أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالرحمن محمد محمد - الثور ومكانته في الميثيولوجيا القديمة














المزيد.....

الثور ومكانته في الميثيولوجيا القديمة


عبدالرحمن محمد محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7535 - 2023 / 2 / 27 - 18:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تكتنز الأرض في باطنها ما ينوف ويطغى على ما تجاهر به على سطحها، وبخاصة ما يهمنا من تاريخ الحضارات وما مرت به البشرية جمعاء، من تطور لافت، ربما كان ذلك عبر مراحل عدة وفي قفزات، عُدّت ثورات في تاريخ البشرية الحضاري والتاريخي والثقافي، ومهما تقدمت العلوم والمعارف، فإن تلك الكنوز المعرفية والعلمية، وحتى الدينية والروحية منها تعد أساساً ومنطلقاً للإنجازات العلمية والتطور المعرفي الذي نشهدهما اليوم.
الكثير من الديانات، والحضارات اتفقت بشكل أو بآخر على بعض الرموز، والطقوس، التي ترمز إلى مناحي متعددة وقوانين في حياة كثير من الأمم، ومن ذلك خبر اكتشاف جديد في منطقة نجران جنوب السعودية، وهو رأس ثور برونزي، وثلاثة خواتم ونقوش كتابية، وتعد هذه المكتشفات ذات أهمية كبيرة، وقد نوهت على ذلك هيئة التراث السعودية، مشيرة إلى حضور صورة الثور الدائم في آثار ممالك جنوب الجزيرة العربية في عصور ما قبل الإسلام، كرمز للقوة، والخصوبة، والعطاء.
صحيفة الشرق الأوسط وفي عددها رقم /16157/ وفي مقال بعنوان “رأس الثور… رمز القوة والخصوبة والعطاء” للكاتب محمود الزبيدي أشارت إلى تكرار ذكر الثور، ورمزيته في الكثير من الثقافات، والديانات القديمة، ومما أورده الكاتب عن مكانة الثور في ميزوبوتاميا (برز الثور في مختلف أنحاء الشرق القديم، وتعدّدت وجوهه دينياً ومدنياً، غير أنه حضر في المقام الأول كرمز للقوة، والخصوبة، والعطاء، في بلاد ما بين النهرين، قيل عن جلجامش: «الكامل القوة» إنه «الثور النطوح»، وقيل: إنه «الظاهر فوق جميع الرجال كثور وحشي»، وجلجامش، هو الذي رفض دعوة المعبودة عشتار، فثارت وطلبت من والدها أن ينتقم لها، فأرسل من السماء ثوراً مقدساً لهذا الغرض، ونجح جلجامش في الإجهاز على هذا الثور، بعد أن أمسك رفيقه أنكيدو بقرنيه، والثور حاضر في فنون بلاد الرافدين، وصوره في هذا الميدان عديدة ومتنوعة، كما أنه حاضر في نواحي الهلال الخصيب، حيث يقترن اسمه بأسماء كبار الآلهة نعوتأ وألقابا، وهو في مصر «آبيس» الذي وُلد نتيجة نزول شعاع من أشعة الشمس من السماء على بقرة، وكان على صورة عجل ذي لونين، أبيض وأسود، مع مثّلث أبيض فوق جبهته، وهلال قمري على جانبه الأيمن.
الثور حاضر في التوراة، والميراث اليهودي، وفي أكثر من موضع، إن كان في الحياة الاجتماعية، أو كإرث ديني في المعتقد، والدين، والمنهج الروحي، وحتى في الفنون العبرانية، ويسوق الكاتب في المقال ذاته أمثلة منها الثور حاضر في الميراث اليهودي، حيث كانت العجول تقدم كذبائح كما في “سفر الخروج 29، وسفر اللاويين 4″، وفي هيكل سليمان صُنع البحر المسبوك، «وكان قائماً على اثني عشر ثوراً: ثلاثة متوجهة إلى الشمال، وثلاثة متوجهة إلى الغرب، وثلاثة متوجهة إلى الجنوب، وثلاثة متوجهة إلى الشرق»، كما جاء في “سفر الملوك الأول 7: 23″. وفي التقاويم العبرانية، والكنعانية، يُشار إلى الفصول الأربعة باثني عشر ثوراً، منتظمة في أربعة أقسام، وفي كل قسم ثلاثة ثيران”.
كذلك للثور مكانته في “الميثولوجيا النوردية”Norse mythology ، فقد ذكرت النصوص القديمة عدة قصص عن الآلهة كحامل المطرقة، وحامي البشر الإله ثور، الذي استمر في القضاء على أعدائه بلا هوادة، وأفنى حياته في الصراع لأجل ذلك.
أما في الإسكندنافية القديمة فإن “ثور أو بور Thor” يحتل مكانة أرقى فهو إله الرعد، والسماء، والزراعة، وهو ابن زعيم الآلهة “أودين” وزوجته “يورد” وهو والد كل من “مودي وثرود” وهما ولده وابنته من زوجته الآلهة “سيف”، ووالد “ماغني” ابنته اللا شرعية من الآلهة العملاقة “يارنساكسا”.
ولأن الميثولوجيا الاسكندنافية القديمة كانت تقسم العالم إلى عالمين هما: عالم الآلهة “الإسغارد”، وعالم البشر “ميدغارد” فقد أنيطت مهمة الحماية بالإله “ثور Thor ” وبرزت بطولاته الخارقة من خلال معاركه الكبرى في قتال العمالقة، ومنها معاركه الطاحنة مع الثعبان الكبير، الذي يقضي عليه في النهاية بعضة سامة بينما يتمكن ابناه وابنته من الخلاص.
وتتلخص مهام ثور الإله في مهام عدة منها: “إن الثور هو سيد الرعد، والبرق، والعاصفة، والمطر، والطقس اللطيف، والمحاصيل”، وقد قدم الوثنيون الأضاحي له، عندما هددهم الجوع أو المرض، وحافظ الثور على شعبيته في يومنا الحالي، ويشير بعض المختصين إلى ذلك منوهين إلى إن يوم الخميس في اللغتين الإنكليزية، والألمانية يشير إلى “ثور”.
ويحضرنا هنا ومع كارثة الزلزال الاعتقاد الميثولوجي الكردي، القائل: إن ثوراً ضخماً يحمل الأرض على قرنيه، وإن نقله الأرض من قرن لآخر، يسبب الزلازل في بعض الأحيان.



