أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟














المزيد.....


هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 22:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يوجد عصر يبدو - فى الظاهر - أن مصر وشعبها منفتحة على العالم كله ومع ذلك هو - فى الواقع - أشد عصورها انغلاقا وبعدا عن العالم وتياراته من العصر الحالى ..
ربما لا يصدق الأمر على الاقتصاد ، فنحن منفتحون اقتصاديا على اغلب دول العالم ، وربما بصورة أقل فى السياسة ، فنحن منفتحون نسبيا على دول كثيرة حول العالم ، مع إعطاء أولوية للغرب لأسباب مفهومة تتعلق بقوته العالمية ..
أما باستثناء الاقتصاد ، وإلى حد ما السياسة ، فرأيي اننا نعيش أكثر عصور مصر الحديثة انغلاقا ..
لكن ما أقصده هنا ليس الاقتصاد ولا السياسة ، لكن قصدت الفن والأدب والترجمة والموسيقى والتبادل الثقافى والعلمي
هل يعقل مثلا أن فرقا موسيقية مثل البولشوى الروسية العريقة مثلا كانت تأتى إلى القاهرة أكثر من مرة فى الستينات ، ومثلها الفرق الموسيقية والغنائية الإيطالية والألمانية والإسبانية .. الخ ، أما الآن فلا !!
ففى الماضى - فى العصر الملكى أو فى بدايات العصر الجمهورى - كانت تأتى إلينا فرق الأوبرا والفرق السيمفونية من أكبر مسارح أوربا ، أما الآن فمنذ كم سنة - أو كم عقد - لم تأتى إلينا هذه الفرق ..
ومثلها الفرق الموسيقية من دول آسيا على اتساعها .. الصين والهند وفيتنام واليابان وتركيا ، أو من البرازيل والأرجنتين وباقى أمريكا اللاتينية ..
ومثل ذلك بالنسبة للسينما ، اننا انغلقنا عن العالم كله وانفتحنا - فقط - على أمريكا ، والى حد ما بريطانيا ، فالافلام فقط أمريكية ، والكتب فقط أمريكية ، والمسلسلات أمريكية ، وما نتابعه ونهتم به هو السياسة الأمريكية وبعدها البريطانية ، فهما فقط السياسة الدولية بالنسبة لنا ..
وبالنسبة للترجمة ، كم مثقف مصرى - وليس مصريا عاديا - يعرف شيئا عن البرازيل ، سياسة واقتصاد وأداب وفنون ( باستثناء اننا نستورد منها الفراخ في أوقات الأزمات )
، أو من يعرف شيئا عن الارجنتين- باستثناء ميسى - وعن باقى أمريكا الجنوبية ؟!!
كما كتاب ترجم عن البرازيل أو عن الأرجنتين أو شيلى وبيرو وأورجواى .. الخ .
هل قرأ المصريون شيئا عن الصين وبأقلام صينيين ، أو عن الهند بأقلام كتاب هنود ، أو عن روسيا بأقلام كتاب روس ؟!!
كل ما نقرأه ونترجمه كتب أمريكية وبريطانية وفرنسية تتحدث عن تلك الشعوب من منظور مصالحها هى - أمريكا وبريطانيا وفرنسا - وبعيونها هى ..
إن سينمات القاهرة لا تعرض سوى الأفلام الأمريكية ، ومكتبات القاهرة لا تعرض سوى الكتب المترجمة عن الانجليزية ، وعن سياسات الغرب أو أدابه أو اقتصاده أو مشاكله وهواجسه ..
ومسارح القاهرة لا تعرض من المسرحيات الأجنبية - اذا عرضت - سوى لشكسبير وابسن وبيراندلو .. وغيرهم من كتاب غرب أوروبا ..
وفى المرتين اللتين دخلت فيهما المسرح القومى فى القاهرة كانت واحدة منهما - عام ٢٠٠٥ - مسرحية الأشجار تموت واقفة للكاتب الاسباني اليخاندرو كاسونا ، ومثلتها سميحة ايوب وعبد الرحمن أبو زهرة ..
بينما كانت الثانية - فى نفس السنة - مسرحية ليالى الأزبكية ، عن نص للكاتب الإيطالي لويجى بيراندللو ، وكانت بطولة عمر الحريرى وأحمد زاهر وبثينة رشوان ، ومن حديث بعض الشباب حولنا كان من الواضح أن بثينة رشوان هى أكثر ما كان يعجبهم في كل عناصر المسرحية !!
