حكومة الفاشيين تسرف في جرائمها لتسريع إخلاء فلسطين من شعبها

سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7530 - 2023 / 2 / 22 - 12:12
المحور: القضية الفلسطينية
    

يحق لشعب فلسطين تحرير وطنه بالوسائل المتاحة

مثقفون بالولايات المتحدة هبوا يقاومون توجهات حكومة الفاشيين الجديدة لضم اجزاء هامة من الضفة وتشديد التضييق على الفلسطينيين لإجبارهم على الرحيل. من بين المثقفين الأميركييين المناهضين للصهيونية مارغورييه كوهن، تشهّر بجرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد شعب فلسطين، خاصة حمل الفلسطينيين على الهجرة من ديارهم . تذكرنا مارغورييه كوهن بالمحامية فيليسيا لانغر لا يهدأ لها بال ، إذ تسمع أخبار الممارسات القذرة للاحتلال الإسرائيلي. وبعد تشكل الحكومة الفاشية الجديدة، "وزراؤها الرئيسيون قادة حركة الاستيطان"، تندد بوعيدهم تطهير عرقي جديد في فلسطين.
. مارغورييه كوهن أستاذة القانون بمدرسة توماس جيفرسون للحقوق، رئيسة سابقا لنقابة المحامين الوطنية وعضو الهيئة الاستشارية الوطنية للدفاع عن جوليان أسانغ والمناضلين من اجل السلام ، وعضو مكتب الجمعية الدولية للحقوقيين الديمقراطيين، كتبت مقالا استعرض الجرائم التي اقترفت في عهد حكومة الفاشيين، ونشر في 13 شباط الجاري:

تحالف الصهيونية الدينية بزعامة بنيامين نتنياهو الذي أدى القسم في 29 كانون ثاني2022 ، أعلن في بيانه ان لليهود "الحق المطلق غير المنازع في جميع أجزاء أرض إسرائيل".
من أجل تلك الغاية خلال شهر واحد قتل النظام الإسرائيلي أفرادا فلسطينيين ، هدم بيوتهم ، اٌقدم على نهب أراض جديدة من المناطق المحتلة وحاول تغيير القوانين والسياسات كي يسرّع عملية التطهير العرقي للفلسطينيين من فلسطين.
هذا العام هو الخامس والسبعون على النكبة –الكلمة العربية ل" الكارثة". في العام 1948 سيطرت إسرائيل على قرابة الثلاثة أرباع من الأراضي الفلسطينية. قرابة ال 700000 فلسطيني طردوا من بيوتهم أو أجبروا على الهرب وقامت إسرائيل بمصادرة معظم املاكهم العقارية.
في الوقت الراهن يبدوأن النظام الجديد الأشد تطرفا في إسرائيل –والأشد عداءً لشعب فلسطين عبر التاريخ – يستهدف إدماج جميع المناطق الفلسطينية المحتلة في دولة إسرائيل.
العديد من أعضاء الحكومة الجديدة يريدون فرض "حل في دولة أجنبية "، حيث يتم بالقوة إبعاد الفلسطينيين ( او يغادرون محبطين) الى بلدان عربية مجاورة، " تجريدهم من وطنهم"، كما كتب في مجلة "تروث اوت" ، ميشيل مشابك، الكاتب والناشر الأميركي من أصل فلسطيني .
بيتساليل سموتريتش ، رئيس حزب الصهيونية الدينية يشغل منص وزير المالية الجديد . في العام 2021 أبلغ الأعضاء العرب في الكنيست الإسرائيلي أنهم "هنا بالخطأ لأن بن غوريون لم يكمل المهمة ويلقي بكم في الخارج عام 1948".
وضمن الجهود ل " تهويد" الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية ربما تحاول إسرائيل تطهير الفلسطينيين منهما.
"تعتبر الحكومة الإسرائيلية الجديدة تراكم عقود من إخضاع شعب فلسطين لنظام أبارتهايد، في عقر دارهم" ، كتب الأكاديمي ريتشارد فالك، مفوض حقوق الإنسان الخاص في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، في مجلة "تروث أوت" . وأضاف، " أعلن على المكشوف عام 2018 عن اللعبة الطويلة للمشروع الصهيوني في القانون الأساسي الإسرائيلي مؤكدا التوجه لإقامة سيطرة يهودية وفرض حقوق مطلقة لتقرير المصير الذاتي في جميع المناطق الممتدة من ’النهر الى البحر".

