أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - عليك ان تخجل من تعابير التفاؤل بصدد مستقبلنا الوطني!















المزيد.....


عليك ان تخجل من تعابير التفاؤل بصدد مستقبلنا الوطني!


سعيد مضيه

الحوار المتمدن-العدد: 7527 - 2023 / 2 / 19 - 10:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتاب مفتح الى الرئيس الأميركي بايدن من الأكاديمي ريتشارد فالك

ريتشارد فالك، احد الخبراء العالميين في الوضع الدولي ماضيا وراهنا، وجه نقدا حاد في كتاب مفتوح ، " عليك ان تخجل من تعابير التفاؤل بصدد مستقبلنا الوطني. فالمجتمع الأميركي " لا يبدو قادرا على العمل معا إلا لدى شن الحروب او التحضير لحرب ضد خصوم حيقيين او متخيلين". . ليتساءل اخيرا ، " هل يتوجب عليك ان تظل تخفي عن المواطنين الحجوم السيئة من الفقر والعنصرية وثقافة البندقية والتعدي على الحريات الأكاديمية والعسكرة العولمية....؟
كتب فالك في 15 شباط الجاري الى الرئيس بايدن:

استمعت بتشكك مصدوم لخطابك الذي اظهرت فيه اعتزازك القومي لحالة الاتحاد، مستغربا كم من المشاعر سربتها حاشيتك ممن دأبوا من قبل على مراقبة الذات . وعندما تسلمت نص الخطاب المرسل بالبريد الخاص في صباح اليوم التالي انتابتني الحيرة والانزعاج. بدأت اتفهم نواياك بشكل افضل عندما تبين ان السير على الدرب جاء في تتابع يومي بلا نهاية لنداءات قادة الحزب الديمقراطي طلبا لتبرعات مالية للحزب، مقرونة حتى بقوائم المبالغ المقترحة. فيما يلي الكلمات الأسوأ وقعا في خطابك الرئاسي الطويل، الذي تبدو فيه راغبا في تبنيه كموضوع في حملة متوقعة عام 2024 لتحكم اميركا التي يزداد حكمها صعوبة :
"لم يسبق لي أبدا ان كنت متفائلا بمستقبل أميركا ؛ أقصد ما أقول . فنحن امة روحها طويلة ، وعمودها الفقري متين ، وشعبها قوي. فقط علينا ان نتذكر هذا ونتذكر من نحن . فما من شيء يتجاوز طاقتنا إن تَجَمَّعنا معا".
لو كنت من الملونين، أو من بقايا الشعوب الأصلية ، او من الفقراء فلربما استغربت هل أن رسالتك غير اللائقة بعد كل شيء كوميديا سوداء؟ بروح من صلافة التصحر الوجداني، استسلمتَ لإغراء تحرير مسارك بالطريقة التالية:"لم اكن يوما ما أشد تشاؤما حول مستقبل أميركا. فنحن امة ملطخة بضعف الروح ، عنصرية نمارس حبا لا ينتهي بالبندقية، وبالحروب وبالعسكرية، كما يبدو. كان من الأفضل لو حاولنا اخيرا بذل ما بمقدورنا لعلاج خطايا الماضي و قصور الحاضر. بروح الواجب الطويل والاستذكار المهيب ادعو جميع المواطنين اتخاذ الخطوات لمحو تلك الذكريات المتعلقة بما كنّا عليه عن طريق تحويل النفقات من الموازنات العسكرية السنوية القادمة الى صندوق تعويض لصالح الضحايا السابقين والحاليين للعبودية والتطهير العرقي والأشكال الرسمية للعنصرية . إذا أردنا ان نكون جادين في التغلب على هذا الماضي الملطخ لبلدنا ، فعلينا ان ننخرط بصورة إيجابية في النضال الأوسع على سطح كوكبنا من أجل العدالة وحفظ الأنواع. سوف نعانق العبث اذا افترضنا ان بمقدورنا في الزمن الراهن مواجهة هذه التحديات من خلال العمل معا كامة حين نعجز عن التعاون في الداخل، وأقل من ذلك بكثير على الصعيد العالمي لصالح العالم. وإذا قدر لي التحدث بواقعية فعلي أن اعترف اننا لا نبدو قادرين على العمل معا الا لدى شن الحرب او التحضير للحرب ضد خصوم حقيقيين او متخيلين.
بكلمات لم تكن رسالتك فاقدة الإحساس بخبرات معظم الأميركيين وحسب؛ بل تنطوي على تناقض لحد ما بين الدعوة للوحدة وطلب التبرعات لتمويل عملية ضمان بقاء الحزب الديمقراطي في الإدارة. فلا المعارضة ولا الحزب التي تمتدح فضائله وتقوده حاليا لديه الرغبة في رهن مستقبل أميركا ب" قدرتنا " على العمل معا. فأنت توضح ذلك بنفسك حين تعزز مطلب التمويل بهذه الكلمات المتحزبة، والتي تبدو لي انها الأقرب الى مشاعرك الحقيقية: "ونحن بحاجة الى انتخاب المزيد من الحزب الديمقراطي كي ننجز المزيد". ليس غيرهذه الكلمات، التي تلقيتها عبر البريد الإليكتروني من مقر الحزب الديمقراطي كما لو انها تؤكد الفكرة المحورية والقائلة فقط بالتبرع للأفراد الجيدين يمكن للفضيلة ان تبقى وذلك في ضوء النضال الوطني المستقطب المحتدم من خلال إطلاق الأفكار المتناقضة بصدد كيف نصنع المستقبل. ليس مؤكدا عند هذه النقطة فيما إذا كان كتّاب سيرة حياتك في المستقبل سيفسرون هذه الوضعية نوعا من النفاق او انتهازية رسولية ، او الخلط بينهما. فما يبدو واضحا ليس غير انصارك التبسيطيين سوف يقولون ان كلماتك عبرت عن معتقدات حقيقية، في ضوء ابتعادها عن واقع مسالك البلاد في الماضي والحاضر .
وانت، بإحساس متضخم بالتفاؤل بمستقبل الدولة وشعبها، تغلف نداءك بطلب التمويل، تبدو محيرا لأنك لا تبذل جهدا موازيا لتفسير أسباب هذا الاستخفاف المستهتر بجملة المخاطر على الوطن والعالم التي تلقي يوميا ظلالا قاتمة غير مسبوقة على مستقبل البلاد . إنها تطرح سؤالا استفزازيا – كيف تميز نظرتك من شعار دونالد ترمب ’لنجعل أميركا عظيمة من جديد‘؟ ربما يكمن خلافكما المضمر في تلاقي وجهات النظر. للتوضيح ربما ترد بزعم ترامب مصاغ بعبارة مماثلة، فتصر على أن أميركا عظيمة حقا ، وبذا فلا حاجة لجعلها عظيمة ، خاصة إذا اقتضى ذلك اتباع درب ترامب الارتدادي نحو العظمة.
السيد الرئيس،عليك ان تخجل من تعابير التفاؤل بصدد مستقبلنا الوطني ، حين لا يمر يوم بدون إطلاق نيران على مجموعات ، في مدرسة او مكان عام مثل قاعة رقص او مناسبة ثقافية عامة . يضاف لذلك تشير التقارير الصادرة مؤخرا ان وتائر الانتحار في أميركا تتصاعد من جديد بين المحاربين القدامى، والملونين والأعداد المتزايدة من المدنيين ممن يناضلون لكسب ما يكفي لضمان صحة أسرهم وتوفير طعامها ومسكنها. ولكي تحصل على معلومات مفصلة عن هذه التعميمات القاتمة قم بزيارة الموقع الإليكتروني.