أن العالم فى عقل الإنسان المصرى العادى معناه ما يحدث في أوربا وأمريكا فقط ، وكأن باقى دول العالم وقاراته وشعوبه كمية مهملة لا تستحق عناء الإهتمام والفهم والمتابعة ..
من عشرين سنة أقترح د أنور عبد الملك انشاء جامعة للشرق فى مصر ، تكون مهمتها عقد أواصر العلم والمعرفة والتقارب مع الصين واليابان والهند وفيتنام واندونيسيا وإيران وباقى آسيا الناهضة ، وعقد ندوات ومؤتمرات مشتركة مع جامعات الشرق الكبرى ، وترجمه الكتب المهمة - فى كل الشئون - من تلك البلدان وباقلام كتابها هى ..
ودراسة تجارب تلك البلدان التى يوشك أن تنتقل إليها السيادة العالمية فى الاقتصاد والسياسة والعلم ..
وأن يتخفف المصريين من المركزية الأوربية والأمريكية على عقولهم وعلى شئونهم وعلى حياتهم ..
ربما كان من الواجب على الثقافة والفن والأدب والترجمة أن تفتح الطريق أمام المصريين لفهم شعوب العالم فى آسيا وفى أمريكا اللاتينية وأفريقيا ، والتقارب مع تلك الشعوب ، استعدادا ليوم تكون السياسة المصرية قادرة ومستعدة للتحول بأنظارها إلى هذه القوى الجديدة فى العالم ..
وهى قوى لنا معها تاريخ مشترك ، ونظرة متقاربة للسياسة العالمية ..
وهى دول سنكون بينها - كما يقول المثل الشهير - من الأوائل فى قطيع الماشية ، ولسنا ذيولا فى قطيع الذئاب ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا كسبت روسيا فى حرب أوكرانيا وماذا خسرت ؟
- خطاب بوتين ... وزيارة بايدن !!
- سوريا ومحنتها .. إسرائيل وداعش والزلزال
- سنابل سوداء .. رواية جديدة لأديب مبدع
- حصر ومعرفة ما لدينا
- لماذا حالة الهيام بالقطاع الخاص الآن فى مصر ؟!
- خواطر عن الحب ... فى عيد الحب .
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن فى اوكرانيا ؟!
- كيف خطط الغرب من 25 سنة لما يحدث الآن ؟!!
- كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى ...
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!
- الرواية وعصرها ورسائلها
- الرئيس السيسي
- حور .. رواية جميلة لأديب واعد
- هل يمكن حل مشكلة اللحمة الآن كما تم حلها قديما ؟!
- هل يشبه ما يجرى اليوم في مصر بما جرى فى تركيا عام ٢ ...
- أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟
- عندما احترقت القاهرة مرتين !!
- يجب أن تتطهر 25 يناير أولاً من اصدقاءها .. قبل أن تغضب من أع ...
- أمسية مع الرواية ..


المزيد.....




- -سنجدكم ونقتلكم-.. ترامب يأمر بشن غارات جوية ضد مقاتلي داعش ...
- قتلى وإصابات في قصف مدفعي استهدف مدنيين في أم درمان، وقوات ا ...
- إتمام رابع عملية تبادل بين حماس وإسرائيل
- سوريا.. إعلان من إدارة الهجرة والجوازات بشأن خطوات ورسوم الح ...
- ترامب سيفرض رسوما جمركية كبيرة على الواردات من الصين وكندا و ...
- أزمة نقص مياه خانقة في أفغانستان وبعض مناطق كابل بلا مياه
- تقرير: إيران تطور سرا صواريخ نووية قادرة على ضرب أوروبا
- نتنياهو يعين الجنرال زامير رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي
- نتنياهو: بدء محادثات المرحلة الثانية من الهدنة يوم الاثنين
- عناكب المريخ.. ناسا ترصد ظاهرة غريبة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - هل نعيش في حالة انغلاق عن العالم أم انفتاح ؟