أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - التعليم بين سلفية الرؤيا الإصلاحية وتحدي التغيير















المزيد.....


التعليم بين سلفية الرؤيا الإصلاحية وتحدي التغيير


حكيمة لعلا
دكتورة باحثة في علم الاجتماع جامعة الحسن الثاني الدار البضاء المغرب

(Hakima Laala)


الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 18:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تقرير أخر تقييم أخر ومعطيات سلبية لاتتغير وكذلك الخطاب الخشبي حول الموضوع. من المؤكد أننا سنستمع لنقاشات وخطابات حول ضرورة الإصلاح وستتحرك الدائرة الضيقة "ألعالمة" لخدمة المجتمع التعليمي والمواطن البسيط الشيء الذي سيظل غائبا، هذا المواطن البسيط الذي لايملك الادوات الضرورية لفهم هذه اللغة الخشبية. وسنقتنع بأننا على الطريق الصواب لتحقيق الإصلاح المنشود وسينتهي الأمر ونطوي ملف التعليم ونحن مقتنعين أننا قمنا بواجبنا الوطني ويبقى السؤال قائما لما ذا ا نتحدث على الإصلاح وليس التغيير الجدري لمنظومة أفقرت التعليم والعلم والمتعلم وحتى المعلم. هذا السؤال ليس في صالح من تربعوا على عرش السلفية في بنائهم لمنظومة التعليم ولكنه يبقى سؤال التحدي والوقاحة العلمية لنعترف أننا ليس لدينا الكفاءة الضرورية لبناء نسق تعليم حديث يتناسب مع العصر ويموضع التعليم فى الحاضر وليس في المفهوم السلفي.
من المؤكد أن لنا رغبة جامحة في الإصلاح، إصلاح أي شيء و بتعبير اصح لدينا موهبة "الترقاع". لكن الأهم في هذا كله هو أننا لانكل ولانمل من الإعادة والتكرار ، وهكذا نحن نسير إلى الأمام ولكن أعناقنا ملتوية للخلف. فنحن متأكدون أن كل الأجوبة هي خلفنا ولا داعي للتفكير. نعم الشيء الوحيد المغيب في الإصلاح هو هذه العملية الذهنية التي يتميز بها الإنسان . إن المنهجية السلفية هي القاعدة إلام ، هي النموذج وهي الحل . في هذه الحالة لماذا نتمدرس وما فائدة ذلك وكل الأجوبة جاهزة وباب التفكير قد أغلق مافائدة تعليم يجتر الماضي وماضي الماضي. إن كان هذا الماضي قريبا ويعني فترة تمدرس الكثير منا أو الماضي البعيد أو ما أسميناه العصر الذهبي أوعصر الازدهار. فالكثير من المهتمين بالتعليم يناشدون بالعودة إلى ماضيهم و يعتبرون فترة تمدرسهم كنموذج ثابت في المكان والزمان. من المؤكد أن في كل تجربة في إطار التعلم لها ايجابيات وكذلك نقط موضع نقاش. إلا ان هنا يستجوب التوضيح فعندما يتحدثون على هذا النموذج فهم لا يتحدثون عن منتوج خاص للمنظور المغربي للتمدرس ولا على قاعات درس مغربيه ولكن يتحدثون على الموروث من فثرة الاستعمار وعندما يثحدون على المناهج التي كانت متداولة أنداك ينسون أو يتناسون انها أيضا من الموروث الفرنسي. نتحدث كذلك عن المعلمين والأساتذة وننسى أنهم أو جلهم مخضرمين بين البيداغوجية الموروثة و بين التعريب الجزئي الذي لم يمس العمق المعرفيإلا قليلا. الغرض ليس تمجيد فترة معينة ليس لنا فيها دور كبير لكي نسقط في نفس الخطاب،. الأهم هو ماذا انتجعنا نحن مند الاستقلال وأي مدرسة فكرنا فيها لأجيال مغربية لم تعرف لا فترة الاستعمار ولا درست من طرف أهل التعليم المخضرم . ماذا بنينا للأجيال مابعد الاستقلال من فاق علمي؟ الأهم إي منهجية تعليمية وضعت في محك التجربة وعمقت الملاحظة والتقييم، من المؤكد أننا لازلنا نجتر الماضي، ماض لم نعد نتقنه، ولم يعد يستجيب للتغيير الحاصل في المغرب أو العالم وهكذا أبقينا بقوة على مدرسة مغربية خارج التاريخ خارج المحك الاقتصادي والاجتماعي. مدرسة قزمت مناهجها، أعدمت وتجاوزها التاريخ، مدرسة لاتعترف بمفهوم التاريخ ولا تدرسه كذلك ، بل جعلت منه حكاية الماضي ماضي الشعوب الأخرى وحتما ليس المغرب. فالمغربي المتمدرس او غير المتمدرس يجهل أن له تاريخ وحضارة. فكيف يبني شعب علم أو هوية وهو يعتقد انه ينطلق من نقطة الصفر، بل متأكد أن الذين سبقوه من بني جنسه لم يتركهم مجالا للتفكير أو البحث وان كان يجهله .هو مقتنع كل الاقتناع كذلك أن التفكير والخلق هو مهمة الشعوب الأخرى بان دوره المشروع هو ألاستهلاك استهلاك الأخر كقوة فكرية تتجاوزه وليس له قدرة على تغييره.
إذا نتحدث عن الإصلاح في سلفيته المطلقة وننتقد التلميذ والطالب وجهل كلاهما ننتقد المعلم والمدرس الحالي ونتناسى انه ابن المدرسة المغربية وان كان غير مؤهل للقيام بمهمة التعليم أو التجديد في الأدوات البيداغوجية فلأنه لم يتمدرس على أساليب التجديد أو التغيير بل على أسلوب السرد والرأي والجواب الواحد والموحد ولان لديه يقين أن جواب القدماء هو الحقيقة وان تفكيره معطل، إن لم يكن التفكير كفرا. إذا الإصلاح ماذا يعني إعادة نفس المنظومة الفكرية بحلة جديدة ومقررات جديدة، باختزال التلميذ المغربي إلى وعاء يجب ملؤه واجرأتة باديولوجية الامة والعروبة والعصبية دون التطرق للحاضر العلمي والحضري الجاثم على العالم والمؤطر لسلطته.بدون الوقوف على حقيقة وضعه الحالي المتخلف.
إن الاستعمال المهول لمصطلح الإصلاح هو في حد ذاته تبات على موقف التكرار بعكس التغيير الذي يعني البناء المؤسس لمنظومة جديدة تأخذ في دبلجتها الأدوات المؤسسة لعملية الفكر. التغيير يعني حذف الاديولوجيات المبنية على المفهوم السلفي الذي يسجن المعلم والتلميذ في علاقة الملقن والمتلقي. التغيير هو بناء التفاعل العلمي بين المعنيين بالدرس، في هذا التفاعل الفكري تصبح العلاقة المعرفية ليس تلقين النموذج أو تنميط النموذج الصحيح للفكر ولكن تسهيل التمكن من آليات التفكير. فالمعلم هو أداة لتلقين المعرفة ولكن ترك المجال الفكري مفتوحا لبناء مرجعيات جديدة وأكثر ملائمة للعالم المعاصر ولمواطن اليوم.
إن النموذج الذي تعتمده المراجع المدرسية تنمط الفكر والنموذج وتضع الطرح محصورا في إشكالية، التوافق وليس أي توافق بل نموذج بعينه وهو تسريب النموذج القديم للتفكير في التسيير أو التدبير المجتمعي في العصر الآني. المرجعية المدرسية تجعل المواطن في رحلة اضطرارية ودائمة إلي الزمن الماضي لتدبير حياته وأموره بل ليعيش كذلك حاضره
فهو يعيش زمنين في زمن واحد مع العجز المطلق على تحديد زمنه التاريخي أو واقعه المعاصر. فهو يعيش زمن التكنولوجيا ولكن يسيرها بفكره القابع في الزمن السلفي.. ان الإصلاح المرجعي في المدرسة يؤكد أن هذه المرجعية ويغيب مفهوم التغيير الذ ي لايستجيب لاديولوجية الاصلاح المرسومة كهدف فكري.السؤال الأخير متى نفكر التعليم كبرنامج بناء علمي حديث؟
التغيير هو المقصود ايدولوجيا، فكل تفكير في التعليم هو بالدرجة الأولى وضع الفرد في وضعية الوعي بذاته وبقدرته في التعلم والإنتاج الفكري. إن بناء مدرسة مغربية تتطلب التحرر من النموذج المورث إي كان وبناء مدرسة مغربية تستجيب لمتطلبات المجتمع والعصر. إن التفكير في الهدف المرغوب فيه من هذا البناء هو الذي سيسطر المرجعية المدرسية والأهداف البيداغوجية التي سيشتغل عليها في المقررات والمراجع. إن التغيير المؤكد في الاديولوجية المتبعة يستوجب أولا وقبل كل شيء الوقوف على هذا المعطى السلفي المهيمن في المرجعيات الفكرية المنكبة على الاشتغال على الإنتاج التعليمي والتفكير في تحدي التغيير المطلوب منا في الرفع من الرصيد المعرفي لكل المواطنين المغاربة



