|
الأغنية التراثية ظبي اليمن.. من الفنان أبوبكر سالم إلى أصيل أبوبكر
محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 7536 - 2023 / 2 / 28 - 13:04
المحور:
الادب والفن
فنانونا والتراث ..
إن تراثنا الغنائي اليمني عريق وضارب بجذوره في أعماق التاريخ ، متسم بالتنوع والثراء ، ومرتبط بهواء اليمن وتضاريسها ، وله خصوصيته ونكهته اليمنية الأصيلة ، التي تميزه عن باقي فنون العالم ، وله أعلامه ومشائخه الأوائل ، كالفنان المطرب الشيخ علي أبوبكر باشراحيل 1951م، والمطرب صالح عبدالله العنتري 1965م ،والمطرب إبراهيم الماس 1966م، والمطرب عوض عبدالله المسلمي 1909ـ 1975م، والمطرب فضل محمد اللحجي 1967م، والمطرب أحمد عُبيد قعطبي 1969 ، والمطرب قاسم الأخفش ، وغيرهم من الرواد الأوائل الذين أوصلوا إلينا كل هذه الألحان التراثية بأصواتهم البديعة، وأدائهم المميز للتراث الغنائي اليمني ، استطاع هؤلاء الأعلام أن يحافظوا على التراث الغنائي في ذلك الزمن بإمكانيتهم المتاحة ، وظروف تلك المراحل التي عاشوها وظهروا فيها ، وطبيعة الحياة والمخاطر التي تعرض لها هؤلاء الفنانون لا سيما في شمال الوطن ، حيث كان الغناء محرما في فترة الحكم الإمامي ، إلا أن هؤلاء المطربين الأوائل استقوا التراث من عمق المجتمع ، وكانوا حريصين كل الحرص على حفظه ونقله بأمانة إلى الأجيال ، وإننا في هذا الصدد نستشهد بقول الفنان الكبير محمد مرشد ناجي ـ رحمه الله ـ في كتابه ( الغناء اليمني القديم ومشاهيره) : “ إن المطرب اليمني عبر هذه القرون أشبه ما يكون بالمحارب الحامل لراية الحرب في حومة الوغى إذا ما وافته المنية سلم الراية لمحارب آخر ، وبهذا الأسلوب كان المطربون عبر هذه العصور يجاهدون في تسليم أمانة الموشح اليمني من جيل إلى جيل إلى أن وصلتنا روائع أنغامها وجمال صورها وأصالة يمنيتها “ .
من هنا ندرك ونستشف أهمية ودور أولئك الفنانين في الحفاظ على التراث الغنائي اليمني ، وكذا تقديسهم وغيرتهم عليه ، فهل يدرك فنان اليوم تلك الأهمية وتلك القداسة ؟ المتتبع لمعظم الإنتاج الفني على الساحة المحلية في الوقت الراهن سيدرك حجم الفراغ في الساحة ، لا سيما بعد رحيل الكثير من الأسماء الفنية التي وصلتْ بهم الأغنية اليمنية إلى أوج مجدها وزخمها كالفنان ، محمد مرشد ناجي ، ومحمد سعد عبدالله ، و أبوبكر سالم ، وكرامة مرسال ،و علي بن علي الآنسي، و أحمد بن أحمد قاسم ، وعلي عبدالله السمة ..
وسيدرك المتتبع أيضا كم يجهل معظم فناني اليوم ـ الشباب على وجه الخصوص ـ أهمية التراث ومكانته ، وأعلامه ..