#عبدالرحمن_محمد_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تكون صديقاً لشعب
- آثار هسكيف...تاريخ إنساني يغرق
- ملا أحمد نامي.. رائد الشعر وناصر التعليم
- عاشق صنعاء، د. عبد العزيز المقالح يودعها في بهاء
- من المطبخ الكردي
- محمد عفيف الحسيني...قريب كالمجرة.. بعيد كعامودا
- الوطن أغنية الأقوياء، ونشيد الفقراء في -ظل النعناع-
- قراءة موجزة في المجموعة الشعرية “عشر رسائل وغيمة”
- الشيخ الشهيد معشوق الخزنوي.. شهيد الإنسانية
- خليل كالو... فارس القلم الذي لم يترجل
- خجادور آبوفيان
- الشاعر جمال خليل
- وبها يليق الاحتفاء
- رغبات مهشمة ونافذة على الروح
- عامودا ...جمر يتقد في الذاكرة
- “علاوي” على موعد مع الحياة
- عمر حمدي “مالفا”… ثورة اللّون
- -عشق ثلاثي الأبعاد- بين صقيع أوروبا ودفئ دمشق
- -درمالا- عادات وتقاليد من ذهب
- أشتاقك في هديل احتراقي


المزيد.....




- تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر ...
- قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م ...
- ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
- صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي ...
- غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
- فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال ...
- -ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف ...
- الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في ...
- صور جديدة للشمس بدقة عالية
- موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبدالرحمن محمد محمد - الثور ومكانته في الميثيولوجيا القديمة