#حكيمة_لعلا (هاشتاغ)       Hakima__Laala#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إننا نتحدث خطاب اليسار، فهل ممارساتنا يسارية ؟
- نحن نتكلم خطاب اليسار
- حق تكافؤ الفرص في الجامعات المغربية في ميزان ثقافة الولاء
- عبد الله عنتار :ذلك الباحث السوسيولوجي الذي تشرب حب الإنسان ...
- عبقرية محمد الأحمد صانع السقف الجديد للإبداع السينمائي
- يوميات الحجر (16) وجها لوجه
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 4
- يوميات الحجر (15 ) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (15) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 4
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 3
- يوميات الحجر (14 ) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر (14) وجها لوجه - الجزء 2
- يوميات الحجر (13) وجها لوجه
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 3
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 2
- يوميات الحجر (12) وجها لوجه- الجزء 1
- يوميات الحجر الصحي (11) وجها لوجه
- يوميات الحجر (10) وجها لوجه


المزيد.....




- بعد تحرره من السجون الإسرائيلية زكريا الزبيدي يوجه رسالة إلى ...
- أحمد الشرع رئيساً انتقاليا لسوريا...ما التغييرات الجذرية الت ...
- المغرب: أمواج عاتية تضرب السواحل الأطلسية وتتسبب في خسائر ما ...
- الشرع يتعهد بتشكيل حكومة انتقالية شاملة تعبر عن تنوع سوريا
- ترامب: الاتصالات مع قادة روسيا والصين تسير بشكل جيد
- رئيس بنما: لن نتفاوض مع واشنطن حول ملكية القناة
- ظاهرة طبيعية مريبة.. نهر يغلي في قلب الأمازون -يسلق ضحاياه أ ...
- لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول ...
- الشرع للسوريين: نصبت رئيسا بعد مشاورات قانونية مكثفة
- مشاهد لاغتيال نائب قائد هيئة أركان -القسام- مروان عيسى


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حكيمة لعلا - التعليم بين سلفية الرؤيا الإصلاحية وتحدي التغيير