|
عن الخمر في بلاد الخمر
بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 10:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحية طيبة ايها الأحبة و في هذا اليوم الجميل المشمس الذي لا يخلو من برودة ، جلست في الشرفة و اخذت بيدي اليسرى كأسا من النبيذ و في اليمنى سيجار روميو ارتشف حينا من كأسي و اتنفس دخان سيجاري احيانا فأضاء المشهد الهاديء و زقزقة العصافير في رأسي فكرة الكتابة
وقررت أن أحدثكم عن الخمر و عن الجدل المتجدد في العراق حول هذه المادة و مايقوم به بعض الموامنة من محاولة لفرض صورة في مخيالهم المريض على الواقع العراقي بين الحين و الآخر و رغم كونهم يفشلون في كل مرة إلا إنهم يعيدون الكَرَّة
لن اناقش بطبيعة الحال هؤلاء الصلاعمة في مجلس الدواب العراقي و لا رجال دينهم المخرفين مثل المدعو عداي الغريري فمثلي لا يخاطب هؤلاء و ان كنت سأوجه نصيحة للشخصية المذكورة أعلاه من باب الأخوة الإنسانية
و لكن أوجه رسالة الى كل ابناء الشعب العراقي العزيز من مثقفين و أكاديميين و كذلك اولئك المتدينين بالتدين الشعبي البسيط الغير ملوث بالسياسة
و هنا سأناقش مسألة المنع بحد ذاتها و مدى جدواها او فائدتها و نقارنها مع تجارب تاريخية عالمية ..
في الولايات المتحدة الأمريكية عام ١٩٢٠ صدر قانون فدرالي بمنع تصنيع و نقل و بيع المشروبات الكحولية وهو القانون المعروف ب (( فولستيد )) إستمر العمل بهذا القانون ١٣ عاما ، اي من ١٩٢٠ _ ١٩٣٣
الذي حصل ببساطة انه خلال هذه الفترة تم تدمير بنية المجتمع الأمريكي الطبيعية وأدخلت عناصر جديدة لا زالت تعاني منها امريكا الى اليوم
فأول مظاهر هذا القانون التي انعكست بشكل مباشر على المجتمع الأمريكي تمثلت بالتهريب حيث ظهرت فئة احترفت هذه المهنة و هذه الفئة تحولت و بسرعة الى عصابات مسلحة ذات قوة فتاكة تنافس حتى قوة الدولة
فلابد انكم قد سمعتم جميعاً بقصص ( آل كابوني ) و افلام جون توريو و الفونس كابوني الخ هذا الهراء الذي لا اريد ان أطيل به
ولكن ها هنا ابتدأ عصر المافيات في الولايات المتحدة الأمريكية ومع عصر المافيات بدأت تنتشر ظاهرة غسل الأموال و ازدهرت تجارة المخدرات بشكل اكبر و نشطت تجارة البغاء اضعاف ماكانت عليه في السابق
فما اقر هذا القانون لأجله اي لحماية الأسر من التفكك و محاولة نشر الفضيلة قد أدى إلى العكس تماما و غير المجتمع الأمريكي و الى الأبد
ولذلك فقد الغي القانون و تم اعتباره سقطة كافرة لا يمكن العودة لمثلها ابداً
أما انتم في العراق فلكم تجربة الى حد ما مشابهة وهي : ان القائد الضرورة استفاق ذات مرة من سكرته في التسعينات من القرن الماضي فقرر ان يغلق دور البغاء و الدعارة المرخصة و بارات المشروب فتسبب بكارثة للمجتمع العراقي لا تقل شرا عن كوارثه في حروبه العبثية حتى انه كانت هناك نكتة يتندر بها العراقيين على تلك القرارات الصبيانية فينشدون : يا محلى شقة الريس كل نوع العرك بيها .. من يسكر ابو عداي حتى الحصة يلغيها
