أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - حرب الحمقى على الموتى














المزيد.....

حرب الحمقى على الموتى


كرم نعمة
كاتب عراقي مقيم في لندن

(Karam Nama)


الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد الانتخابات البرلمانية العام الماضي تساءل أحد الزملاء إذ كان بمقدور مقتدى الصدر الذي فشل في إدارة فوز تياره البرلماني، أن ينجح في استثمار فشله في تشكيل الحكومة بقلب العملية السياسية على رؤوس مشيديها، بينما كتبتُ منذ الساعات الأولى لفوز التيار الصدري في الانتخابات بأن مقتدى لم يكن حلا، ولن يزيد التيار الصدري العراق إلا مِحَنا.
كان زميلي على حق في تسائله التهكمي، مثلما كان توقعي أشبه بقراءة لواقع سياسي مترهل منتهي الصلاحية في العراق. ولا يمكن أن يكون مقتدى بوعيه القاصر جزء من الحل.
اليوم مقتدى يتطفل على الواقع والتاريخ على حد سواء، كي يعبر بصلف ووقاحة عن جهله إثر فشله السياسي، بعدما حشر كلامه بقواعد تفسير النص القرآني في مسعى يغفل ضوابط فهم هذا النص والعلوم المرتبطة به. ثم عزى زلزال تركيا إلى انتقام إلهي بعدما تخاذل المسلمون عن حفظ القرآن الكريم من عمليات الاعتداءات من قبل عناصر شاذة من اليمين المتطرف في أوروبا. “علينا العودة هنا إلى ما قام به أنصار مقتدى نفسه بمهاجمة مساجد وحسينيات أنصار محمود الصرخي وتمزيق القرآن الكريم ولعب كرة القدم داخل تلك المساجد”!
ولم يجد مقتدى الصدر غير أن يعود الى معاوية بن أبي سفيان ليطالب بمنع عرض مسلسل درامي عن سيرته التاريخية “قبل عرضه” وقبل التعرف على ثيمته! مع أنه في النهاية يبقى عملًا دراميًا يخضع للتحليل الفني، ولا يمكن أن يوضع تحت مشرحة النقد والتحليل العلمي والمعرفي، إلا على يد مختصين في التاريخ والسير وحضارات الأمم، ومؤكد أن مقتدى بعقليته الجاهلة ليس منهم.
بدا لي من المفيد، مع تطفل مقتدى على التاريخ هذه المرة، العودة إلى كتاب الفيلسوف الأمريكي هاري فرانكفورت عندما نشر منتصف ثمانينات القرن الماضي مقاله الشهير “فيما يتعلق بالهراء” من دون أن يتوقع أن الهراء “سينتج” نماذج فاعلة في العراق مثل مقتدى.
“صدرت لاحقا ترجمة عربية للكتاب بعنوان في الهراء والتهريج”.
ولأن مقتدى لم يقرأ هذا الكتاب كما لم يقرأ تاريخ الخلاف السياسي بين معاوية وعلي فأنه من المفيد التوصل إلى أن العبث الطائفي والتاريخي المتصاعد في العراق أوصل كلفة الهراء إلى ثمن أقل من الصفر، لذلك هو متاح للذين لا يمتلكون القدرة على التفكير.
كانت فكرة فرانكفورت البارعة هي أن الهراء يكمن خارج نطاق الحقيقة والأكاذيب. فالكاذب يهتم بالحقيقة ويرغب في طمسها. ومن يتفوه بالهراء لا يبالي بما إذا كانت أقواله صحيحة، “فهو يختارها فقط، أو يصنعها، بما يتناسب مع غرضه”. لذلك الحمقى وحدهم من يشنون حرباً على الموتى، كمصدر لصناعة الهراء التاريخي، وما أكثرهم في العراق اليوم!
لا يمكن الحديث عن مسلسل درامي لم نشاهده أصلا، كما أن تاريخ معاوية وعلي أكبر من قدرة مقتدى على مجرد التفكير به وتحليل مضامينه، وهو ليس بأمر جديد وطالما أختلف المؤرخون بشأنه، إلا أن الاتفاق المعتدل هو الهدف من قراءة التاريخ وتحليله وليس لاستثماره في بث الضغائن والكراهية لإفساد الحاضر. ذلك ما تدفع إليه العقول القبورية في جعل مشكلتنا مع التاريخ، وليس العمل من أجل حاضر مستقر والبحث في طرق آمنة لصناعة المستقل.
لا يمكن أن يعوّل على مقتدى في قراءة التاريخ حتى من أطراف المراجع الشيعية التي لا تثق به أولا كشخص، وتدرك تماما طريقة تفكيره، لذلك تحمي نفسها ومصالحها منه، فهو بلا رصيد معرفي، وتاريخه الشخصي في صناعة النظام الطائفي القائم في العراق أسوأ من مجزرة.
لم يكن مقتدى الأول في النظر الى التاريخ بعين مغمضة، لكن تطفله على مسلسل درامي تاريخي يضيف المزيد من الازدراء باعتباره مصدرا مستمرا للهراء الطائفي المتصاعد في العراق.



#كرم_نعمة (هاشتاغ)       Karam_Nama#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومتى كان غير حديث التصدع في العراق؟
- قبو شاهق للفساد في بغداد
- من يشعر بوجع زكية جورج؟
- الهادي الجويني في المشرق العربي
- السوداني لا يظهر ذيله إلا خنوعا


المزيد.....




- رويترز تتحدث عن -عشرات الوفيات- بلهيب الشمس بموسم الحج
- يورو 2024.. قيادة منتخب البرتغال تدافع عن مشاركة رونالدو
- بعد هدوء لـ3 أيام.. -حزب الله- يعلن تنفيذ عملية ضد موقع إسرا ...
- الدفاع الروسية: استهداف منظومة صواريخ -إس-300- أوكرانية ومست ...
- روسيا تكشف عن منظومات صاروخية مضادة للدرونات والزوارق المسيّ ...
- ذهب رقمي.. ما هو شرط انتشار عملة بريكس في العالم؟
- روسيا تشل السلاح الأمريكي في أوكرانيا
- خداع استراتيجي.. كيف احتالت واشنطن على -السيد لا-؟
- لافروف: روسيا تدعو إلى إدارة عادلة للمجال الرقمي العالمي
- هنغاريا تعارض ترشيح فون دير لاين كرئيس للمفوضية الأوروبية


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كرم نعمة - حرب الحمقى على الموتى