أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزالدين غازي - النمذجة والسؤال الايبيستيمولوجي ، جان بتيطو كوكوردا















المزيد.....


النمذجة والسؤال الايبيستيمولوجي ، جان بتيطو كوكوردا


عزالدين غازي

الحوار المتمدن-العدد: 7544 - 2023 / 3 / 8 - 16:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن النماذج ضرورية كما قال فاليري " لا أعرف إلا ما أنا قادر على فعله" ولكي أفهم يجب أن أكون قادرا ليس فقط على الملاحظة وتصور الواقع بل أيضا قادرا على إعادة بناء بعض من مظاهر هذا الواقع ، وعلى العموم، يعتبر النموذج ، أي نموذج، موضوعا نظريا وصوريا مُبَنْيَناً بحيث يكون النموذج ن مُشابه لصنف من ظواهر معطاة س ( الحقيقة الإمبريقية ) ، ويمكن بهذه المشابهة السماح بتقييس س و على الإجابة عن سؤال س معين والذي نفترضه سؤالا إزاء س (ظاهرة). وكعنصر أساسي في حد ذاته ، إن هذه الصياغة ستسمح مسبقا من مَوْضَعَة بعض المشكلات التقليدية المرتبطة بنظرية المعرفة العلمية.
إعادة بناء الظواهر : إذا كانت المعرفة العلمية هي عملية إعادة بناء جزئي ومراجعة تاريخية للواقع ، فإنه يعني فقط الظواهر الملاحظة، والقادرة على ملاحظة معطيات الظاهرة ، بحيث لا يمكن لهذه الملاحظة أن تنجز على واقع مستقل يقع خارج هذه الظواهر ، وفي الواقع ، يمكن لقدرة هذا النموذج وبحذر إعادة بناء جزء صغير لهذا الواقع. وتعود هذه الاطروحة الكلاسيكية إلى إمانويل كانط التي هيمنت على كل النظريات الفيزيائية الأساسية المعاصرة ، كما ذهب في ذلك مختصون في ميكانيكا الكم والتي تطلبت "موضوعية " ضعيفة لبناء نموذج ن ومقارنته بمعطيات ظواهرية س ، إذ يجب مقدما اختيار طريقة تمثيل المعطيات ، وفي الواقع وبحسب هذه الطريقة المختارة فإن طبيعة المعطيات ستكون مختلفة عن المعطيات المضمرة ، ولهذا فإن الاختيار بين طرق التمثيل المختلفة يؤدي إلى غياب الحيادية ، فيتم تنسيق المعطيات دائما لمعالجتها وتأويلها المسبق.
إن موضوع النموذج ن غير واقعي طبعا، لكنه "مُحاكى " إنه بالأحرى، واقع افتراضي يمكن مقارنته بالمعطيات الظاهرة والبينة ، ولعلها بنية رياضية و/أو معلوماتية مُصاغة في إطار صوري حيث يجب على الاختيار أن يكون مبررا سلفا. وسنواجه ها هنا وبشكل قبلي مشاكل متعلقة بالتبرير القبلي للنماذج ، وفي الحقيقة، فإن انتقاء مجال رياضي ينتمي إلى عالم عقلاني شامل ومُتَّسِق لا يمكن أن يكون مبررا بشكل تام وكامل وبأسلوب استقرائي صرف . إن الإطار العقلاني المختار يجب أن يأخذ بعين الاعتبار غائية النماذج، وإن طبيعة السؤال س الذي يلعب دور الحدس في يناء النموذج ن يجب أن يكون قادرا أيضا أن يترجم في سؤال واحد ألا وهو السؤال ن إزاء النموذج ن ، وأن يكون بالتالي قادرا على ترجمة الجواب (عن النموذج) ن المتاح من قبل النموذج ن إزاء السؤال ن ، ويجب أن يكون في المقابل قاد را على ترجمة جواب واحد س بخصوص السؤال س. إن الجواب س هو الذي يصح اختباره ، ونحن هنا سنواجه مثالا للتبرير (جدل حول المقاربات الاحتمالية والتزييفية falsification ...).
مستويات النمذجة: هناك إكراه أساسي آخر ويتعلق بتقسيم النماذج إلى نماذج واقعية وبمقاييس متنوعة وفي حالات كثيرة ، وفي الواقع ، فإن نمذجة ظواهر "كُبْرية" هو تعبير عن سلوك جمعي لمجموعة من الظواهر المؤلفة للأشكال " الصُّغْرية" التي تتفاعل فيما بينها ، على سبيل المثال حالة الميكانيكا الحرارية( وهي ظواهر حرجة) وحالة الشبكة العصبونية وكذلك حالة علم الاقتصاد الاجتماعي. ولكي تكون هذه النماذج المتعددة المستويات مبررة يجب أن تفسر في علاقة سببية بين البنيات " الكُبْريِة " ووفق شروط البنيات "الصُّغْرية" مثلا يجب تفسير الديماميكا الحرارية من زاوية الفيزياء الثابتة انطلاقا من العلاقات السببية المادية والعلاقات التصاعدية ، بمعنى أن المستويات الدنيا هي التي تحدد المستويات العليا ، ولكن قد يطرح هذا تناقضا ويجب أن تكون أيضا المستويات العليا ( مثلا مراحل الديناميكا الحرارية) حاملة للملامح التي تسمح بالاستقلال البنيوي مقارنة مع الأسباب المادية المضمرة. يصعب- هنا- تحديد قانون الاستقلالية بطريقة ايبستيمولوجية ، لأننا إزاء مستويات " منبثقة" أو " فوقية" . هنا يجب تجنب فخين إيبستيمولوجيين متعارضين : الأول يتعلق بالاختزالية الاقصائية كما يسميها أصحاب نظرية التسمية ( أطروحة معارضة للثنائية ) حيث يوجد بحسبها نوع واحد للشيء ، وهي المادية التي تختزل السمات المنبثقة من ظاهرة ثانوية ما ، أما الفخ الايبستيمولوجي الثاني الذي يرتكز على مساهمة القوى السببية غير المادية خاصة سمات المستويات المنبثقة مثل حالة الحيوية في البيولوجية التي سادت في القرن الماضي ( القرن 19) وفي الوقت الحالي ( القرن 20) وحالة الثنائيات الديكارتية الجديدة التي ارتكزت على نوع المادة /الذهن. لعل المشكلة وبنفس القدر ( يتكرر) في العديد من الأنظمة البيولوجية المعرفية والاجتماعية الأخرى حيث وجود الأثر الرجعي التنازلي ( أي من الأعلى إلى الأسفل) للمستويات العليا على المستويات الدنيا ، فكيف يمكن تعريف نوع السببية ،المكون من هذه الحلقات المنتظمة، بشكل صارم ؟ ومن جهة أخرى فإن أحد المميزات الأساسية للأنظمة المركبة والمنظمة هو أن المستوى المنبثق منها يحتوي على بنية مورفولوجية ( وهذا بين بالنسبة للتشاكل البيولوجي والإدراكي ) ، ويجب على الأشكال "الكُبرْية" أن تفسر بكونها منبثقة من سيرورة جماعية تعاونية وتنافسية صغيرة ، ويتعلق الأمر بمشكل رياضي كبير والذي بدأ في تلقي الحلول إلا مؤخرا : معادلات التفاعل والانتشار reaction-diffision ( المورفولوجيا الكيميائية كموجات حلزونية وموجات أنماط واضطراب في شبكة المذبذبات oscillateurs... البنيات المنبثقة والكارثية catastrophique، سيرورة تقسيم الصور الخ).
النموذج والنظرية: نثير هنا نقطة أخيرة وهامة جدا ، بحيث يمكن التمييز بدقة بين النمذجة والتقييس الرياضي والمعلومياتي وثوابت التنوع الغزير للظواهر ، وذلك بغية تنظيمها معرفيا وتصنيفها وهيكلتها استنتاجيا، وكما قال الفلاسفة سابقا "حتى نستوعب " التنوع الظاهراتي المُعْطى تحت وحدة المفهوم . إن النمذجة تقوم على العكس تماما، فهي تحل مشكل مُعاكسة التجريد المفهومي كتركيب حاسوبي . إن النمذجة تنطلق من النظري ومن المفهومي لتعود إلى الأسفل نحو الظواهر المتنوعة ولكن هذا التنوع ليس ما هو معطى ، دعونا نفكر قليلا في المعادلات الكبرى للفيزياء النظرية.
و ما يتصل بالتركيب الحاسوبي الخوارزميات التوليدية القوية ، فكلما كان التوليد قويا كان شرح النماذج أقوى وأوضح وبهذا المعنى، فإن توحيد النظريات والبحث عن النماذج المنبثقة من المبادئ "البسيطة" سيمثل جديدا للمثالية العلمية حيث سيرتقي بالتعقيد الخوارزمي للنماذج (التعقيد الذي يعني هنا إمكانية توليد عدد كببر من الاشياء البنيات و الصورية انطلاقا من الخوارزميات المدمجة.



