أمجد السعد
الحوار المتمدن-العدد: 1706 - 2006 / 10 / 17 - 08:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كانت للعوائل العربية قديما في عصر القبلية والبداوة عادات وتقاليد سارية المفعول تمتزج بأبعاد سياسية مرة واخرى اقتصادية تجعل من البيت الواحد المتمثل هنا اجزاء القبيلة الكبيرة او العشيرة والتي تسمى (البيوت) ومفردها (بيت) .
هذه السياقات والتقسيمات السياسية داخل القبيلة تمازجت معها مفردات مصغرة للعوائل الصغيرة والتي من شأنها ان تخضع الى نفس المفردات السياسية التي تخضع لها القبيلة الام .
التفاتتنا هذه تنطوي على العوائل كنموذج مصغرا للدولة وحكمها السياسي والاقصادي , وفي تلك الفترة كان الابن وعندما يريد الزواج وانشاء بيت اخر اقصد هنا بالبيت افراد عائلة جديدة وليس البيت بمفهومه المادي ( بناية البيت ) , فكان يحتاج الى بعض الاموال لتكاليف الزواج حتى يجلب عروسته لبيت ابيه واهله دون ان يفكر بفتح بيت جديد يجمعه بها .
هذا الامر المتعارف ظل مألوف حتى قبل القرن العشرين اي قبل تطور النظم السياسية والاجتماعية والاقتصادية فأخذت المشاكل في تلك النظم في ازدياد مستمر وذلك لاسباب تتعلق بالاسرة نفسها , ومن اهم تلك الاسباب هو ضعف دخل الفرد الشهري الذي يجعله بعيدا كل البعد بالتفيكر في ان يعتزل ويفتح بيت اخر .
ان مبداء (العزل) المتعارف عند عوائلنا في هذا الوقت هو خير مثال على تفهم الاقاليم والفيدرالية التي تتنازع عليها القوى والقوائم السياسية المنتشرة في الساحة العراقية اليوم .
فعندما (يعزل) الابن عن عائلته عند زواجه ويفتح بيتا جديدا هذا لايعني بالضرورة الانفصال الكامل عن عائلته بل يبقى تحت لواء لقب العشيرة والتواصل مستمر بينه وبين افراد عائلته تاركا المجال امامهم بحرية العيش .
هذه المفردات يجب تفهمها من قبل العراقيين فأغلبهم يحتاجون الى مؤسسات المجتمع المدني المنتشرة في العراق لتبين وتفهم الخيار الفيدرالي وماذا تعني الاقاليم كقانون يحدد بيئة وجماعة من الناس تحت لواء غير منفصل مع المركز ولكي يتم التصويت او الانتخاب وفق اخيار صحيح ومقنع .
#أمجد_السعد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