أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - حصان طروادة وحمار الدونباس














المزيد.....

حصان طروادة وحمار الدونباس


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقول الأسطورة أن الإغريق حاصروا طروادة لعشر سنين. وبعد أن عجزوا وسئموا وتعبوا لجأوا إلى الحيلة والخداع. فقاموا بصنع حصان خشبي ضخم جدا. حشروا في جوفه نخبة من خيرة مقاتليهم. وقدموه كهدية إلى اهل طروادة الذين تقبلوه كبادرة سلام وحسن نية. ولكن الأحداث اخذت منحى آخرا كما يعرف الجميع.
وقصة حصان طروادة الشهيرة اصبحت مع مرور الزمن مثلا يُضرب به في مناسبات كثيرة، كالحروب والنزاعات المسلحة. ومن البديهي ان في كل حرب يوجد "حصان" بشري يمكن من خلاله تحقيق الهدف المطلوب. ولو بعيدا عن طروادة واثينا. كما أثبت تجارب التاريخ أن لكل قوم "ابو رغال" أو "علقمي" خاص بهم، يؤدي الخدمة المطلوبة منه. وأتذكّر في هذه المناسبة العميل "احمد الچلبي" أثناء غزو واحتلال العراق من قبل "أبناء عمومته" وأرباب نعمته الامريكان.
لكن هذه المرة لا نتحدث هنا عن حصان من خشب بل عن حمار أوكراني من لحم ودم. كان مهرّجا وممثلا كوميديا سابقا (بعدين الله وفّقه فاصبح رئيس دولة !) والمقصود هو زيلينسكي، الذي انيط به دور حمار "الدونباس" لانه بكل بساطة لا يمتلك خِصال الحصان الذي يعتبر في ثقافات شعوب كثيرة حيوان نبيل يستحق الرعاية والاحترام وحسن المعاملة. وقد جاء في الحديث النبوي ما يلي:"الخيل معقودٌ في نواصيها الخير الى يوم القيامة".
وبالتالي فإن المهرج زيلينسكي لا يستحق وصفه بالحصان. ولا يمكن ان يُرجى منه أي خير. رهن نفسه وبلده بشكل أعمى ومذل إلى أمريكا وحلف الناتو. ولعلّهم إعادوا له، على طريقتهم الخاصٌة، قراءة أسطورة "حصان طروادة" واقنعوه بأن في الإمكان تطبيقها على أرض الواقع وتحديدا في إقليم الدونباس. وبما أن زيلينسكي كوميدي معروف وله جمهوره الكبير في بلدان حلف الناتو، فقد وافق على هذا الدور فورا. ولكن بصفة حمار لا حصان. كما أخبرته امريكا في بداية الحرب.
فتصوّر هذا المغفّل أن الدعم اللامحدود واللامشروط وعلى جميع المستويات، من قبل امريكا واوروبا، هو من اجل سواد عينيه ولون بشرته البيضاء. واذا استطاع أن يحقّق ربع انتصار على روسيا، وهو امر اكثر من مسنحيل، فان امريكا ستترك له القشور فقط من هذا النصر المزعوم. سوف تستغل كل مناسبة من أجل أن "تعيّره" بكل ما فيه من مساويء وسلبيات وفساد مالي وأخطاء قاتلة. كما تفعل مع كل عميل انتهت صلاحيته وأفل نجمه.
لقد فات على مهرّج اوكرانيا ان حلف التاتو الذي تقوده امريكا لا يطلب منه سوى لعب دور حمار موثوق به للدخول الى الدونباس، ومن ثم إلى بعض مناطق روسيا الحدودية. وذلك من خلال ضخه بالاسلحة والمرتزقة والاموال. انهم يدفعون به. وهو في قمّة الغرور، الى تدمير بلده والقضاء على شعبه حتى آخر اوكراني.
