أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحمد المندلاوي - عول يوم رمضاني في مندلي-7














المزيد.....


عول يوم رمضاني في مندلي-7


احمد الحمد المندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرايا مندلي أخذتني قوارب الذاكرة الى الخمسينات من القرن المنصرم لأسرد يوماً رمضانياً لا سيما اليوم الأول منه، ونحن كنّا (شباباً يافعين) في المرحلة الإبتدائية،فبعد انتهاء شهر شعبان الكريم أعتاد أهالي مندلي و عند الغروب أن يخرجوا الى السطوح أو خارج المدينة لصفاء الجو..و ذلك لاستهلال شهر رمضان المبارك،وبعد فترة وجيزة اذا شوهد الهلال يبدأ باطلاق النيران في الهواء احتفاء و إشارة الى حلول هذا الشهر الفضيل؛ و يصادق العالم الديني على ذلك ،وكان آنذاك العلامة السيد حسن الطباطبائي (قدس) ،أو تأتي برقية من المرجعية الدينية في النجف الأشرف توحي بذلك، هنا بدأت مسيرة الصوم لمدة شهر كامل طاعة لله سبحانه و تعالى كما ورد في القرآن الكريم.
وقبل ذلك إعتاد الأهالي على التجهيز الكامل لشهر رمضان قبل قدومه بأسابيع, إضافة إلى إعداد المخللات و عصير الرمّان والنارنج ،و التمر (الخستاوي- الأزرق) و غيرها بطريقة شعبية تقوم بها النساء،وثم التزود بالخضروات والفواكه واللحوم على كافة أنواعها.ويظهر الازدحام في السوق الرئيسي بشكل ملفت للنظر الى بعد صلاة الظهر، هنا يبدأ السكون النسبي في الطرق و المحلات ،لتبدأ جولة ثانية عصراً في عدة أماكن من مدينة مندلي ،فهناك السوق الصغير الكائن في محلة قلعة جميل بيك يبدأ بالنشاط لبيع الخضراوات و الفواكه والرطب والألبان المحلية و المخللات و الحلويات ..و هناك باعة متجولون يعرضون مبيعاتهم أيضاً ..ونفس الحالة نراها في سوق أصغر لدى منطقة (سَرْتبة – سَرْ جو) و يعني رأس التلّة – رأس النهر قرب الحسينية الكبيرة ،و هناك عدة مقاهٍ .يبدأ أصحابها بالكنس و الرش و تنظيف الحصران و أدوات المقهى و الناركيلة استعداداً للمساء الرمضاني الذي يزدحم المكان بالرواد ،حيث قسم منهم يمارسون لعبة المحيبس المشهورة ،وهكذا يبدأ النشاط و مع الظمأ و الجوع ألا أنَّ البسمة و الارتياح بادٍيانِ على الوجوه في هذا الشهر الفضيل ،لما فيه من الطاعة و اللهو البريء ،و جمع الشمل و التزاور .
ونفس الحالة في محلة بوياقي و قلعة ميرحاج و في وسط المدينة أيضاً ،و نستطيع أن نقول بأنَّ المدينة تقسم الى سويقات صغيرة حسب الكثافة السكانية ،و لكن أبرزها ما موجود في منطقة (سَرْتبة – سَرْ جو) التابعة لمحلة قلعة بالي .بعد الإفطار يتجه الصائمون الى الجوامع و الحسينيات و التكايا،و أودّ أن أذكر هنا بأنّ ثلاثة أماكن فعّالة في ليالي رمضان و هي:جامع السوق الصغير الذي تقام فيه مراسيم قراءة القرآن ودعاء الافتتاح ليلياً،وكذلك في حسينية مندلي الكائنة في محلة قلعة بالي تقام نفس المراسيم، أما في الجامع الكبير الكائن في محلة السوق الكبير على ضفاف نهر السوق تقام فيه صلاة التراويح ليلياً،و بعد الطقوس العبادية تبدأ مرحلة الاستراحة واللهو البرئ، بشرب الشاي و الناركيلة و لعبة المحيبس ،كما تتوافد الفرق الشعبية لكل محلة بعضها على بعضها لأداء اللعبة ، و أشهر مقهى لهذه اللعبة كان مقهى (تعبان) القديم ،والأطفال يلتهون بشراء الكرزات و اللبلبي و الباقلاء و الذرة والحلويات،والمرطبات المحلية (الدوندرمة)،وقسم آخر منهم يلعبون لعبة الفوانيس المصنوعة من العلب المتروكة بعد تثقيبها بشكل فني جميل ،وآخرون يلعبون لعبة السيارات بعجلات وإطارات الدراجات الهوائية، وآخرون يعملون لهم خيولاً من القصب بلجام من الغزل الملون،و غيرها من ألعاب الأطفال، على ضوء النجوم و طيب النسيم في تلك المحلات و الأزقة الجميلة المتداخلة في البساتين و المليئة بالمحبة.
أما النساء فيقمن بزيارة أهاليهن و جاراتهن الى وقت متأخر من الليل مع صينية الشاي و الفواكه و الكرزات،وتستمر الحركة و النشاط الى آن السحور ،حيث يأتي الثنائي إسماعيل أبو خليل بالعزف على آلة الزورنا الشعبية ، وحسين أبو الطبل بالضرب على الطبلة بالحان شعبية جميلة كوردية و عربية و تركمانية احياناً لإيقاظ النائمين للسحور، وطالما يبتهج الأطفال على نغمات الموسيقى فينهضون مع أهاليهم فرحين لتناول السحور ،و يبدأ ترتيل القرآن و دعاء السحر ،ثم يبدأ الإمساك على صوت الملا نظر أو مشدي جبار كمكه من مأذنة جامع السوق الصغير،وبإنتهاء صلاة الفجر يعمّ المدينة السكون التام و النوم العميق ؛ استعداداً ليوم ثان من شهر رمضان الفضيل ...
هامش:
- و لكان المرحوم إسماعيل أبو خليل (بديناً) العازف وحسين الطبّال( نحيفاً)
أ



