هاتف جنابي
الحوار المتمدن-العدد: 1707 - 2006 / 10 / 18 - 11:52
المحور:
الادب والفن
أحلام 1
أحلامنا تشفّ، يعلوها النهارُ
تتلوى
متثائبة
تنساب في الزحام خلسة
بعينين غائرتين،
ولسان ٍ مُندلق
برأس مثقل ٍ بِدَيْن ِ الحالمين.
نلمحها فتهربُ
أحلامنا ببعضها تستنجدُ.
تيزي –وزو
حزيران 1986
أحلام 2
أحلامنا تقعي على قارعة الحياة
تركتها الحشودُ نازفة
فاستظلّ بها الشعراءُ
والفتياتُ الكواعب
أحلامنا قد كسَاها الغبارُ
أحالها سيزيفُ صخرةً
وبيكيتُ انتظار
والفقراءُ إحجية
والمتنبي تنبؤا وابتهال.
عيناها زائغتان
قدماها طريقان حائران
ورأسها انشطار.
مطار الجزائر
25/1/1988
أضغاث أحلام0
عندما رحتُ أحدج رجلي لأطلقها
في الطريق التي امتلأت بالفحيح
وأنا أتقدم كلّي معتمرا
بناري التي اشتعلتْ،
لم أجدْ غيرَ ليل ٍ بهيم
وحلم ٍ كسيحْ.
كركوك
29/5/1975
ليلة
هذه الليلة الغامضة
جبهتي غسقٌ، ودمي الدائرة
هذه الليلة المشتهاة.
كركوك
20/12/1974
دموعُ العتمة
وأنا أتلمسُ حزمةَ الضوء الرهيف، أتفحصه
بعين ٍ معذبة النظرات، بالأصابع العوجاء ،
أقطعه بالغبار
المتناثر
أمامَ زفيري.
وهو يرمق الغرفةَ غيرَ آبهٍ – يُطبق على كرسيّ
ويركله، يٌعرّيه من الندوب والأرق ِ
من طعنات الضيافة، من عزلة الكائن.
وأنا أتلمس حزمة الضوء، أرى العتمةَ
تتناسل ترتمي على حريم السجادة المعلقة
على جدار محارب يائس عجوز
أرى العتمةَ تتكاثر مرة وأخرى
تتكوم حانية في زاوية مهملة
حيث العناوين مكتظة تصيء:
"كفاحي"، "مذكرات جلاد"، "موسّوليني"،
"من أحاديث السيد الرئيس"،
"من تاريخ التعذيب في الإسلام"،
"أهوال يوم القيامة" وهلم جرّا
يتحول الصريرُ إلى قبضة
يقطر من أصابعها الظلامُ.
كانت الجدرانُ تتثاءبُ حيث الأشياءُ
تمط العضلات ِ بانتظار جولة مقبلة.
الضوءُ يجفف دموعَ العتمة
بمنديل النهار.
وارسو
في 18/12/ 1994
#هاتف_جنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