فنان اليوم يغني الأغنية ولا يعرف من كاتب كلماتها ومن ملحنها ، إنه لمن المخجل حقا أن تسمع أحدهم في لقاء في إحدى الفضائيات العربية وفي برنامج فني مشهور ، وهو فنان يمني شاب . يغني أغنية ( ظبي اليمن )، وعند انتهائه من أداء الأغنية يسأله المذيع عن تاريخ هذه الأغنية ، وشاعرها ، فيجيبه هذا الفنان :عمر الأغنية خمسمائة وخمسين سنة ، وشاعرها الدكتور عبدالكريم الإرياني ، وملحنها الفنان أحمد فتحي ، كان الأحرى بهذا الفنان أن يبتلع لسانه ، ولا يجازف بهذه الإجابة ، ويوقع نفسه في كل هذه الأخطاء المتتالية عن أغنية واحدة ، فالأغنية مشهورة وهي من كلمات الشاعر عبدالعزيز المقالح ، وقد كتب الدكتور المقالح كلمات هذه الأغنية على وزن الأغنية ( الحُمَيْنِية ) الأصل ، التي غناها الفنان إبراهيم محمد الماس ، من كلمات الشاعر علي بن صالح العماري 1798م ، والتي جاء في مطلعها :
يا ظبي صنعا بعسجد خدك المنقوشْ ولين قدك وفضة كفك المرشوشْ وسحر عينك وريش أرماشها المريوشْ وصبح وجهك وداجي شعرك المحنوشْ
ترنم بهذه القصيدة الفنان إبراهيم محمد الماس قبل أكثر من سبعة عقود، ووصلت إلينا بصوته عبر الاسطوانات ، وما يحسب للفنان الأستاذ أحمد فتحي هو تطوير اللحن مؤخرا والتوزيع الموسيقي ، ووضع المقدمة الموسيقية لهذه الأغنية ، واشتهرت الأغنية ( ظبي اليمن ) بصوت الفنان أبوبكر سالم بلفقيه رحمه الله .
وتوقفنا هنا عند كلام هذا الفنان المجانب للصواب ، والذي لم يكلف نفسه القليل من الجهد والاطلاع ، ما هو إلا من قبيل التنبيه لفنانينا الشباب على ضرورة الاطلاع والتثقيف الفني ، والموسيقي ، ومعرفة تراثنا الغنائي العريق الزاخر بالدرر الفنية .
إننا نؤمن كثيرا بقدرات الفنانين الشباب ومساحة أصواتهم ، ولكن الصوت وحده لن يصنع منك فنانا مميزا ،ولن تتميز ما لم تكن فنانا مثقفا ، مستوعبا لأصول الغناء ، وأقل القليل مستوعبا لما تغنيه من تراث بلدك ، وليس مجرد تقليد أعمى لا يضيف شيئا ، بل يشوه ويمسخ . على فنانينا اليوم أن يستفيدوا كل الاستفادة من التجارب الفنية الغنية بالإبداع للفنانين السابقين ، عليهم أن يحذوا حذوهم ، وأن يدركوا أن للفن أصوله وليس مجرد البحث عن الأضواء والمادة ، وعليهم أن يستقلوا بإبداعهم وإنتاجهم الخاص .
عليهم أن يدركوا أيضا أن معظم فناني الزمن الجميل ، من نتذكر روائعهم الغنائية في كل مناسبة ، فنانون ميزتهم ثقافتهم واهتماماتهم بالأدب والفن والموسيقى والتاريخ ، فهذا الفنان محمد مرشد ناجي الذي غنى التراث الصنعاني وأبدع في أدائه ، وأخلص في ذلك مطورا ومجددا ، هو أيضا صاحب الكتب القيمة : ( أغانينا الشعبية ) ،و ( الغناء اليمني القديم ومشاهيره ) و ( صفحات من الذاكرة ) و( أغنيات وحكايات ) ، وهذا الفنان الكبير أبوبكر سالم بالفقيه شاعر قبل الطرب ، وأديب مفوه ، قدم الأغنية اليمنية إلى العالم العربي باقتدار ، وهذا الفان محمد سعد عبدالله صاحب ديوان ( لهيب الشوق ) ، وصاحب الروائع الغنائية الشهيرة ، وغيرهم الكثير من النماذج الفنية في الزمن الجميل من كبر إبداعهم ، وتعددت اهتماماتهم ، وما زالت أغانيهم تنعش أرواحنا وترمم جدران حياتنا اليومية بالحب والصفاء .