لأنه ببساطة قد تحول نشاط البيع و الشراء للمشروبات الكحولية او حتى القوادة الى داخل البيوت و الأحياء السكنية بعدما كانت في اماكن بعيدة عن المناطق السكنية و خاضعة للرقابة المستمرة
و اصبح من الطبيعي ان تسمع بيت أم فلان في الحي الفلاني توفر خدمات الترفيه للزبائن و طبعا طالما لم يعد هناك رقابة للدولة و لا للأجهزة الصحية فقد اصبحت هذه الأوكار مراكز لنشر الأوبئة و الأمراض و الإيقاع بالقُصَّر و مختلف انواع الرذيلة و ازدهر نشاط التهريب و ظهرت عصابات منظمة تجاوزت الجغرافية الداخلية الى الحدود الدولية من ايران الى المملكة العربية السعودية و من تركيا الى الكويت
حتى إن بعض الكُتَّاب و الروائيين غطوا تلك المرحلة بقصص العصابات مثل الكاتب و الروائي صباح عطوان وقد كانت ظاهرة جديدة نوعا ما على المجتمع العراقي
طبعا إخواني هذه القصص التي تسمعونها الآن على شكل بضعة سطور ، انا امضيت فيها سنين و ان اقرأها و احللها و استمع الى الناس لأصل في النهاية الى تشخيص او قراءة في ضوء علم الإجتماع و السلوك و التاريخ
و بالحديث عن المجتمع العراقي و بقراءة سريعة للواقع الديموغرافي فأن تطبيق مثل هذا القانون سيكون كارثيا و على شيعة العراق بشكل أساسي
لماذا ؟
ببساطة لأن الشيعة في التقليد و إن كان لهم مراجع إلا ان لهم حرية إختيار الفتوى من مراجع عدول آخرين
بمعنى : انه يمكن ان اقلد السيد السيستاني الذي يقول بالحرمة القطعية للمخدرات و لكن اخالفه في هذه الجزئية و اتبع فتوى مرجع آخر حتى ولو كان ميت مثل السيد الخوئي الذي يبيح زراعة و بيع المخدرات مالم يترتب على ذلك مفسدة
و حتى لو ظهر من يُخَطيء الخوئي في وقت لاحق و لكنه سيبقى مرجع عدل و إمام الطائفة و على كل حال لا يمكن تخطئة متبع الفتوى
و كما قال السيد الخميني : إن الفتوى كالرصاصة اذا انطلقت لا يمكن ايقافها
و بناءا على مزاعمي و رؤيتي الشخصية في العقلية المشرقية .. فأنني ارى بعين الروح ماهو حاصل في المستقبل رغم ان النتائج المريرة قد حصدناها في البصرة الفيحاء
حيث تم التضييق على باعة المشروبات الكحولية و في نفس الوقت فتحت مصاريع السماء لتجارة المخدرات فكانت المأساة
و في البصرة مثلا هناك من يرى الى يومنا هذا إن المخدرات و زراعتها و الإتجار بها صنعة ينتفع بها و بمالها و لست اعلم ان كان رجال الميليشيات يتخذون من فتوى السيد الخوئي ستارا لهم في تلك التجارة او الصنعة فليست عندي هاهنا مصادر موثوقة
و لكن هؤلاء على سبيل المثال لا يحرمون الإنتفاع بمال اخطر انواع المخدرات طالما لم تترتب على ذلك مفسدة ! ، و الله وحده العالم بما يقصدونه بالمفسدة *
فالمفسدة مسألة نسبية تختلف من شخص لآخر
و هنا تكمن خطورة منع المشروبات الكحولية في حال إستبدالها بعناصر أخرى قد تكون مؤذية على المدى البعيد خصوصا مع عدم وجود مانع ديني اي نص صريح بتحريم تلك المواد و بالتالي عدم وجود مانع مجتمعي على المدى البعيد و لكم ان تتخيلوا النتائج الكارثية ! اذ ان الإنسان المسلم الذي يعاقر الخمور قد تنتابه صحوة و بسبب عوامل كثيرة و يعود إلى طريق الإسلام اما من يذهب في طريق المخدرات فلا عودة له و لا صحوة و لا ادراك و ما دمنا في مجال المقارنة بين الخمور و المخدرات فها نحن نشير الى مسألة خطيرة وهي ان المجتمعات الإسلامية و بسبب عوامل دينية فهي كارهة للخمور _ في اللا وعي _ على أقل تقدير و لكن لايوجد من مانع حقيقي بنص صريح تجاه المخدرات فما بالك مع هؤلاء اللذين اصلاً لا يؤمنون بالقياس
