أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركات العلمية














المزيد.....

نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركات العلمية


مجدى عبد الحميد السيد
كاتب متخصص فى شئون العولمة والتكنولوجيا

(Magdy Abdel Hamid Elsayed)


الحوار المتمدن-العدد: 7541 - 2023 / 3 / 5 - 12:40
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


زرت الولايات المتحدة منذ حوالى ثلاثين عاما وشاهدت لأول مرة كيف يمكن أن تعمل الجامعات ومراكز البحوث لصالح تطوير الصناعات المختلفة ، وكان هذا الأمر يحدث بصورة متنامية بعد الحرب العالمية الثانية ، ولكن مع مطلع التسعينيات تطور الأمر مع العولمة لكى يتم تعميم تجربة مشاركة الجامعات والمراكز البحثية للصناعة والتجارة فى عمليات تطوير العالم آنذاك . لقد اعتادت الشركات وخاصة الكبرى منها دفع ملايين الدولارات للمراكز البحثية للحصول على تطوير معين يمكن أن يرفع أسهم الشركة او حجم تجارتها بدلا من اللجوء إلى مهندسين ومتخصصين معينين بالشركة فى مراكز التطوير لديها ، مع الأخذ فى الاعتبار الطبيعة السرية لتلك التطويرات وهو ما التزمت به الجامعات والمراكز البحثية نظير الحصول على المال اللازم من تلك المشروعات وبالتالى استمرار التدفقات المالية للجامعة. وكان هذا التعاون مفيدا لكل من الجامعات والشركات على حد سواء فطغت العلوم التطبيقية طغيانا كبيرا على العلوم البحتة الأساسية والعلوم النظرية.
ولكن مع مطلع الألفية تطورت تلك الشراكة لتجعل العلم نفسه تحت رحمة تلك المشروعات خاصة فى مجالات محددة ونامية مثل مجال التكنولوجيا والمجالات التقنية الطبية ومجال الأدوية والمستلزمات الطبية ومعظم المجالات الصناعية الهندسية. فقد اندثر العلم الأساسى فى معظم الجامعات ليتحول تدريجيا إلى العلم التطبيقى الذى يمكن أن تموله الشركات والمشروعات البحثية المدعومة من الجهات التجارية والبيزنيس. لم تعد مقولة " العلم للعلم" تصلح فى العولمة لإن تلك النوعية من العلوم لن تجد لها تمويلا وبالتالى لن تجد لها تطويرا كبيرا يمكن مقارنته بما حدث للعلوم التطبيقية التى يمكن أن تجد لها تمويلا بسهولة. وامتد هذا الأمر أيضا ليتجاوز العلوم الأساسية مثل الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا ليصل إلى العلوم النظرية التى يصعب أن تجد تمويلا من الشركات مثل الفلسفة والتاريخ والاجتماع والانتروبولوجى وحتى العلوم السياسية وغير ذلك من العلوم النظرية ، وبالتالى نجت العلوم التى لها واجهة يمكن من خلالها أن تتعاون مع الشركات مثل علم النفس (التطبيق الطبى والصيدلى) وحتى علوم حديثة مثل التنمية البشرية التى تجد دعما من شركات الإعلام والنشر وشركات الانترنت وهى ليست علوما بالمعنى الواضح. لقد تأثرت الإبداعات الإنسانية فى الأدب والفن والثقافة أيضا بالشركات وخاصة شركات الإعلام والرعاة وشركات الإنترنت فأصبحت تلك الشركات تحفز إتجاهات معينة وتغض النظر عن اتجاهات لا تناسب مكاسبها.
الغريب بالفعل هو انتقال ظاهرة عولمة العلم وتأثره بالشركات من الولايات المتحدة إلى دول آسيا لتتغلغل البراجماتية العلمية إلى معظم دول شرق آسيا والهند ولكنها اصطبغت فى الصين بصبغة التدخل الحكومى فى تلك العلاقة وتوجيهها سياسيا وشعبيا حسب طبيعة الشعب الصينى ولكن تركتها على حريتها حينما يكون المخاطب هو العالم الاخر غير الصين.
الآن ومنذ عدة سنوات تطور الأمر كثيرا ليخرج التعاون إلى حيز أكبر وهو أن تتحول بعض الشركات إلى مراكز بحثية للشركات الأخرى بدلا من الجامعات ، فتستطيع تلك الشركات استقبال المبدعين من الجامعات ومن غير الجامعات ومن شتى دول العالم دون عوائق سياسية ليقوموا بتنفيذ مشروعات الشركات الأخرى ، وقد ظهر ذلك واضحا الآن فى مجال التكنولوجيا والتقنيات الطبية والصيدلانية ، فالتكنولوجيا الحيوية وتكنولوجيا الاتصالات أصبحت ملك الشركات وليست ملك الجامعات والمراكز البحثية ، وأصبحت بذلك الجامعات والمراكز البحثية القومية جزء من مراكز أبحاث الشركات التى تقدم خدماتها للشركات الأخرى.
إنه عالم جديد تحول فيه العلم إلى مجرد تابع للشركات التجارية ينفذ لهم ما يريدونه نظير أن تستمر الجامعات والمراكز البحثية فى الحصول على موارد مالية.
قد يكون من المناسب لنا فى تلك المرحلة أن نفكر بنوع من البراجماتية والنفعية وتعترف جامعاتنا ومراكزنا البحثية فى المنطقة العربية بأهمية المشروعات التى تطلبها الشركات لإن الشركات بمشروعاتها أصبحت هى الممول والمحرك الأول للتقدم العلمى ولا عزاء لنظريات " العلم للعلم" ولا للعلوم النظرية التى لا تجد تمويلا.



#مجدى_عبد_الحميد_السيد (هاشتاغ)       Magdy_Abdel_Hamid_Elsayed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد تأخرنا يا لورد ولكن
- ما الذى يجرى فى العالم المتغيرلنلحق به
- نحو ثقافة عربية شرق أوسطية جديدة
- الشرق شرق والغرب غرب وبينهما أمم متشابهات
- رونالدو فى السعودية عبر اقتصاديات عالمية جديدة
- القرن الحالى هو قرن آسيا والعولمة الأسيوية
- العولمة العلمية بين العلم والدين
- اشتراكية العولمة هل هى النموذج القادم
- وجهات نظر عالمية أخرى فى التقدم والتطور
- هل يمكن للعلم أن يعيد كتابة التاريخ ؟
- بين العولمة الثقافية والدين
- هل تغيرت طبيعة الوظائف وهل ستتغير مع وبعد جائحة كورونا ؟
- مشاكل الأديان مع العولمة الثقافية والاجتماعية وتنامى المعرفة ...
- القضايا الاجتماعية والأحوال الشخصية فى عصر العولمة
- الإدمان الرقمى الديجيتال هل سيحل محل الإدمان الحقيقى؟
- القوة الناعمة فى عصر العولمة الثقافية – الصين نموذجا
- هل يمكن أن تنتهى الأديان المعروفة الآن ؟
- التغيرات المجتمعية فى الأحوال الشخصية قد لا تناسب عصر العولم ...
- التعليم الخارجى هل هو ضرورة للدول النامية مع عولمة التعليم ؟
- نحو عالم جديد وعولمة جديدة بعد كورونا وأوكرانيا


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - مجدى عبد الحميد السيد - نهاية عصر العلم للعلم وبداية عصر المشروعات التطبيقية والشركات العلمية