أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين














المزيد.....

سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 10:57
المحور: الادب والفن
    


قبل ثلاثة ايام يودع اهالي البصرة منجم ذكرياتهم وهم يودعون سوق الجمعة والبصرة الشعبي .
ينتظر الناس يوم الجمعة بشغف ...
منذ اكثر من نصف قرن كنت اقصده .. وربما خفت هذه العادة لدي في السنوات الخمسة الاخيرة لكني لم انقطع عنه تماما , ربما تغير زمني فصرت اقصده عصرا بدل الصباح .. حيث لم يبق منه سوى ذبالته .
منذ الصباح الباكر يغادرون بيوتهم حاملين سلعهم البالية او النادرة التراثية فان تعذر عليك الحصول على سلعة ما فستجدها هنا شرط ان تقصده مبكرا ...وربما نتطلع جميعا الى اسواق عصرية لكن هذا السوق استثناء ..لا احد يرضى بازالته .. وعندما تم تبليغ المحال واصحاب البسطات بقرار الازالة تجمهر عدد منهم وهم يصرخون (نموت على بسطاتنا ).
لقد دخل في عالم الروايات والقصص القصيرة والافلام القصيرة الوثائقية ومر بتحولات عدة . بعد السقوط حاولوا ازالته فعجزوا فهيؤت لهم مساحة في طريق الصناعية ففشل.. ولان الخشية من التفجيرات قائمة اضطر المسؤولون ان يقطعوا الشارع الرئيس المؤدي اليه ويمنعوا مرور العجلات ... فيما يندفع الناس افواجا اليه .. وربما ولاول مرة بعد السقوط تشاهد فيه بيع الاسلحة خاصة بنادق الكلاشكوف وقد تختبر في نفس المكان فتصعقك اصوات الاطلاقات .
في ايام الحصاركانت تجري فيه احداث مثيرة فترى من يبيع اعز كتبه فيودعها بمرارة .او ترى احدا حاملا علبة زجاجية مغلقة ملئت بالذباب صائحا (ريك بلبولك بربع )/ أي اطعم بلبلك فطورا .او ياتي رجال اونسوة من عوائل متوسطة اطاح بها الحصار لتبيع ما لديها فيتجمهرعليهم ثعالب الشراء .. فيقتنونها بزمن بخس... او تشاهد طرائف مثل جارنا الذي اشترى تلفازا فظهر انه هيكل حشي بحجر ..او الاخر الذي اشتروا منه دجاجه فذهبوا بها ليعودوا له بالفكة فلم يرجعوا اليه ..
تخصص عجلات اهلية تنادي (الى سوق الجمعة ) ..
مر منذ اكثر من 15 عاما سوق الجمعة بتحولات فندر ان تجد فيه تلك الموروثات من السلع ..مصخنة .. ابريق نحاسي وفيفرات خشبية للعزف .. كوز .. راديو من العهد العصملي .. كتب سحر .. مسبحات ثمينة .. لولك تراثي -مهد..نصب صغيرة قدر راحة اليد صناديق توفير لعجائز .. طسوت نحاسية مبخرات فضية .. سجادات نسجت بزخرفة متقنة ...احجار كريمة . انه الان سلع تركية وايرانية وما شابه .
من سوق الجمعة تدخل لسوق المخضرات وهناك في الافرعة الضيقة تواجه مقاهي لا تزيد عن ثلاثة امتار نصبت عارية بشاي مهيل على الفحم وبسطات المشويات وافران الصمون والمخابز من تنانير الطين .. وبائعي الطرشي الخصيباوي والتحف من جريد النخيل من زبلان وسفرات زاد وحصران من الخوص وكوشرات قديمة لجمع التمور ..وتتقدم لتزكمك رائحة الاسماك النهرية والبحرية حيث تباع مفردة وبالجملة في تلك البقعة المجاورة لتكية الدراويش ... وترى اقدم بيوت الشناشيل وقد هرمت وبقيت زخارف ابوابها الخشبية الثقيلة وهندسة بنائها البصري الجميل . تحيط بها بسطات لبيع الملابس المستعملة وقد قسم ليومين يوم للرجال واخر للنساء .
نحن جميعا نتطلع لاسواق متحضرة لكنا لم نقاوم اهتزاز الروح وهي تشاهد الدوزرات القاسية تحول كل تلك الذكريات لحطام ويموت اقدم الاسواق بلا كفن او تغسيل وبلا لافتة رثاء .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقة الحكيمية وتراثها الغني
- في قصص ضائعة لماركيز لماذا ينتحرن في السادسة مساء .
- منطقة كردلان ..عادوا ولم يجدوا بيوتهم
- الامبراطور محمد بهلوي يهتز عرشه بالعواصف
- منطقة نهر حسن و الكودي البريطاني
- ابن الدمينة شاعر عذري قتل زوجته
- اضاءة من اعلى التل ج 9 الى اي مدى ترسخت فينا قيم الحداثة
- نهر جاسم اخر معركة طاحنة
- كتاب جحيم المعتقلات في العراق ج 1
- اضاءة من اعلى التل ج 8 ديك الجن (حكمت سيفي ).
- اضاءة من اعلى التل ج7 توقف اذاعة لندن
- بروق القلادة ج3 الاصفهاني
- اضاءة من اعلى التل ج6
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج15
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج13
- بروق القلادة ج2 الفارابي
- قصيدة تجربة اولى
- البريكان مجهر على الاسرار وجذور الريادة ج12
- اليمامة قصيدة
- تجربة اولى وسادية الوحدة قصيدتان


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - سوق الجمعة والبصرة تحيلهما الجرافات طحين