بقلم محمد اليوسفي 6 يناير 2020
لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط https://althawrah.ye/archives/608063
فيديو.. أبوبكر سالم - لما يغيب القمر (ظبي اليمن) اجمل حفلاته https://www.youtube.com/watch?v=KAHPL27pB5M
تعرف على السيرة الذاتية للفنان الراحل أبوبكر سالم بلفقيه
ولد أبوبكر بن سالم بن زين بن حسن بلفقيه في 17 مارس 1939 بمدينة تريم التاريخية في حضرموت.
وتوفي يوم أمس الأحد في 10 ديسمبر 2017 ،نشأ في أسرة عريقه عرفت بالنجابة والذكاء واشتهرت بالعلم والأدب إذ ان غالبية افرادها شعراء ان لم يكونوا يحملوا العلم والشعر في أن معا.
تربى في رعاية جده زين بن حسن وعمه حبشي ووالدته الصالحه بنت السيد عمر بن حسين الكاف وعدد من أعمامه؛ إذ توفي أبوه في عنفوان شبابه مصابا بالاستسقاء وابنه أبوبكر لم يكمل عامه الأول ولم تتزوج والدته بعد أبوه وبقى أبوبكر وحيدا دون اخوه في بيت جده الكبير برفقة والدته.
ودرس بمدرسة الاخوة في تريم وهي المجاورة لمنزلهم وتعلم على يد عدد من أقاربه القرآن الكريم ومبادئ العلوم، ثم التحق بمدرسة (الإخوة) في مدينة تريم، ثم عمل مدرسًا لمادة اللغة العربية في مدينة تريم، ثم في مدينة عدن، ثم اتجه نحو الغناء والطرب، ومارس إلى جانب ذلك عددًا من الأعمال التجارية.
تميز بجمال صوته في فترة مبكرة من عمره، فكان يؤذن ويردد تكبيرات العيدين في بعض مساجد مدينة تريم، وكان يشارك بعض أعمامه في إنشاد بعض الموشحات الدينية في عدد من الحفلات .
أبوبكر هو من اسرة (آل بلفقيه) المعروفة في حضرموت وهي اسرة متدينة ومثقفة اشتهرت بالعلم والتدين متفرعة من السادة باعلوي.
وقد سمي أبوبكر سالم تيمنا بجده العلامة أبوبكر بن شهاب أبرز علماء حضرموت.
عاش أبوبكر طفولته يتيما حيث توفي والده وهو ابن ثمانيه أشهر واحتضنه جده الشيخ زين بن حسن، تلقى أبوبكر تعليمة على يد أكبر علماء حضرموت واتم دراستة في علوم الفقه والدين وحفظ ثلثي من أجزاء القرآن الكريم وهو في سن الثالثة عشر وقد اظهر تفوقا ملحوظا في علوم اللغة العربية والشعر وظهرت مواهبه الفنية منذ صباه. اشتهر في صباه كمنشد للأناشيد والموشحات الدينية بالإضافة إلى أنه كان مُولعاً بالأدب والشعر إلى جانب حبه الكبير للغناء الذي ما رسه بشكل رسمي بعد الانشاد.
في فترة العشرينات من عمره عمل أبوبكر في حـقـل التعليم لمدة ثلاث سنوات فهو خريج معهد إعداد المعلمين وأظهر تفوقاً في الأدب والشعر وكان أحد المعلمين المتميزين في مادة النحو كما أن مواهبه الشعرية بدات منذ بلوغه السابعة عشر من عمره حينما كتب أول اغنيه له من كلماته وهي يا ورد محلا جمالك بين الورود ولديه ديوان شعري وقد سماه ديوان شاعر قبل الطرب تحتوي القصائد التي غناها والفنانين الآخرين أيضا.