إسرائيل تودّ السيطرة على فلسطين المحتلة

أقر"الخط الأخضر"، الذي رسم عام 1948 ليفصل بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، نهر الأردن والبحر المتوسط حدودا لفلسطين، حيث يعيش قرابة 15 مليون إنسان ما بين النهر والبحر، يشكل اليهود ما نسبته 49.84 بالمائة، أي 7.454 مليون نسمة.
الفلسطينيون على طرفي الخط الأخضر ، مع قطاع غزة يقدر عددهم ب 7.503 مليون نسمة،- او 51.16 بالمائة،أي الأغلبية. ما بين ال 50 و65 بالمائة ممن يعيشون ما بين النهر والبحر يعارضون الاحتلال الإسرائيل[ تأكيد من الكاتبة].
وكتب ريتشارد فالك في نشرة "تعليمي دولي عادل" ان " لعبة الصهيونية الطويلة المخفية تهدف الى تمديد سيادة إسرائيل على فلسطين المحتلة بأكملها مع احتمال استثناء غزة"؛ وكتب في نشرة "تروث أوت" أن غزة بسكانها المليونين ليست جزءًا من المفهوم الصهيوني التقليدي ، الأرض الموعودة، وهي، من ثم ، ليست جزءًا لا يتجزأ من المفهوم الصهيوني حول الحل الإسرائيلي لدولة واحدة". تتصورها القيادة الإسرائيلية "قنبلة ديمغرافية "خطرة، وبالتالي تهديد امني، إذاما الحقت بالتصور الصهيوني لحل النزاع القائم. تفضل إسرائيل ان تخضع غزة لإدارة الأردن او مصر ، كما كانت قبل 1967، أو حتى دويلة صغيرة مستقلة في الجوار.
في العام 1967 هاجمت إسرائيل ( مدعية زورا انه دفاع عن الذات) مصر والأردن والقدس وكذلك هضبة الجولان وصحراء سيناء. يطلق الفلسطينيون على الاحتلالات " نكسة"؛ ودشنت احتلالا إسرائيليا ممتدا للمناطق الفلسطينية . غير أن القرار 242 لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة المتخذ عام 1967 وأعيد تأكيده عام 2016 يشترط " عدم قبول الاستيلاء على أراض بالحرب"

العقوبات الجماعية تشكل جريمة حرب

وثق المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أعمال القتل وهدم البيوت واعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلية على المناطق الفلسطينية منذ بداية العام 2023. قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الفترة 43 شخصا من بينهم 19 مدنيين( بينهم سبعة اطفال).قتل المستوطنون ثلاثة فلسطينيين، بزعم الرد على إطلاق النار أو الطعن بالسكاكين.أصيب بالجراح العشرات من سكان الضفة الغربية المحتلة ، بما في ذلك القدس الشرقية.
يحظر ميثاق جنيف الرابع معاقبة الناس في مناطق محتلة على إساءات لم يقترفوها بصورة شخصية. تشكل أعمال إسرائيل الانتقامية ضد الأسر والتجمعات على أعمال لم يقوموا بها عقوبات جماعية ، وتعتبر جرائم حرب.
يضاف لذلك تركت قوات الاحتلال الإسرائيلية 33 أسرة في العراء ( مجموع أفرادها 229 ، بينهم 43امرأة و108 اطفال).كان هذا نتيجة هدم 34 بيتا ، اجبرت اسر ست على هدم منازلها بأيديها ، وثلاث هدمت كعقوبات جماعية.
كما أن قوات الاحتلال الإسرائيلية هدمت 39 عقارا تستعمل لأغراض مدنية، ودمرت ممتلكات أخرى ، وسلمت إخطارات بالهدم والتوقف عن البناء والإخلاء بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما أورد المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان.
شنت قوات الاحتلال الإحتلال الإسرائيلية، منذ بداية العام الحالي، 1449 هجمة بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية . وخلال هذه الهجمات تم اعتقال 638 فلسطينيا من بينهم 11 امرأة و 61 طفلا.
علاوة على ما تقدم قتل في العام الماضي 2022 فلسطينيا ، وهو اضخم عدد خلال 18 عاما الأخيرة، قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلية 146 شخصا على أقل تقدير من بينهم 34 طفلا.