#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نسائم مندلاوية ثقافية
- هدية العيد ... محمد دارا
- مندلي سير و ذكريات:1/ 2023م
- نابغة مندلي الجمشيدي
- سير و أعلام /احمد ناصر الفيلي
- مقالات /الشافعي يقالُ تجاوزاً..
- سيرة ذاتية لأبي خلود...
- قراءة في كرادة يا أميرتي الجميلة..
- جوان جان
- القلب التريب ..
- نبذة عن الشاعر/ أبي صالح
- أشيا جميلة..
- كرمسير..كلمات تقديرية ...
- بسمات وردية ..
- العراف مع نبال أولاد
- الفيليون و الشعر / القسم الثاني
- الفيليون و الشعر /القسم الأول
- من قاموس اللغة الكوردية مفرداتنا
- رِاز فرؤش..101
- وصلني من د.ظاهر شوكت


المزيد.....




- 450 عامًا.. عمر صناعة الحبر الياباني بالأقدام.. ماذا نعرف عن ...
- ضبط عشرات الألعاب النارية في حقيبة محمولة بمطار في أمريكا
- بتصاميم مبهرة.. أنفاق مائية تربط جزرًا نائية بين أيسلندا واس ...
- أذربيجان: -عوامل خارجية مادية وفنية- وراء تحطم طائرة الركاب ...
- مدفيديف: لا يمكن التسامح مع ما فعلته السفينة النرويجية
- عشرات القتلى والمفقودين.. الجيش الإسرائيلي يدمر منزلا على رؤ ...
- عراقجي يكشف عن أهم أهداف زيارته للصين
- ألمانيا ـ دعوات لتكثيف المراقبة لمكافحة جرائم السكاكين
- أوكرانيا تخسر 600 جندي في محور كورسك خلال آخر يوم وإجمالي خس ...
- الرئاسة الفلسطينية تدين إحراق الجيش الإسرائيلي مستشفى كمال ع ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الحمد المندلاوي - عول يوم رمضاني في مندلي-7