الا تضلل الجمهور بينما الوقائع تشير الى أن عنف البنادق والإحباطات هي في أميركا أعلى من حيث النسب عما في أي مجتمع صناعي؟ والأسوأ بطرائق معينة من التراجيديات ذاتها عدم التأمل إلا بالقليل مما ينوجب القيام به! يتوجب ان يغري غسل الفضائح القومية بالخجل بدلا من التباهي الأرعن. لم يحصل في أي بلد بالعالم ،غير مصاب بأزمة داخلية حادة او صراع واسع النطاق أن ينتاب الوالدين القلق من انهما قد لا يريان أبناءهما أحياء إن لم يعودوا من المدرسة بالوقت المتوقع.
هل يتوجب عليك ان تظل تخفي عن المواطنين المقدار السيء من الفقر والعنصرية وثقافة البندقية والتعدي على الحريات الأكاديمية والعسكرة العولمية (إنفاق عسكري سنوي اعلى من تسع دول تلي الولايات المتحدة من حيث التسلح، الأعلى في مبيعات وأرباح تجار الموت ،مئات القواعد العسكرية بالخارج ، عقد التحالفات العسكرية ، التصرف القرصني فيما يتعلق بالموارد الطبيعية)؟ ألا يتوجب عليك بالمقابل تقديم وسائل تتضمن النضال ضد اتجاهات النكوص بينما تقدم املا واقعيا أن من الممكن على أقل تقدير ان يكون إيجابيا بحذر حيال مستقبل البلاد؟ يبدو انه حان الوقت لقائد أميركي تقديم حالة تواضع واهتمام حثيث. فالزمن لا يقبل تعابير التباهي القومي والاستهانة بالتهديدات
لمستقبل نمط الحياة في البلد وفي أرجاء المعمورة. فالحالة العامة مثيرة للقلق الشديد بحيث لا يقبل من الرئيس استعراضات التباهي . وما نحن بحاجة اليه واقعية متآلفة مكرسة لإنجاز ما هو ملح لأمن البشرية على جميع مستويات التفاعل الاجتماعي من المحلي حتى الكوكبي.



#سعيد_مضيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منذ إنشائها إسرائيل ديكتاتورية مجرمين
- صراع الحقيقة والزيف على منابر الميديا الأميركية
- مؤرخ هندي:تهجير الفلسطينيين متجذر في القانون الأساسي الإسرائ ...
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا( 4من 4)
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(3من 4)
- عام على القتال في اكرانيا
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا(2من3)
- جامعات الولايات المتحدة وإعلامها تروج التجهيل ونشر السخافات
- البعد القومي للنضال الفلسطيني راهنا ومستقبلا (1من3)
- مارتن لوثر كينغ طالب بالعدالة الاقتصادية والاجتماعية .. فاغت ...
- مشروعية المقاطعة الدولية لنظام الأبارتهايد ( 2من2)
- مشروعية المقاطعة الفلسطينية لنظام الأبارتهايد –(1من2)
- نتنياهو مزق الأوهام ..الآوهام باتت عارية
- النازية الجديدة في أكرانيا (2من2)
- النازية الجديدة في أكرانيا (1من 2)
- نظام الأرباح الأ سطورية للراسمال وصحة البشر
- حل الدولتين بات مستحيلا منذ إنشاء دولة إسرائيل
- الفقر في العالم الثالث صناعة الليبرالية الجديدة واستثمارها ا ...
- بتواطئ مع أميركا أوقف مدعي المحكمة الجنائية التحقيق في جرائم ...
- يستحيل تعايش ليبرالية مع الأبارتهايد في إسرائيل


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد مضيه - عليك ان تخجل من تعابير التفاؤل بصدد مستقبلنا الوطني!