فجر يعقوب
الحوار المتمدن-العدد: 1709 - 2006 / 10 / 20 - 05:44
المحور:
الادب والفن
تقدم الدراما السورية لهذا الموسم وجبة كبيرة من العنف ،وبعضه مجاني ً.
من جهتنا لانعرف سببا ًلهذه الانعطافة الكبيرة المتمثلة بزحف هذا النوع الذي
يحاكي الكثير من الغرائز عند الكثير من البعض،ولكن من الواضح أن ثمة انعطافة
بدت واضحة في العديد من المسلسلات ،نذكر منها "غزلان في غابة الذئاب"
و"أسياد المال"و"أحقاد خفية".وحتى "باب الحارة"الذي ينفتح على مصراعيه
ويذهب في اتجاه آخر،ليكشف عن عنف تقليدي عاشته الحارة الشامية في
مسلسلات "شقيقة" لهذا المسلسل ان جاز التعبير.لن نقف عند باب الحارةالمتخيلة،
الذي يفتحه "الايدعشري" النجم بسام كوسا على طريقته ،فهو كما قلنا ،باب
مفتوح على عنف محدد أصبح من لوازم الحارات الدمشقية تلفزيونيا ً،التي
ماان تفتح أبوابها للسابلة ،حتى تبدو كما لو أنها تقيم في متاحف الماضي البعيد.
الوجبة العنفية الكبيرة التي تحتل المسلسلات الآنفة الذكر ،تنحو منحى آخر ،فهي
أقرب الى أضغاث الأحلام التي شاهدنا مرجعيات لها في أفلام هابطة في مستوى
الأداء والتفكير ،ومن سيقرر مواصلة مشاهدة هذه الوجبات السريعة ربما
سيكتشف في النهاية حجم التأويل الذي صعّدت منه الدراما السورية لهذا
العام ،وهي تتمنطق بحكايات قد تبدو محلية لأول وهلة ،ومستوحاة من الواقع
السوري مباشرة.ولكن نظرة متفحصة تحيلنا الى البحث عن مصب هذه الأفكار
التي يتقاسمها "أبطالنا" وهم يتربصون ويفتكون ببعضهم البعض من أجل القتل ..
والقتل فقط.
ربما لم نصل الى هذا المستوى المرضي الذي يتيح لنا الاطلالة كتابة واخراجاً
على مستوى فاضح من العنف المبتذل ،الذي لايلغي الأحكام القاطعة التي
نصدرها بحقه،ولكنه يشهد على نفسه بنفسه على هذا الخواء الذي تتركب منه كل
هذه الأحداث الطويلة والمفتعلة.
على الجبهة الأخرى يقف المخرج السوري حاتم علي في مسلسله "على طول
الأيام" ليضع بصمة في اتجاه آخر .ربما تجيء بصمته الرومنسية لتخفف عنا
وطأة كل هذا العنف التلفزيوني الذي يحيط بنا من دون أن يستأذننا ،لنعذره
على الأقل ،فهو يقيس نبضات قلوبنا في مسلسله الجديد ،عندما يتحدث "أبطاله"
عن الحب والعلاقات الانسانية ،بل ويترك لجهاز تخطيط القلب أن يدخل في عمق
الصورة نفسها .
ثمة من يدركنا ب"عنف أقل"...أقله هذا العام...!!
#فجر_يعقوب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