#عزالدين_غازي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحافظون الجدد المعتلون اجتماعيا يُضحّون بالأوكرانيين وفقرا ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين : تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- العلاقات المسيحية - الإسلامية في القرن الواحد والعشرين ، تجر ...
- نشأة العلوم المعرفية وتطورها: نظرة تاريخية
- شهوانية الجسد و شهية الرقابة
- جسد المرأة في الممارسات الدينية الإسلامية
- شهوانية الجسد بين سلطة الدين وعنان الطبيعة
- اللسانيات العربية ودورها في التنمية العلمية والثقافية
- بناء المعاجم الالكترونية أم تقييس الكفاية المعجمية على الحاس ...
- المتلازمات في اللغة العربية و معالجتها في القواميس الثنائية ...
- المقاربة الحاسوبية للمعنى - نظرة موجزة
- حدود المنهجين الاستدلالين : الحجاجي والبرهاني
- الاستدلال الكانطي أو الحجاج المتعالي
- الأنموذج الاستدلالي لدى ارسطو
- الأنموذج الاستدلالي:من الحساب الصوري البرهاني الى الخطاب الح ...
- الأسطوري وأسطرة اليومي
- تجليات دهاء بنو الولاء في عصر الدخلاء : أقواس من واقع الانثر ...
- بنو الولاء في عصر الدخلاء ، أقواس من واقع الانثروبولوجيا الس ...


المزيد.....




- دراسة تظهر فوائد الجبن المذهلة لتعزيز صحة الأمعاء
- أسباب ظهور الوذمة على الوجه
- أجهزة كهربائية لا ينصح باستخدامها مع سلك التمديد
- علماء يعثرون على شبكة ري متطورة تكشف أسرار حضارة بلاد الرافد ...
- السعودية تلعب دور المُيسِّر وليس الوسيط
- بدأت هزيمة القوات الأوكرانية ويجري الاستعداد للقضاء عليها
- فريق ترمب يبحث عن بديل لزيلينسكي
- روبيو: واشنطن تريد معرفة التنازلات التي ترغب أوكرانيا في تقد ...
- إسقاط عشرات المسيرات الأوكرانية المتجهة إلى موسكو
- صحيفة: الناقلة التي اصطدمت بحاملة الحاويات قرب بريطانيا مستأ ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزالدين غازي - النمذجة والسؤال الايبيستيمولوجي ، جان بتيطو كوكوردا