تسعى لإضعاف المحكمة العليا وضم الضفة الغربية

شرعت حكومة الصهيونية الدينية الائتلافية الجديدة تمنع المحكمة العليا الاعتراض على قرارات الكنيست. وهناك مقترحات على الائتلاف باختيار القضاة وإبدال المستشارين القضائيين بأعضاء سياسيين تعينهم الحكومة. كما صادر النظام الجديد قرابة الأربعين مليون دولار من مداخيل الضريبة الفلسطينية وتخطط لتحويل المبلغ الى اليهود ضحايا الهجمات الفلسطينية.
في هذه الأثناء فإن الخطوط الإرشادية التي وضعتها الحكومة تدعو للمزيد من بناء الشقق الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة، وتشريع البؤر الاستيطانية غير الشرعية وفي نهاية المطاف ضم الضفة الغربية.

المستوطنات اليهودية انتهاك لميثاق جنيف

يحظر الميثاق الرابع لاتفاقيات جنيف على دولة الاحتلال نقل " شطر من مواطنيها الى المناطق المحتلة". يفتقد الشرعية مساعدة إسرائيل، مباشرة او ضمنا، على بناء مستوطنات يهودية على الأراضي الفلسطينية.
في العام 2016 أقر مجلس الأمن القرار 2334 ، الذي أدان إسرائيل لتشييد المستوطنات على أراضي الضفة الغربية المحتلة، ومن ضمنها القدس الشرقية. ينص القرار على ان بناء المستوطنات "ليس له شرعية فانونية ويشكل انتهاكا صارخا بموجب القانون الدولي."
يقيم حاليا على اراضي الضفة الغربية المحتلة قرابة 650000 مستوطن إسرائيلي في 164 مستوطنة و 116 بؤرة استيطانية .
يلقي المستوطنون الذين يبنون المستوطنات على الأراضي الفلسطينية التشجيع من النظام الجديد، الذي يضم، من بين الوزراء الرئيسين، قادة الحركات الاستيطانية .

مقاومة الضغوط من جانب النظام الإسرائيلي

صرح حازم قاسم، الناطق بلسان حماس، "تقوم المقاومة في غزة بواجبها وتدافع عن شعبنا في غزة "؛ وأعلنت كتائب القسام ، الجناح المسلح لحماس ، ان الطائرات الحربية الإسرائيلية سوف تواجه بدفاعات أرض –جو مضادة للطيران .
وعبرت فصائل فلسطينية مسلحة أخرى عن الدعم لما جرى في جنين من تصد فلسطيني قتلت قوات الاحتلال تسعة أفراد في " مجزرة".
قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان للفصائل في غزة الحق في الرد على العنف بالعنف. ونفذت عرين الأسد، مجموعة مقاومة مسلحة تعمل بالضفة الغربية يعتبر أعضاؤها أبطالا في نظر العديد من الشعب الفلسطيني.. تفذت عشرات الهجمات ضد القوات الإسرائيلية والمدنيين خلال الأشهر الستة الأخيرة.
بموجب القانون الدولي يحق للفلسطينيين مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لبلدهم، بما في ذلك النضال المسلح. في العام 1982 أصدرت الجمعية العمومية للأمم المتحدة قرارا " أعاد التأكيد بمشروعية نضال الشعوب، بكل الوسائل المتاحة بما في ذلك النضال المسلح، من أجل الاستقلال ، والكرامة الإقليمية والوحدة الوطنية والتحرر من الهيمنة الكولنيالية والاحتلال الأجنبي".
في اليوم التالي لمجزرة جنين أقدم خيري علقم وعمره 21 عاما على قتل سبعة أشخاص خارج كنيس في القدس الشرقية انتقاما لقتل الجنود الإسرائيليين أحد أقاربه الصغار قبل يومين. بعد الهجوم على الكنيس اطلق البوليس النار على علقم وقتله ، ثم هدم بيت اسرته نمطا من العقاب الجماعي.
عشرات آلاف الإسرائيلييين من مختلف التوجهات الإيديولوجية يتظاهرون مساء كل يوم سبت ضد الحكومة اليمينية الجديدة. في بيان أصدره ستيفانيه فوكس، المدير التنفيذي للصوت اليهودي من اجل السلام، "الحكومة الإسرائيلية تقتل فلسطينيين كل ليلة ، تقتل الناس داخل بيوتهم ومدارسهم وفي المستشفيات" ، وأضاف "ما من موقف محايد ؛ تطالبنا التقاليد اليهودية بالعمل ضد الظلم الفظيع، وحان زمن النهوض تضامنا مع الشعب الفلسطيني."

#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات