وفاء كريم
الحوار المتمدن-العدد: 7543 - 2023 / 3 / 7 - 13:04
المحور:
الادب والفن
إسمي وفاء
و مازلت انتظر لعنتي
الثالثة ..
أقطن بعيدا
في عزلتي ..
كانت غربتي
تحمل سر طفولتي
و كنت أكبر
بسرعة..
و عندما
أفلت مني الكلام
في لحظة تعكس
وجها آخر للزمن
لم أتوقف طويلا..
غادرت الوقت على عجل
اسمي وفاء
و لا شيئ يشبهني
سوى العدم
لم أكن في قائمة الآتين
و لا في قائمة الراحلين
و لا أثر لإسمي
على شجرة الأنبياء
المباركة..
و لا في أساطير الأولين..
و لا حتى على المراكب
التي تعبر الى ضفة النسيان ..
تأخذني عيون المغادرين
تعود بي عيون العائدين
و تضيع كلمات قصيدتي
بين القبائل..
كانت لعنتي الاولى أني
اقتربت كثيرا من الإله
و لم أبتعد خطوة
عن الموت ..
أسئلتي
تركت الكتب..
و استقرت كالرصاص في رأسي ..
و كانت لعنتي
الثانية
أني
خرجت الى الدنيا بلا لون .. و لا
ضجة ..
صرختي الأولى كانت
سؤال..
أورثوني ذات الجرح
و ذات الملامح
و ذات الهدوء..
و لم أرث منهم ذات
القناعة..
إسمي وفاء..
و مازلت أنتظر لعنتي الثالثة..
مات السكون على يدي
و لكن الضجيج لم يولد
بعد..
إسمي وفاء..
وجهي داخل القصيدة
لا أعرفه..
وجهي في المرايا
ايضا لا أعرفه ..
أبحث عن خنجر
أكثر عزما في الموت..
لأعود الى وجهي الضائع
و أخرج من مرايا تلعنني..
و أمسك بظلي
الهارب مني..
إسمي وفاء
كل البدايات
لا تشبهني..
و كل النهايات لا
تشبهني..
أبحث عن لغة
لا تلم أطرافها كل مساء
لتدخل دهاليز الأسئلة المظلمة..
إسمي وفاء
و مازلت أنتظر لعنتي الثالثة..
ربما يبحث عني الفجر
هنا
و لا يجدني..
مازلت عالقة هناك
في ليل طويل
لأعيد تفسير
ذات الحلم القديم..
ربما تبحث عني أغنية
للفرح..
و لكن حنجرتي مسكونة
بوجع النايات..
إسمي وفاء
و أقطن بعيدا في
عزلتي..
ربما إسمي هو سر لعنتي
الأبدية..
و رغم ذلك
مازلت أنتظر
لعنتي الثالثة..
#وفاء_كريم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