عيسى بن ضيف الله حداد
الحوار المتمدن-العدد: 7536 - 2023 / 2 / 28 - 13:44
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قرائن موجز في وقفة تاريخية / مستمدة من عمل موسوعي، بعنوان الفضاء العربي في مسار التشكل- الكتاب الأول
قرائن تاريخية إضافية: في قرائن تاريخية إضافية تدعم قدم المسار التاريخي الفاعل في تحديد دائرة الهوية العربية - ذلك القدم السابق جداً للإسلام - هو الحدود التي توقفت عندها انتشار اللغة والثقافة العربية، من حيث قد تم تحديد هذا الانتشار، عبر سياق مغاير في حدوده مع حدود انتشار الإسلام. كما أن سرعة الانتشار ذاته، تدعم كون المخاض التاريخي الذي انبثقت منه هوية المنطقة يعود بقدمه إلى عصور سحيقة..
علاوة على ذلك، تفصح طبيعة هذا الانتشار عن ذاتها، بكثير من الوقائع من بينها:
أولاً: في كون اللغة العربية في مداها الإسلامي تعلن عن ذاتها كلغة النخبة/، تكاد تنحصر لدى علماء الدين والفقهاء، وفي أقصى مداها، لغة الشعائر والصلوات، بينما تكون في مداها العربي تجاوز ذلك، لتكون لغة العامة والخاصة، كلغة الثقافة وممارسات الحياة..
ثانياً: تُظهر الوقائع الحية، بكون تمسك المسيحيين العرب بهذه اللغة ودورهم بتطويرها، حتى في أرض المهجر، وليس بأقل من تمسك المسلمين العرب بها..
ثالثاً: تفصح تلك الظاهرة التاريخية عن حقيقتها بكل جلاء، من خلال الانتقال السريع للمراكز السياسية وحتى الثقافية، من مكة والمدينة إلى دمشق وبغداد والقاهرة وغيرها من مدن المغرب العربي.. من حيث كونه يعبر عن تنقله في كونه في ذات المجال..
ولكم تظهر تلك الوقائع، بين الحين والآخر عن ظهور مرجعية ما، ومؤشرات ما - حتى لو كانت مستترة - تضغط بحد ذاتها على الواقع السياسي والثقافي العربي، معلنة عن عرينها العروبي.
وكما قد ذكرنا، ليس الحاضر فقط وليداً شرعياً لتاريخ الماضي، بل ويمكن فهم هذا الماضي من خلال قراءة لقرائن يعلن عنها الحاضر..
#عيسى_بن_ضيف_الله_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