عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 19:21
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
• يامونا وتنغري ؛ والتطبيع القسري لبلاد الشرق
= كانت أرض "ميلوحا" (الهند والسند حاليا) من أوائل البلاد التي تعرضت للتطبيع القسري بثقافة الترك المهاجرين؛ فأطلقوا علي أحد فروع نهر "غجر"، اسم (نهر تانغري Tangri River)، اسم إله الترك الأساسي.. دليلا أن الآريين الذين هاجروا لاستعمار بلاد ميلوحا، هم الترك ؛ (بدو | غجر أرض طوران وسهوب بونتيك-قزوين وصولا لجبال آلتاي حيث تلتقي روسيا والصين ومنغوليا وكازاخستان).
-
= من أوائل المستعمرات التي أسسها الترك بأرض ميلوحا، مستعمرة (يامونا Yamuna)، وكرسوا اسمها لإحدي آلهة الهندوس باسم "يامونا"، أخت "ياما" إله الموت.. وابنة "سوريا" إله الشمس الهندوسي.. و"سوريا" هو الاسم الذي أطلقه الآريون علي أرض كنعان العربية.
-
= لفظ "يامونا"، الهندو-آري، قريب لاسم "يامنايا"، أقدم قبائل الطورانيين المهاجرين من سهوب بونتيك-قزوين، إلي بلاد ميلوحا، وما حولها، بعد عبورهم جبال هندوكوش، وسجلتها النظريات الأثرية الحديثة باعتبارها أصل العرق الهندو-أوروبي.
-
= أواخر القرن الـ19، ظهرت [نظرية بدو السهوب] بصياغة المؤرخين واللغويين الأوروبيين مثل؛ تيودور بينفاي (1869)، فيكتور هين (1870)، أوتو شريدر (1883)، جوردون تشايلد (1926)، و إرنست واهل (1981)، يوناس بوتزيناس علماء الآثار واللغويين..
-
= .. وتحولت إلي منهج متكامل يسمي؛ (فرضية كورغان: Kurgan hypothesis) وضعته البروفيسورة الليتوانية (ماريا جيمبوتييني Marija Gimbutienė) - عالمة الآثار وعالمة الأنثروبولوجيا – حددت أصل الشعوب الأوروبية الحالية، بقبائل الطورانيين البدو الرحّل، من سهوب بونتيك-قزوين، وانتشروا مهاجرين شرقا وغربا وشمالا، بكافة أنحاء الأرض قبل 5000 سنة.
-
= سهوب (سهول الرعي) بونتيك - بحر قزوين تمتد من البحر الأسود (بونتيك) وبحر قزوين (الخزر) كجزء من السهوب الأوراسية الكبرى.. تتوسط جبال ثور التركية (طوروس) وجبال زاجروس الإيرانية.. تحدها حاليا بلاد وأقاليم: (رومانيا، بلغاريا، مولدوفا، أوكرانيا، القوقاز، الفولغا، كازاخستان، أوزباكستان، تركيا، وتركستان).
-
= تميزت هذه القبائل بصفات خاصة بها، مقارنة بباقي الشعوب القديمة، وهي:
= أولا: دفن موتاهم في تلال دفن علي هيئة قباب، تضم الجثة، وأسلحتها وثرواتها والخيول المقدسة عند البدو وأحيانا زوجاتهم وجواريهم – إذا كانوا من الملوك)..
- وتسمي : (كورغان курга́н) - (أي: الجبل المرتفع بالسميرية | السومرية)..
- تجاورها أنصاب (أصنام) (البالبال Balbal)، تجسيدا لأرواح الموتي المقدسين، إذا كانوا من الكهنة، ليتم التوسل بهم عند قبورهم.
= ثانيا: لغتهم (التركية القديمة) الجذر الأقدم لعائلة (اللغات الهندو الأوروبية البدائية Proto-Indo-European | اختصارها: PIE)، التي تم تهجينها بلغات الشعوب الشرقية بداية من "ميلوحا" ومثل السنسكريتية التي نشأت بالتهجين مع أبجدية بلاد ميلوحا، والمسمارية التي نشأت بالتهجين مع أبجديات "كلدان" و"كنعان" بأرض الرافدين، وأيضا بعض المصطلحات من أبجدية النقش المصري المقدس، وأشهرها: لفظ [إري] بمعني: الملكي..
- الذي سرقه الترك البدو لأنفسهم كلقب عنصري ميزوا به أنفسهم كطبقة استعمارية، مقارنة بالشعوب أصحاب الأرض المستعمرة، الذين أصبحوا مواطنين من الدرجة الثالثة أو (المنبوذين) أي الدرافيديين، كما أطلقوا علي سكان ميلوحا الأصليين!