و هذا ليس كلامي بل كلام أناس من الشيعة شخصو هذه العلة بالذات في بعض المجتمعات العربية ، فها هو صالح الورداني يصف الشخصية المصرية وحبها للدين والنوستالجيا
رغم ان الشخصية المصرية بحد ذاتها لم يغيرها تَشَيُعْ أَو تَسَنُنْ فيقول :
ولعل معلم الميل للماضي هذا ينبع من بغض الحاضر ومحاولة التهرب منه وربما هذا يفسر سر انتشار المخدرات بين صفوف العوام فهذه المخدرات من العوامل المساعدة على نسيان الواقع. ومع أن الخمر أقل تكلفة وأرخص سعرا من المخدرات إلا أنها أقل انتشارا بين العامة والسبب في ذلك يعود إلى التدين. فالمصريون لا يرون تناقضا بين المخدرات والدين بينما يرون هذا التناقض بوضوح بينه وبين الخمر.
الخدعة رحلتي من السنة الى الشيعة صالح الورداني صفحة ١٧٦ _ ١٧٧ الطبعة الأولى ١٩٩٥ م دار النخيل للطباعة والنشر بيروت - شوران - 6113 / 113
نصيحة انسانية للشيخ عداي الغريري :
اما بالنسبة للشيخ عداي الغريري الذي يقول بأن المشروبات المغشوشة تسبب آلام الرأس ، فعزيزي الشيخ عداي .. كل ما هنالك انك لا تشرب بالطريقة الصحيحة ، و اليك عزيزي الطريقة الصحيحة للشرب وهي نسبة ٢ الى ١ مع قطعتين او ثلاثة من الثلج و حاول أن تأكل بعض الفواكه في المزة
https://youtu.be/xb6RjgVnVGw
__________________________________
مسائل متفرقة تتعلق بحياة الإنسان المعاصر
هل تجوز زراعة الترياق والهيروئين وبيعهما، خصوصا مع فرض امكان الانتفاع بهما ببعض الفوائد؟ الخوئي: لا مانع من ذلك في حد نفسه، ما لم يترتب عليه مفسدة.
صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات لسماحة آية الله العظمى أستاذ الفقهاء والمجتهدين السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي " قدس سره " مع تعليقات وملحق لسماحة آية الله العظمى الميرزا الشيخ جواد التبريزي " دام ظله الوارف " الجزء الثاني ، صفحة ٤١٧ دار الإعتصام للطباعة و النشر الطبعة الأولى في إيران، جمادي الأول 1417 ه، ق، المطبعة: مهر عدد قم پاساژ قدس پلاك 60 - ت 741161 جمهورية ايران الإسلامية
وقد شرح السيد فضل الله معنى المفسدة _ من وجهة نظر الفقهاء _ فقال : ومن بين الامور التي احب ان اسوقها من خلال هذا المنهج هناك مثلا خلاف بسيط في مسألة المخدرات ، هل هي حلال ام حرام ؟ و التدخين كذلك ، فالفقهاء (( للسبب أعلاه )) يقولون ان التدخين حلال فيما لايوجد هناك نص . و الإختلاف الذي حدث بين الإخباريين و الأصوليين في مسألة التدخين إنما هو إذا شككنا في حرمة شيء و حليته ، فهل الأصل البراءة ام الإحتياط ، انهم يبحثون المسألة من باب مشكوك الحلية و الحرمة _ لأنه لا نص فيه ، وكذلك الأمر في مسألة الأفيون والترياك بل في الحوزات العلمية كانوا يمارسون شرب الترياك على أساس أنه ليس فيها دليل، وحتى فقهاؤنا عندما أرادوا أن يفتوا بحرمة هذا الإدمان هل إنه بنفسه محرم أم لا، فلم يثبت لديهم إلا في الحالات التي يتحول الإدمان إلى مشكلة صحية غالبة فوق العادة وعندما لاحظنا مثلا الآية الكريمة : يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا تسائلنا عن الأساس في الحرمة ؟ فوجدنا الجواب هو ان الإنسان يحصل على نشوة من الخمر يهرب فيها من مشاكله ، و يحصل على ربح من خلال القمار اذا لم يجد عملا ، و لكن المفسدة اكبر من ذلك
الندوة _ سلسلة ندوات الحوار الإسبوعية بدمشق _ آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله محاضرات و مطارحات في العقيدة و التربية و الفقه و السيرة الجزء الأول _ صفحة ٥٠٩ اعداد : عادل القاضي بيروت ، الطبعة الخامسة _ ١٩٩٨ م الناشر : دار الملاك للطباعة و النشر و التوزيع
لاحظوا معي ، إنه حتى هؤلاء الفقهاء الحداثيين مثل السيد فضل الله الذي نكن له الإحترام لم يستطيعوا تحريم المخدرات قطعا بل حرموا الإدمان المرضي و بالقياس على آية الخمر و الميسر !! و الرجل يعترف بأن مسألة المخدرات مسألة خلافية بين الأصوليين و الإخباريين و بأن الكثير من رجالات الحوزة ابتلو بهذا البلاء
و اعلم رعاك الله إنه و الى حد فترة قريبة أي الى حين دخول الإنكليز ( عليهم السلام ) الى العراق و نشرهم للطبابة الحديثة فأن الناس في العراق و منهم الشيعة بعوامهم و خواصهم لم يملكوا غير الأفيون لغرض التداوي من الآلام المبرحة حالهم في ذلك حال الكثير من البشر ذاك الزمان
فعلى سبيل المثال يقول العاملي : كتب إلينا شيعة دمشق يطلبون حضورنا إليهم والسكنى عندهم. فخرجنا من النجف في أواخر جمادي الثانية سنة 1319 بعد ما أقمنا فيها عشر سنين ونصف السنة. في الكاظمية ووصلنا الكاظمية فأصابني فيها رمد شديد حتى كنت لا أستطيع النوم ليلا ولا نهارا فأشار علي بعضهم بتدخين الترياك الأفيون فجررت من دخانه مرة واحدة بالآلة المسماة بالبابور فوجدت له رائحة خبيثة وسكن ما بعيني من الوجع ونمت تلك الليلة.
محسن الأمين العاملي اعيان الشيعة الجزء الأول _ صفحة ٣٦٠ دار التعارف للمطبوعات بيروت
* ١٣١٩ قمرية تقابل سنة ١٩٠١ م
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحجاب و التواصل البصري
-
المحتوى الهابط
-
الصلاعمة و الإشتراط السلوكي البافلوفي
-
اليسار الفرنسي ..مكانك راوح
-
تطرية القلوب في معرفة الراكب و المركوب
-
تنبيه العوام لشرور الإسلام
-
حول الزط و اصولهم
-
محاولة لتوجيه الصراع الى المسار الصحيح
-
قطر و كأس العالم الإسلامي
-
الآذان صوت الإنسان
-
رزق الإخوان على الليبراليين
-
سجودي لنهد خلقت
-
لماذا تهتمون بالشأن الأوكراني ؟!
-
هل يمكن تطبيق أفكار احمد . ت كورو
-
مثال للنقد النصي للقرآن الكريم
-
الهجوم على سلمان رشدي
-
نظرية غوندياييف
-
هل الحجاب عرف أم فرض ٢
-
هل الحجاب عرف أم فرض ؟
-
الموقف الماركسي من المال / النقود
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|