وبالنسبة لي لم تعد تقنعني كل التفسيرات والأسباب وما يكتب ويقال حول الدعم اللامحدود للمهرّج زيلينسكي، بهدف إضعاف روسيا وبث الفوضى الهدّامة في ربوعها. ثمة شيء لا يدخل في راسي! امريكا وكل دول الناتو وغيرها تكالبت ضد روسيا الاتحادية من أجل ماذا؟ بالتأكيد من أجل أن تزدهر صناعة الأسلحة في امريكا. وتتزايد ارباح تجار الحروب وقاتلي الشعوب. مع العلم أنه لم يحدث في التاريخ الحديث ولا حتى القديم أن دولة في حالة حرب حصلت من غيرها على كل ما تطلب وتشتهي، أسلحة وأموال ودعم سياسي لا محدود، كما حدث مع اوكرانيا. لم يبق لدي غير القول إن زيلينسكي يهودي. واليهود، منذ آلاف السنين، كانوا دائما، ومازالوا، سببا مباشرا أو غير مباشر في الحروب والنزاعات المدمرة. وكيان اسرائيل وجرائمه المستمرة بحق الشعب الفلسطيني افضل مثال حي وأمام أعين الجميع. وآخر الاخبار تقول إن حكومة تل أبيب العنصرية دخلت على الخط إلى جانب حمار الدونباس الأوكراني زيلينسكي. وسوف يقوم رئيسها نتنياهو بزيارة كييف في المستقبل القريب. وبالتالي سيظهر إلى العلن، في دولة اوكرانيا، وبشكل لا يقبل الشك، الثالوث الإجرامي المعادي للبشرية: العنصرية والنازية والفاشية...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسمه بالحصاد ومنجله مكسور...من هو؟
- احزان الشعراء...حقيقية أم مفتعلة؟
- كفاني بكاء على اطلال غيري...
- ارتفاع منسوب -المحتوى الهابط- إلى درجة الاشمئزاز العظمى...
- عيدُ الحب...بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟
- رجلٌ لا يجيد الابتسام إلاّ مع الامريكان...
- في ذات المكان السالف الذكر...
- زيلينسكي ذو القرنين... امريكا وحلف الناتو
- وأُفرِدتُ أفراد البعير المعبّدِ
- للصبر حدود...يا مسعود !
- العراقي و -جِينات- الاختلاف عن الآخرين
- إلى صديقٍ لم تلدْه امّي...
- برلمان الغربان...
- موسم الهجرة من الشمال - العراقي
- دول نامية ودول نائمة
- يُقال اذا زعل الوزراء: غيظة الرگّه على الشط !
- لو كلُّ كلبٍ عوى أطعمته حجراً...
- بين ذاك الحضور وهذا الغياب
- الجامعة العربية: شعيط ومعيط والسيّد أحمد ابو الغيط
- المتحوّر فايروسبووك...


المزيد.....




- بكين ترد على تصريحات ترامب بشأن اتصال الرئيس الصيني به حول ا ...
- هذه حقيقة -فتيات الشاليه- اللواتي يعتنين باحتياجات المتزلجين ...
- -الغالية أم الغالية-.. الأمير الحسين يهنئ زوجته الأميرة رجوة ...
- الهند وباكستان تتبادلان إطلاق النار لليلة الرابعة على التوال ...
- موسكو: يمكننا تقديم المساعدة العسكرية لكوريا الشمالية حال ال ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الأمريكي على مركز إيواء مهاجرين أفا ...
- -إن قطعتم مياهنا سنقطع أنفاسكم-.. باكستان تهدد الهند بضربة ن ...
- -لا يمكن الاستغناء عنها-.. مجلة أمريكية تصف البجعة الروسية ا ...
- الكرملين: الجهود الأمريكية لوضع الأزمة الأوكرانية على مسار ا ...
- وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجري محادثات مع الجانب ...


المزيد.....

- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - حصان طروادة وحمار الدونباس