أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الشيخة - ممنوع التصوير مع الحمير














المزيد.....


ممنوع التصوير مع الحمير


خليل الشيخة
كاتب وقاص

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 20:24
المحور: كتابات ساخرة
    


في المرحلة الإبتدائية، وهبنا الله أستاذاً غريب الشكل والطبع، فهو أصلع، ويبدو من وجهه أنه ردحاً من الزمن في معركة داحس والغبراء. أما من ناحية الطباع، فهو مقطب الحاجبين لايبتسم للرغيف الساخن. يتلفت حوله وكأن جنياً يتخفى وراءه، ثم يشرد في نقطة غير مرئية لدقيقة أو دقيقتين. لاشك أنه مصاب بالسادية، لايمر درس إلا وينتقي طالباً أو إثنين من الكسالى وينزل بهم ضرباً لإتفه الأسباب بالمسطرة التي فصلها خصيصاً لهذا الغرض،. أظن أنه أخطأ وظيفته، فمن المفروض أن يكون ضابط تحقيق في سجن أو مركز إعتقال. بعد الضرب للأطفال المساكين، يجعلهم يقفون على رجل واحدة طوال الدرس. شخصية مريضة بكل المعايير النفسية، حاقد حتى على النمل. أحياناً، يمل ويتعب من الشرح، فيجلس على الكرسي ويلهث مثل حصان مصاب بالحمى، ثم يأمر أحد التلاميذ المتفوقين أن يقرأ من الكتاب على بقية التلاميذ الغير متفوقين.
إضافة لعقدة السادية في شخصيته، فهو جبان، لأنه أتى يوماً ودخل الصف وقد ازرق حول عينه اليمنى من لكمة نسائية، وجرح غائر في صلعته بضربة من كعب كندرة نسائية أيضاً. عرفنا فيما بعد أن زوجته هي التي فعلت به هذه الأفاعيل. ينظر في الساعة حتى تصبح الحادية عشر ثم يأمر بعض التلاميذ بأن يذهب إلى السمان ويشتري حليباً لزوجته التي تنام متأخرة وتستيقظ متأخرة.
خرج مرة عن سياق الدرس الذي مل ترديده وقال لنا مجتهداً في رأيه: "هل تعرفون أن الغرب يكره العرب، حتى عندما يأتون إلينا بغية السياحة، يكون نصفهم جواسيس والنصف الآخر ينقل لمجتمعاتهم الصليبية صورة خاطئة عن تخلفنا". صمت قليلاً ثم تابع: " عندما يتصورون هم وصغارهم مع الحمير في الأسواق يأخذون هذه الصور ويخبرون أقرانهم أن العرب مازالوا يركبون الجحاش ولذلك هذا يعطيهم السبب لأحتلالنا". وقد يجتهد تلميذ ويرفع أصبعه بأدب ليقول: " نعم أستاذ، أنا شاهدت أجنبي يتصور بجانب حمار في سوق الدواب".
إذاً، يأتي الأجانب إلينا يتجسسوا علينا ويتصورون مع الجحاش كي يوثقوا تخلفنا. هذه النظرة استمرت في معظم الدول العربية المحترمة. وهذا أحد الأسباب أن السياحة عندنا في الحضيض. لأن معظمنا غارق في نظرية المؤامرة. وربما تستغرب وتندهش، ماذا عندنا من أسرار عسكرية أو اقتصادية أو مواقف سياسية تهدد الغرب حتى تتجسس علينا الدول الأجنبية. فدولنا ظاهرة للعيان بكل تفاصيل التخلف والركود، ومعظم الأنظمة العربية هي تابع بشكل أو بآخر للألة الإقتصادية والسياسية الغربية والأمريكية.
ولوقف هذا العبث في التصوير مع الجحاش، أصدرت بعض الدول العربية أن التصوير ممنوع في الساحات العامة إلا بترخيص وبعد دفع مبلغ كي يسمح لأي مواطن أو أجنبي بالتصوير. ولاننسى أيضاً أنه مرت فترة محمومة في الولايات المتحدة حيث كانوا كلما شاهدوا أجنبياً أسمر يصور في الأسواق العامة يتصلون بالشرطة خوفاً أن يكون من جماعة القاعدة، يوثق كي يفجر في اليوم القادم. أستمر هذا لسنين ليست قليلة.
وعودة للأستاذ الذي يحقد على النمل، لاشك أن هذا الأستاذ هو نتاج ثقافتنا المريضة التي تفرخ مثل هذا السادي، لأنه ليس هناك رادع لنشاطه المريض ضد الأطفال، ناهيك أن فلسفة الضرب عندنا هي الحل الوحيد لتقويم الكائن الحي سواء كان هذا الكائن إنسان أو حيوان.
ولنا في جمعية حقوق الحيوان عبرة يا أولي الألباب.
شباط- 25-2023



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية وفيلم الخروج
- ديفد كوبرفيلد
- الصهيوني إفراهام ستيرن
- هو سعيد بشبهة الإرهاب
- في الأمثالوجيا والإفحام
- أصل الأنواع
- التعابير المشتركة بين الإنسان والحيوان
- الأحمدية كفر وإلحاد
- الشرطة في خدمة الشعب
- ما أشبه بارحة باليوم
- الديك والكلب
- اللغة واللهجة: مدينة حمص نموذجاً
- يوحنا الدمشقي بين الجبرية والحرية
- مجزرة 1860 وتأثيرها على الحاضر
- إمامة المرأة في الإسلام
- نصارى ومحمديين
- فيلم وتأثير راشمون
- عيد هلوين في الولايات المتحدة
- السودان وعصا العسكر
- داروين انسان دجّال


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل الشيخة - ممنوع التصوير مع الحمير