانيين .. و لكنكم لا تعلمون .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
إنتبهوا الإنقراض السادس قادم
-
أحزان (مارس ) سبعين سنة عساكر
-
عندما نغترب في بلدنا
-
تقدم و إرتداد الحركة النسوية عبر قرن
-
علم إستئناس الشعوب
-
تأملات في المسألة المصرية
-
متي نفتح جرح الهزيمة وننظفه
-
الحكام يأكلون الحصرم و الناس تضرس
-
متين دولار بس يابخيل !!
-
عندما فقدنا الإحساس بالجمال
-
وسرقوا تعبنا .. وجهدنا
-
الأسباب و الحلول في أزمة أم الدنيا
-
كانوا ألهه أم ريبوتات
-
عندما يصبح الدولار بثلاثين جنيها
-
ينايريات مصرية
-
سعادة اللواء إختشي ..عيب
-
الشدة السيساوية
-
فإستحققت لعنة المواطنة
-
في إنتظار صندوق الدين
-
أخطاء الناصرية بوجوه جديدة .
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|