= جميع اللغات الحالية، سواء في أمريكا وأوروبا وبعض بلاد شرق آسيا كالهند وباكستان (يتحدثون السنسكريتية)، أصلها يعود للغات الطورانيين البدو المهاجرين من سهوب بونتيك-قزوين.
-
= عام 2015 صدرت ثلاث دراسات وراثية دعمت نظرية السهوب والكورجان، مضيفة عاملا مشتركا ثالثا وهو؛
- أن الكروموسومات الذكرية (هابلوغروب صبغي - طراز Y) بالمجموعتين الوراثيتين:
(Haplogroup R1a) و(Haplogroup R1b)؛
- تمثل التركيبة الجينية لسكان أوروبا وشرق آسيا الحاليين، أصلها من الترك المهاجرين قبل 5000 آلاف عام من موطنهم الأصلي بسهوب بونتيك قزوين، ثم انتشروا ليستعمروا الأرض، فأبادوا الذكور واستحيوا النساء للتناسل، قهرا أو اختيارا..؛
- فولدت سلالات هجينة بمكون ذكوري "تركي" - وأنثوي متنوع من مختلف البلاد المستعمرة شرقا وغربا.
- وهي نفس التركيبة الجينية لسلالات كل الأوروبيين ومعظم الآسيويين الحاليين!
-
= ثبت أن قدماء الأوروبيين - ضمن شعوب الحضارات التي يسميها علماء الاستعمار، "شعوب العصر الحجري"! - لم يمتلكوا المجموعتين (R1a, R1b).
-
= ثبت أن قبور قدماء الأوروبيين كانت مدافن عائلية، محفورة تحت سطح الأرض، لم تعلوها تلال (قباب) أو قبور فردية مثل كورجان الطورانيين.
-
= ثبت أيضا أن قبائل البدو الطورانية أول من قاموا بتدجين الخيول، قبل 6000 سنة، كثقافات معروفة أثريا باسم (يامنا – بالروسية: Ямная، أو "يامنايا" بالإنجليزية: Yamnaya)، (سريدني ستوج (Srednij Stog، (الخزف المحزم Corded Ware)، (فأس القتال Battle-Axe)، و(سمارا Samara)، التي تفرعت منها قبائل السميريين، ثم السومريين لاحقا عقب استعمارهم أرض الرافدين.
-
= كما ثبت أنهم أول من روض الخيول لتقود المركبات الحربية التي اخترعوها لأول مرة في التاريخ – بعد الطوفان.
-
- مصادر: (أنتوني 1986 ، 1991 ؛ مالوري 1989 ، المجلد 1).
-
= أعد الباحثون خريطة لـ 273 جين وراثي لقدماء الأوروبيين الذين استوطنوا غرب أوروبا وآسيا عقب الطوفان، من 8500 سنة، عاشوا علي الزراعة بجوار الأنهار في العصر الجليدي الأخير.. حتي نهايته وبداية عصر الجفاف العظيم، فجفت الأنهار، ومراعي البدو الرحل، فهاجروا من السهوب إلي الشمال والشرق، واستعمروا اراضيها.. ليبدأ ما يسمي العصر البرونزي، نسبة لقيامهم بتعدين البرونز لصناعة أسلحة حروبهم العدوانية..
- كما أثبتت الأبحاث استخدامهم باكتريا الطاعون كسلاح بيولوجي لسهولة إبادة الشعوب المستعمرة؛
- نفس السيناريو المتكرر عبر آلاف السنين، بداية من "اليمنايا" ..
- ثم الأوبئة العالمية كالطاعون الأسود بالقرن الرابع عشر..
- ثم جرائم الاستعمار الهندو-أوروبي، كالانجليزي والبرتغالي والأسباني والهولندي والفرنسي في قارات أستراليا والأمريكتين..
- وأخيرا؛ أوبئة العصر مثل الآيدز، أنفلوانزا الطيور والخنازير وكرون.!
-
= أشهر هذه الأبحاث، المنشور 24 نوفمبر 2015، بمجلة (Nature Communications) إعداد العلماء "إيبي جونز"، الأستاذ بجامعة ترينتي في دبلن، "رون بي نهاسي"، الأستاذ بجماعة دبلن الأيرلندية، نقلا عن: (بي بي سي).
• قبائل كالاش : أشكناز الترك-آريين | هندو-أوروبيين | ويهود خيبر ...
= كشفت دراسات حديثة، وجود قبائل نادرة، منعزلة مهددة بالإنقراض، تسكن عند (ممر خيبر Khyber Pass) بين جبال هندوكوش، شمال باكستان، تحمل صفات قدماء الطورانيين، المهاجرين لشرق آسيا، لتكون شاهدة علي ملامحهم الحقيقية الشاذة تماما عن شعوب المنطقة المحيطة بها، مثل العيون الخضراء والزرقاء والشعر الذهبي والبشرة البيضاء!