غادر أبوبكر تريم في مقتبل شبابه استقر في مدينة عدن في عهد الخمسينات وهناك تعرف بالكثير من شعرائها وفنانيها وإعلاميين من امثال الشاعر لطفي جعفر أمان والفنان احمد بن احمد قاسم ومحمد سعد عبد الله ومحمد مرشد ناجي والشاعر والإعلامي فضل النقيب وغيرهم. وقدم أبوبكر نفسه على الصعيد الفني من خلال الحفلات الموسمية التي كانت تُقام في عدن، وحقق نجاحا باهرا ليفتح له الحظ أبوابه وتعرض حفلاته مسجلة ومباشرة في تلفزيون عدن، ثم الإذاعة التي بشرت بقدوم موهبة غير عادية.
المصدر اليمن العربي
لقراءة المزيد أرجو فتح الرابط https://www.elyamnelaraby.com/242914
كلمات ظبي اليمن
يا ليله دانه يا لدانه لدان يا ليله دانه يا لدانه لدان لما يغيب القمر والعقل به مربوش تسأل عليه العيون لي فوقها منقوش قال السحاب في اسى من امس ما شفتوش شل النجوم واختفى وجه السما موحوش لا افتش مغطى وانا اغطي على مفتوش يا ليله دان
ظبي اليمن يا حلاه يا روح من يهواك حاولت انساك لكن ما استطعت انساك انساك كيف والحشا يا فاتني مرعاك والقلب لك في الطريق هل تبصره مفروش لفتيش مغطى وانا اغطي على مفتوش
تعجبني الكبرياء والدل في المحبوب والشيطنه في البراء والوعد والمعتوه والأبتذال في الجمال ما يجعله مرغوب والعين لولا الرموش جمالها مخدوش لفتيش مغطى وانا اغطي على مفتوش
يا ظبي صنعاء دموع العين قد قالت لنا يا ظبي صنعاء ليت الليالي لا تفرق شملنا ليت الليالي والعقل يا فاتني في حبكم مربوش لفتيش مغطى وانا اغطي على مفتوش يا ليله دان
فيديو.. أصيل أبو بكر : ظبي اليمن https://www.youtube.com/watch?v=ALrHdt76BSY
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الذاكرة.. بين الطفولة ومرحلة الشيخوخة
-
الطبيب سندوك رويت يعيد النور لعيون 120 ألف مصاب بالعمى
-
الفنان محمد رمضان.. بين الغرور والاستهجان!
-
وكالة أنباء المجرم اردوغان!
-
هل النظام الملكي أفضل من الجمهوري؟
-
رونالدو ينضم إلى النصر السعودي بعدما فشل في تحقيق الحلم
-
صعود وسقوط اللاعب كريستيانو رونالدو!
-
استمرار جرائم عصابات طالبان في أفغانستان!
-
استمرار اغتصاب الأطفال.. من قارئ بيت المرشد إلى مدرب كرة الق
...
-
معاناة الإنسان اللاجئ.. من مهران الايراني إلى حسان السوري!
-
أوجه الشبه بين جرائم الزمرة الخمينية.. وجرائم طالبان والعصاب
...
-
الذكرى ال43 على المؤامرة الغربية والفتنة الخمينية!؟
-
محكمة دولية للدفاع عن الشعب الايراني.. ومقاضاة قادة عصابات ا
...
-
استمرار مآسي الأطفال.. من الاختطاف والتعذيب والإهمال!؟
-
الطفل المغربي ريان.. ضحية الإهمال والنسيان!؟
-
حكايات رياضية.. من ابراهيمو إلى خليلو ومحمد صلاح!؟
-
الإيرانيون بين اللجوء والاختطاف والانتحار.. بسبب اضطهاد عصاب
...
-
الأزمة الأوكرانية ولعبة القط والفار.. بين الدب والحمار!؟
-
المتغطرس أردوغان يعيد رسم خريطة سوريا وينفخ الروح في داعش!؟
-
بعد العمال.. احتجاجات المعلمين في المدن الايرانية
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|