-
= القبائل تسمي (كالاش Kalash) أفرادها عددهم 6000 فقط، يمتلكون أعلي معدل - خارج أوروبا - من جينات قبائل يامنايا (المهاجرة من السهوب)، وبالتحديد الكروموسوم (R1a)، لكل من الذكور والإناث.
-
= (ممر خيبر Khyber Pass)، عبر منه بعض البدو الطورانيين إلي جزيرة العرب واستوطنوا قرب مدينة يثرب، ثم تهودوا، كما فعل "الخزر" بعدهم بمئات السنين، واشتهروا بدفن موتاهم في (كورجان) اكتشفت مؤخرا بأعمال تنقيب أثرية بالسعودية!
-
= تسجل تقاليدهم أن أجدادهم ينحدرون من مكان يسمي "سوريا" وهي تسمية هندوآرية قديمة تعني "بلاد الشمس"، وهو اسم إله سلافي (هندو-أوروبي) وآخر هندوسي بنفس المعني.
-
= المفاجأة، أن لغتهم تسمي (أشكونو Âṣkuňu) أو (أشكون Ashkun) أو (أسكينا Askina) وهي لغة هندو-آرية – إيرانية قديمة، واسمها مرتبط بقوة بقبائل أشكناز التركية بالأناضول جنوب القوقاز.. لتصبح اللغة والملامح والتركيب الجيني أدلة علي الأصول التركية لهذه القبائل.
-
= يطلقون أيضا علي لغتهم مصطلح : «خوار Khowar» - القريب من قبائل الخوريين الطورانيين (الميتانيين) - تضم كلمات فارسية (آرية) وهندو-أوروبية قديمة.
-
= تعرف وديان كالاش الثلاثة أيضاً باسم كافرستان – أي: (أرض الكفار)، كما تسمي الولاية التابعين لها، ولاية (نورستان Nuristani)، وفق ديانتهم المزيج من البهائية (الماسون المستنيرين) والهندوسية القديمة.
-
= على عكس الثقافة الباكستانية المحيطة، لا يعترف الكلاشا بالفصل بين الذكور والإناث، ولا يمانعون العلاقات الجنسية الحرة، وإذا تزوجت فمن حقها خلع زوجها وتغييره بآخر إذا دفع لها ضعف مهر المخلوع!
-
= إذا دخلت المرأة فترة الدورة الشهرية، يتم عزلها في مجمع سكني خاص يسمي (بشاليني bashaleni)، لحين استعادة طهارتها، وهي عادة شاذة دخلت علي المجتمع اليهودي القديم نتيجة اختلاطه بالترك البدو المهاجرين لأرض كنعان العربية، كقبيلة بيليست، وبقيت فيهم حتي اليوم!
-
-
-
* رابط الجزء الأول:
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=785388
-
-
-
^ مراجع – مصادر:-
فرضية ماريا جيمبوتاس
كوريوزيتاس، موقع (24 يوليو 2012). "الكلاش – قبيلة البيض في باكستان". البيان.
Encyclopædia Britannica and the Grand Dictionnaire Encyclopédique Larousse
Mallory 1989، صفحة 185
Strazny 2000، صفحة 163
Jones-Bley, Karlene (2008). "Proceedings of the Eighteenth Annual Indo-European Conference, Los Angeles, November 3–4, 2006". Historiographia Linguistica 35 (3): 465–467.
Gimbutas 1985، صفحة 190.
Haak؛ وآخرون (2015). "Massive migration from the steppe is a source for Indo-European languages in Europe". bioRxiv 10.1101/013433
(Anthony 1986: 295f .؛ Mallory 1989: 162 ، 197-210)
Klimburg, M. (1999). The Kafirs of the Hindu Kush: art and society of the Waigal and Ashkun Kafirs (Vol. 1). Franz Steiner Verlag.
Morgenstierne, G. (1929). The language of the Ashkun Kafirs. Aschehoug.
Turner, R. L. (1932). The Language of the Ashkun Kafirs. By G. Morgenstierne. Extract from Norsk Tidsshrift for Sprogvidenskap, Bind ii, 1929. pp. 192–289. Journal of the Royal Asiatic Society of Great Britain & Ireland (New Series), 64(01), 173–175.
West, Barbara A. (19 May 2010). Encyclopedia of the Peoples of Asia and Oceania. Infobase Publishing. p. 357.
"Tribe of Kalash: The Last Kafir". Global Human Rights Defence. 1 March 2021. Retrieved 11 April 2021.
"Richard Strand s Nuristân Site: The Kalasha of Kalashüm". https://www.nuristan.info. Retrieved 31 December 2022.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
